انطلقت، اليوم الثلاثاء، فاعليات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، بمركز المؤتمرات الدولى "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة الجزائرية، وذلك فى دورته الحادية والثلاثين، وذلك بعد أكثر من 3 سنوات من التوقف، مما أضفى المزيد من الأهمية للحدث ومنحه قدرا كبيرا من الاستثنائية.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الرئيس التونسي قيس سعيد، باعتباره رئيس الدورة السابقة للمجلس، حيث قام بتسليم الرئاسة لنظيره الجزائرى عبد المجيد تبون.
القضية الفلسطينية حظت باهتمام كبير خلال الجلسة الافتتاحية، وهو ما أكد عليه سعيد، فى كلمته، حيث قال إن الحق الفلسطيني ينبغى أن يكون حاضرا فى مختلف الاستحقاقات حتى لا يغيب هذا الحق عن كافة المحافل أو حتى عن أى إنسان يتوق إلى العدل.
وأشار إلى أنه لا يمكن أن يتحقق السلام دون وجود دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشيدا بالمساعي الجزائرية لتحقيق لم الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية.
الرؤية التونسية توافق معها الرئيس تبون، والذى دعا إلى التمسك بمبادرة السلام العربية بكافة بنودها كركيزة وسبيلا وحيدا لتحقيق السلام، مؤكدا على ضرورة تأسيس الدولة الفلسطينية على حدود 1967، داعيا لتأسيس لجنة اتصال عربية لمتابعة القضية الفلسطينية.
ولكن على الرغم من أولوية فلسطين، حظت الظروف الدولية المحيطة باهتمام كبير خلال فعاليات القمة، في ظل التأثير المباشر للأوضاع الدولية الراهنة، على المنطقة العربية، ناهيك عن بزوغ ظاهرة التغيرات المناخية وتداعياتها على الغذاء والطاقة.
في هذا الإطار، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الغذاء والطاقة والمناخ تُمثل حلقة متصلة، ومنظومة مترابطة فإنتاج الغذاء يعتمد على أسعار الطاقة، واستقرار المناخ، والتغير المناخي يتأثر في الأساس بالانبعاثات المتولدة عن انتاج الطاقة، والعناصر الثلاثة صارت عنواناً للأزمة العالمية التي نشهدها حالياً بكل تبعاتها الاقتصادية والإنسانية التي تتحملها الشعوب، والتي قد تشتد وطأتها في هذا الشتاء ولا شك أننا نتابع جميعاً الآثار المزدوجة للجائحة والحرب في أوكرانيا.. وما أفرزته ولا تزال من تبعاتٍ اقتصادية سلبية صار واضحاً أن العالم أجمع سيضطر للتعامل معها لفترةٍ طويلة قادمة.
الأوضاع الاقتصادية، نالت قسطا كبيرا من اهتمام المتحدثين خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية وسط دعوات صريحة لمجابهة التحديات.
من جانبه، يرى الرئيس الجزائري أن تعاظم التحديات الداخلية والخارجية فاقمت الأوضاع مع زيادة الاستقطاب وتاثيره في تصعيد الأزمات، وهو ما يبدو في أزمة الأمن الغذائى، مشيرًا إلى أن الإمكانيات العربية تؤهل العالم العربي للتواجد بقوة على الساحة الدولية عبر بناء تكتل اقتصادى عربي، من شأنه مجابهة التحديات.
بينما دعا الرئيس التونسي إلى ضرورة وجود نظام اقتصادى مشترك من شأنه تحقيق التكامل ومجابهة الضغوط الدولية، حيث تبقى الحاجة لقرارات فعالة من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتي والامن المائى.
في حين شدد أبو الغيط على حاجة الدول العربية الملحة إلى استراتيجية واضحة حول التعامل مع الأزمات الممتدة، خاصة بعد حالة الفوضى التي عاشتها المنطقة العربية في العقد الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة