قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمام الجلسة العامة للدورة السابعة والعشرون لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ cop 27،"إننا قطعنا مسافة 10 آلاف كيلو متر من أمريكا الجنوبية إلى هنا شرم الشيخ، حاملين معنا حقيقتنا وسلامًا تضامنيًا ملتزمًا من جمهورية فنزويلا البوليفارية إلى جميع بلاد العالم، وإلى جميع شعوب العالم، وبالأخص إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر الذي عقد هذا المؤتمر العالمي الرائع ضد تغير المناخ".
وطالب مادورو خلال كوب 27 بحماية منطقة الأمازون التى تعد رئة الأرض، قائلا: "سيادة الرئيس، ندعو كدولة ذات سيادة إلى حماية الأمازون، لقد جئنا من لقاء مع رئيس كولومبيا، جوستافو بيترو؛ مع رئيس سورينام؛ مع الحركات الاجتماعية في أمريكا الجنوبية لتحمل المسؤوليات كسكان لأمريكا الجنوبية في إنقاذ الغابة والتنوع البيولوجي في الأمازون.
واضاف مادورو خلال مشاركته في مؤتمر المناخ: "من المعروف أن الاختلالات البيئية الرهيبة التي تؤثر اليوم بشكل كبير على الحياة وعلى الكوكب بأسره، والتي تشيير إلى التغير المناخي – هكذا يطلق عليه في تعبير تلطيفي مفكك – هي حقيقة واقعة لا بديل لها، ذلك السيناريو البائس الذي يخافه الكثيرون وتنكره النخبة، الذي حذر مبكرًا منه المجتمع العلمي وبعض قادة العالم وتقريبًا كل الحركات الاجتماعية قد تحول إلى نبوءة تتحقق بذاتها، أكبر أزمة تمر بها البشرية منذ بدء الخليقة.
وأكد مادورو ان أزمة المناخ حقيقة لا يمكن تجنبها ولن يمكن التصدي لها إلا بإجراءات ملموسة، عاجلة وفورية إنه لأمر يؤلم الضعفين أن نضطر للاعتراف بأن أبعاد هذه الأزمة لم تكن مفاجأة بالنسبة لنا.
وأضاف رئيس فنزويلا: "منذ بداية الدبلوماسية البيئية، كانت لدينا بيانات كافية لإعلان حالة الطوارئ المبكرة والتصرف على هذا الأساس، مضى على ذلك 30 عامًا، منذ توقيع اتفاقية كيوتو التاريخية في عام 1991 والتي تم التوصل فيها لإجماع مهم يهدف لتقليل البصمة الكربونية، والذي أعطى نتائج جيدة حتى 2009، و هدفت اتفاقية باريس لعام 2015 إلى تحسين الآليات لإجبار ما يسمي بدول الشمال الرأسمالية المتقدمة على تقليل إسهامها في ظاهرة الاحتباس الحراري، والأهم، أن اتفاق باريس يضفي طابعًا مُلزِمًا لمساهمات العلم فيما يتعلق بتغير المناخ، ولكن يجب أيضًا أن يقال إن هناك حالات جمود مؤلمة وانشقاقات مثل تلك التي حدثت في عام 2009 في قمة كوبنهاجن، حيث ظهر جليًا عدم استعداد النخبة المُنكِرة للسير بالإيقاع المناسب لحالة الطوارئ وفي الاتجاه الصحيح للحياة، ما زلنا نتذكر كوبنهاجن وقمع الشرطة للحركات البيئية في الشوارع والمخططات البيروقراطية المؤسسية التي يتم اتباعها منذ ذلك الحين.
وقال مادورو: "سيادة الرئيس، لقد أهدرنا الكثير من الوقت من حينها إلى الآن، كل ساعة، كل شهر، كل عام من التقاعس، التردد، التراخي، يُترجَم اليوم إلى أنظمة بيئية مدمَرة، إلى أنواع منقرضة وإلى تدهور ظروف الحياة التي وهبنا إياها الكوكب بمنتهى الكرم، ولكنه يبدأ اليوم في فتح كشف حساب على الانتهاكات المرتكبة".
وأضاف: "الاعتراف بالفشل الحضاري هو البداية لتصحيح جذري، لقد هددنا تغير المناخ أمس، ولكن اليوم يهددنا الانهيار المطلق للنظام البيئي الذي يثور كمصير قاتل على مرأى منا، تقولها أحدث التوقعات وإذا واصلنا هذا الإيقاع المدمر للذات، فسيكون هذا الكوكب غير صالح للسكن خلال 30 أو 40 عامًا.
كما شدد مادورو علي أن "أزمة المناخ هذه، كما نعلم، لها وسيكون لها عواقب محتمة على الكوكب تجبرنا على تغيير نموذج الحياة الاستهلاكية. حيث حذر آخر تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، والذي شارك فيه 14 ألف عالم من جميع أنحاء العالم من أنه إذا لم يتم تقليل الانبعاثات من الغازات الدفيئة، كثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد الحديدوز بنسبة 50%، سيكون الضرر غير قابل للزوال في ثماني سنوات فقط. وهذا يعني أنه بحلول عام 2030 لن يكون هناك بديل لما نمر به: العواصف والأعاصير والأمطار والبرودة الشديدة والحرارة التي تغير ظروف الحياة بشكل غير متوقع، والأهم من ذلك، تضع وجودنا على المحك. يقتل الاحتباس الحراري أشكال الحياة على الأرض، ما هو يبدو أمرًا لا يمكن وقفه، المثال المشهور على ذلك هو النحل: يمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى انقراض النحل، وإذا لم يكن هناك نحل ستنقطع الدورة الطبيعية للتلقيح، وإذا لم يكن هناك تلقيح، فلن تتكاثر النباتات وهذا من شأنه أن يقلل الأكسجين في بيئة الأرض.
وأشار إلى أن متوسط درجة الحرارة العالمية السنوية، ارتفع خلال المائة عام الماضية، بمقدار ٠,٨ درجة مئوية، ومن المتوقع أن تتجاوز ١,٧ درجة مئوية في السنوات الخمس المقبلة. تصل الغازات الدفيئة إلى أعلى مستوياتها في تاريخ البشرية، هذا المستوى الذي انخفض في عام ٢٠٢٠ نتيجة الحجر الصحي ، في عام ٢٠٢١ مع إعادة النشاط الصناعي والتجاري، متجاوزة الرقم القياسي لعام ٢٠١٩، عندما كانت أعلى بنسبة ١٢٪ تقريبًا مما كانت عليه في عام ٢٠١٠ وأعلى بنسبة ٥٤٪ من عام ١٩٩٠. خلال ٣٢ عامًا ، كانت هناك زيادة يجب تسجيلها في قرن. نتيجة إلى ذلك، وبطريقة غير منظمة، تفاقمت الظواهر مثل الجفاف والأمطار الغزيرة. حول ٨٠٪ من الكوارث الطبيعية بين عامي ٢٠٠١ و ٢٠٢١ كانت مرتبطة إما بالجفاف أو الفيضانات العاصفة.
وفقًا لتقديرات خبراء المناخ، بحلول عام ٢٠٥٠، عمليًا سيكون المحيط المتجمد الشمالي خاليًا من الجليد البحري لأول مرة في التاريخ مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين مما يهدد بفقدان ٩٩٪ من الشعاب المرجانية في العالم، بصورة مماثلة، فقد ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار ٢٣ سنتيمترًا منذ عام ١٩٨٠، نصف هذه السنتيمترات تقريبًا زاد في آخر ٢٥ سنة فقط، يرتفع البحر بمقدار ٣,٤ ملليمتر كل عام. تتسبب هذه الزيادة في جعل المياه العذبة مالحة، مما يعرض موارد المياه التي يعتمد عليها ملايين الأشخاص على كوكب الأرض للخطر.
كما أشار إلي أن الحضارة الإنسانية بالتأكيد هي سبب هذا الأذى العظيم الذي يعيشه الكوكب، ومع ذلك، فإن هذه العبارة غير مكتملة إذا لم يتم تفصيل أن هذه الحضارة غير متكافئة بشكل كبير، فهي تتكون من دول استغلت بشكل عشوائي الموارد الطبيعية للكوكب لمدة قرنين من الزمان، في حين أن الآخرين بالكاد لديهم ما يكفي لإطعام أنفسهم ومستمرون في ظل طريقة إنتاج ترجع إلى عصر ما قبل الصناعة.
وأوضح الرئيس الفنزويلي "فنزويلا مسؤولة عن أقل من ٠,٤٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على كوكب الأرض. ومع ذلك، يجب على الشعب الفنزويلي أن يتحمل تبعات الاختلال الذي تسببه الاقتصادات الرأسمالية الرئيسية في العالم التي لوثت وتواصل تلويث كوكب الأرض لصالح قلة قليلة من الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة