أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مواصلة بلاده لجهودها لضمان التحضير الأمثل للقمة العربية، التي ستحتضنها في الأول والثاني من نوفمبر المقبل، معربًا عن تطلع بلاده إلى أن يشكل هذا الاستحقاق الهام فرصة لاتخاذ قرارات جريئة وبروح توافقية للارتقاء بالعمل العربي المشترك في مستوى رمزية تاريخ انعقادها؛ (تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي)؛ وما يحمله من قيم النضال المشترك في سبيل التحرر، وامتلاك مقومات التحكم في المصير العربي الموحد ليكون قويا وفاعلا.
جاء ذلك خلال كلمته في الحفل، الذي نظمته وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الأحد بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، الموافق للثامن من أكتوبر من كل عام؛ وهو اليوم الذي رفع فيه أول رئيس للجزائر المستقلة الراحل أحمد بن بلة، العلم الجزائري في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك يوم 8 أكتوبر 1962.
وأوضح لعمامرة أن الجزائر تواصل مساعيها أيضا كطرف فاعل في جميع مجالات انتمائها العربية والأفريقية، والإسلامية، والمتوسطية من أجل مد وتعزيز جسور التعاون والتضامن والمساهمة في حل النزاعات والأزمات عبر الطرق السلمية، وبعث ديناميكيات خلاقة لفرص التكامل الاقتصادي والتنمية المندمجة.
وأضاف أن ما يعرفه العالم اليوم من توترات متصاعدة وتقلبات متسارعة تزيد من حالة الاستقطاب، ومن بوادر إعادة تشكيل موازين القوى، يؤكد من جديد على قوة المواقف الجزائرية المتمسكة بمبادئ عدم الانحياز والمناضلة باستمرار من أجل قيام نظام دولي يسوده العدل والمساواة، ويضع حدا للإجحاف التاريخي بحق الدول النامية.
واستطرد قائلا إن جوهر دبلوماسية بلاده هي الإيمان بقوة الحق والثبات على المبادئ في مساندتها للقضايا العادلة على غرار القضية الفلسطينية، لأن ما عاشته الجزائر يؤكد أن الاستعمار مهما طال فمآله الحتمي الزوال.
وأشار وزير الخارجية الجزائري إلى أنه بالموازاة مع جهود بلاده الرامية إلى لم الشمل، وتعزيز دعائم السلم والاستقرار إقليميا ودوليا، تكثف الدبلوماسية الجزائرية نشاطها الاقتصادي من خلال استراتيجية شاملة لتوجيه التعاون الدولي وفق منطق توازن المصالح، تجسيدا لأهداف البرنامج التنموي الطموح الذي تهدف الجزائر من خلاله إلى ضمان مكانة تليق بها ضمن ركب الدول الصاعدة كما سبق وأن أكد على ذلك الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة، وخصوصا عند ذكره قدرة الجزائر على تقديم قيمة مضافة إلى مجموعة "بريكس" (تكتل سياسي واقتصادي عالمي بارز يضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة