قدم تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة استعرض من خلالها تجميع أوراق مؤتمر الأمم المتحدة لمواجهة تغير المناخ، تمهيدا لليوم الختامى فى دورته السابعة والعشرين الختامى للمؤتمر، والذى ينتظره العالم كله كخطوة فاصلة في إنقاذ الكوكب ومواجهة التغيرات المناخية كالاحتباس الحراري، وزيادة الانبعاثات الكربونية وسبل معالجتها، بشكل عاجل.
يختتم مؤتمر الأمم المتحدةcop27 بشأن تغير المناخ اليوم أعماله بعد 12 يوما من الفعاليات والجلسات والمناقشات التي تحاول الوصول للهدف الطموح بشأن الحفاظ على درجة حرارة الأرض ومواجهة التغيرات المناخية بالحلول الملائمة والتمويل المناسب (ا)، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ومشاركة أكبر عدد من قادة العالم ورؤساء الدول والحكومات وكبار المسئولين وممثلى المؤسسات الدولية والإقليمية.
حضر قمة المناخ عدد كبير من رؤساء دول العالم، من أجل التكاتف وحل الأزمة، التي تواجه عددا كبيرا من الدول، إذ تمت دعوة أكثر من 200 حكومة ومنظمة للمشاركة في مؤتمر المناخ (ا)، كما حضر أكثر من 40 ألف مشارك في مؤتمر قمة المناخ COP 27 في شرم الشيخ، بينهم قادة وزعماء وأمراء وملوك من 197 دولة حول العالم (س)، كما شارك في قمة المناخ أكثر من 90 رئيسا دوليا، لمناقشة قضية تغير المناخ وأثرها على البيئة، ومواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.
تولت مصر الرئاسة للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف مع إدراك واضح لخطورة التحدي المناخي العالمي وتقدير قيمة العمل متعدد الأطراف والجماعي والمتضافر باعتباره الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا التهديد العالمي الحقيقي (س)، وتمثلت رؤية مصر لمؤتمر COP27 في الانتقال من المفاوضات والتعهدات إلى التنفيذ.
وحرصا من القيادة المصرية وبتوجيهاتٍ دورية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجهَ كلَ أجهزةِ الدولة وحكومتِها لإنجاحِ هذه القمة، فقد شهد المؤتمر منذ بدايته في 6 نوفمبر، إطلاق وتوقيع عشرات الاتفاقيات والمبادرات الهادفة إلى الانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ (س) وتعزيز جهود التكيف والتخفيف من تداعيات تغير المناخ في أنحاء العالم.. ووقعت مصر عددًا كبيرًا من اتفاقات التمويل والتعاون الدولي في عدة مجالات متعلقة بالبيئة والمناخ، أبرزها اتفاقات بـ 83 مليار دولار، ووقع الاتفاقات صندوق مصر السيادي و9 مطورين عالميين.
وتهدف تلك الاتفاقات الى خلق استثمارات تتماشى مع استراتيجية صندوق مصر السيادي لإزالة الكربون باستخدام وسائل مستدامة تفيد الاقتصاد، وإنشاء استثمارات جديدة تضع مصر كمركز دولي للطاقة الخضراء(س) بالإضافة إلى شهادة على قدرة صندوق مصر السيادي على تنفيذ دوره في جذب الاستثمار الخاص إلى القطاعات الاستراتيجية.
كما وقعت مصر 8 عقود لإنتاج الوقود الأخضر، وكان أطراف التوقيع على العقود كل من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وصندوق مصر السيادي وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وكبرى الشركات والتحالفات العالمية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
واستهدفت العقود الثمانية تنفيذ مشروعات الوقود الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتحولت مذكرات التفاهم إلى عقود فعلية تدخل حيز التنفيذ بعد انتهاء دراسات الجدوى(ا)، كما وقعت مصر عقود ومذكرات تفاهم واتفاقيات أخرى في ملفات الطاقة المتجددة والوقود الأخضر والزراعة والمياه وحماية التنوع البيولوجي وتعزيز القدرات (س) وخلال أيام المؤتمر، انطلقت عشرات المبادرات المصرية والدولية تغطى أغلب مجالات مواجهة تداعيات التغير المناخي، أبرز تلك المبادرات ما يتعلق بقارة إفريقيا ويستهدف إنهاء معاناة الملايين في القارة، وذلك في إطار قيادة مصر للقارة واستعراض معاناة بلدانها من آثار التغير المناخي.
وتستمر مكاسب مصر من القمة، فضلا عن حصولِها في السابق من الأمم المتحدة على منحةِ الدولة المضيفة المقدَرة بـ مليار ومئة مليون دولار لتطويرِ البنية الأساسية لمدينة شرم الشيخ التي تشهدُ فعالياتِ القمة (س) و تغيرت مدينة شرم الشيخ تغيرا جذريا في جميع المناحي، فقد أصبحت مدينة خضراء ونظيفة تواكب المدن الذكية التي تعمل بالطاقة النظيفة في مدن العالم، بداية من اتساع الطرق وحارات الدراجات والأتوبيسات الكهربائية وأعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية والتخضير بالنباتات في كل أنحاء المدينة مع ريها بمياه معاد تدويرها مرة أخرى.
كما شهدت أيام مؤتمر cop27 إطلاق مبادرات عديدة في مجالات الطبيعة وحماية البيئة والتنوع البيولوجي والانتقال المستدام للغذاء والزراعة والعمل المناخي والمشروعات الذكية الخضراء وغيرها من مشروعات التخفيف والتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أثناءَ إلقاءِ كلمتهِ في مؤتمر المناخ عن تقديم دعم لمصر بقيمة 500 مليونِ دولار، وذلك لتمويلِ التحول إلى الطاقة النظيفة.
من جانبه، قال الدكتور محمود محيي الدين، رائدُ المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمرِ أطراف اتفاقيةِ الأمم المتحدة للتغير المناخي والمبعوثُ الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويلِ أجندة التنمية المستدامة 2030، إن قمةَ المناخ بشرم الشيخ شهدت العديدَ من المبادرات والخطوات غيرِ المسبوقةِ (س) علاوةً على تحقيقِ تقدمٍ في بعض الملفات رغمَ وجود عجز في الثقة، ما يستلزمُ المزيدَ من دعمِ القيادات السياسية وإحداثِ التغير في السلوك.
وأضاف محيي الدين، أن أفريقيا كانت في قلب أجندة عمل قمة المناخ، فعلى سبيل المثال تم إطلاقُ مبادرة إفريقيا لأسواق الكربون من أجل توفير طاقةٍ مستدامة للجميع ودعمِ أنظمة الإنذار المبكر بالتعاون مع العديد من الشركاء والقطاع الخاص.
كما أشار رائدُ المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمرِ أطراف اتفاقيةِ الأمم المتحدة للتغير المناخي، إلى أن المبادرةَ الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية على مستوى المحافظات المصرية ستصبح جزءا رئيسيا من قمم المناخ القادمة وسيتم الانتقالُ بها إلى المستوى العالمي.
ونوه محيي الدين إلى مشاركة المشروعات الفائزة وعددها 18 مشروعا بقمة المناخ بالمنطقة الخضراء و الزرقاء.
وفي ظل استعدادات مصر لختام قمة المناخ، تتوالى ردود الفعل العالمية على فعاليات القمة التي أقيمت في مدينة السلام شرم الشيخ .. حيث أشاد العديدُ من قادة العالم بنجاحِ مصر في تنظيم القمة والاستفادةِ من تنظيمها على أرضها.. وعلى رأسهِم الرئيسُ الأمريكي جو بايدن، حيث قال إن مصر أم الدنيا وأن هذا اللقب يليق بها.
ومن جانبه، أيضا قال الرئيسُ الفرنسي أيمانويل ماكرون، إن لمصر دورٌ فعال في استقرار الشرق الأوسط وإفريقيا والمتوسط، وكذلك رئيسةُ مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ورئيسةُ وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيسُ وزراء بريطانيا ريشي سوناك وجون كيري المبعوثُ الأمريكي الخاص بتغير المناخ (س) وقد اجتمع كل هؤلاء على أن مصرَ قامت بدورٍ فعال في استضافةِ هذه القمة ونجحت في الخروجِ بتوصياتٍ وجهودٍ ستُبذَل من أجل تنفيذِ الوعودِ الخاصة بالتعامل مع تغيرات المناخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة