سجلت أسعار النفط الخام بالأسواق الآجلة (بورصة نيويورك التجارية Nymex وبورصة انتركونتيننتال ICE) خلال الربع الثالث من عام 2022 أكبر خسائر فصلية لـهـا بالنسبة المئويـة منـذ بداية جائحة 19 - Covid في عام 2020، بلغت نحو 23% لخام برنت و25% لخام غرب تكساس، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ شهر يناير 2022 وذلك وفقا لتقرير الأوضاع البترولية العالمية الربع الثالث 2022 لمنظمة "أوابك".
وأضاف التقرير، يعزى ذلك بشكل رئيسي إلى تنامي المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي عالمي محتمل من شأنه أن يضر بالطلب على الطاقة، وسط ضـعف النشاط الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، ومع قيام مجلـس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة إلى أعلى معدل لـهـا منـذ الأزمة المالية العالميـة عـام 2008 للحـد مـن التضخم، مما كان له دور في ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ منتصـف عـام 2002، وأصبح النفط الخام أعلى تكلفة لحاملي العملات الأخرى، فضلاً عن محاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 وما يرتبط به من إمكانية عودة صادرات النفط الإيرانية إلى الأسواق، وقيود الإغلاق المتكررة والمرتبطة بجائحة فيروس كورونا في الصين.
وشهد الربع الثالث من عام 2022 استمرار تداول خام برنت في بورصة التبادل القاري في لندن (ICE) بدرجة أعلى من منافسه الخام الأمريكي القياسي غرب تكساس في بورصة (Nymex) منذ الربع الثاني من عام 2015، هذا وقد توسع متوسط الفروقات بينهمـا خــلال الربع الثالث 2022 لتصل إلى 6.3 دولار/برميل، وهو مستوى مرتفع بالمقارنة مع 3.4 دولار/ برميل في الربع السابق.
يذكر في هذا السياق، أن العقود الآجلة لخام برنت تلقت دعماً من أساسيات السوق القويـة فـي شـمال غرب أوروبا وتزايد عمليات الشراء من المصافي الأوروبيـة التـي تسعى لشراء الشحنات الفورية المتاحة لتعويض انخفاض تدفق النفط من روسيا إلى أوروبا.
وفي الوقت نفسه، شـكـل كـل مـن تراجع المخاوف بشأن الإمدادات في ظل السحب المستمر من مخزونات النفط الخام الاستراتيجية الأمريكية، وعلامات تباطؤ الطلب المحلي الأمريكـي علـى الجـازولين، وتنامي المخاوف حيـال التوقعات الاقتصادية الأمريكية، ضغطاً هبوطياً على أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة