تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، من إعداد هديل البنا وتقديم محمد أبو ليلة عن الكاتبة الفرنسية "آنى إرنو"، الفائزة بجائزة نوبل للأدب 2022، والتي تلقبها وسائل الإعلام الفرنسية بسيدة الأدب الفرنسي، والتى أصبحت السيدة رقم 17 من بين 119 فائزاً فى تاريخ الجائزة الأشهر فى تاريخ الأدب العالمى، منذ أن انطلقت فى عام 1901، وحتى عام 2022.
حازت سيدة الأدب الفرنسي آنى إرنو وفقاً للأكاديمية السويدية، على جائزة نوبل للآداب لعام 2022، وذلك "لشجاعتها وبراعتها التي كشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية".
ولدت الكاتبة الفرنسية آني إرنو عام 1940 وكبرت في بلدة يفيتوت الصغيرة في نورماندي، لأسرة متوسطة الحال، لكنها كانت طموحة، فكان لدى والديها محل بقالة ومقهى، ورغم حياتهما فى مكان بسيط، إلا أن والديها تمكنا من انتشال أنفسهما من الحياة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية، وهو ما بدا واضحا في كتابات آنى إرنو فيما بعد، والتي ركزت فيها على التباينات القوية فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة، متجاهلةً بذلك ما يدور في عالم السياسة كما يفعل أو ينشغل بعض الأدباء.
تأثرت الكاتبة الفرنسية آنى إرنو خلال مسيرتها بشدة بعلم الاجتماع، وقادها طموحها إلى إعادة بناء منهجية ومحاولة لكتابة نوع "خام" من النثر في شكل مذكرات، لتسجيل الأحداث الخارجية البحتة.
كان ظهورها الأدبى لأول مرة عبر "الخزائن الفارغة" عام 1974، وفي هذا العمل بدأت بالفعل التعبير عن خلفيتها النورماندية، وفى كتابها الرابع "مكان الرجل" عام 1992، الذى جاء في مائة صفحة قدمت فيه صورة "نزيهة" عن والدها الرجل صاحب المبادئ المقيدة بالدوافع الأخلاقية.
كان هناك دائما بُعد سياسي مهم في لغة آنى إرنو، فدائما ما تكتنف كتاباتها شعور بالخيانة تجاه الطبقة الاجتماعية التي تنحرف عنها، فمن قبل قالت "إن الكتابة فعل سياسي يفتح أعيننا على عدم المساواة الاجتماعية"، ولهذا الغرض تستخدم اللغة "كسكين"، كما تسميها، لتمزيق حجاب الخيال، في هذا الطموح للكشف عن الحقيقة، وهو ما يجعلها وريثة جان جاك روسو.
ومن الأمثلة التوضيحية للعذاب الذي يصاحب إعادة بناء آني إرنو للماضي، اعترافها الخطير فى كتاب العار الصادر عام 1996، وفيه كشفت عن محاولتها لتفسير الغضب المفاجئ لوالدها ضد والدتها في لحظة معينة في الماضي، وأنه حاول قتلها.
وقالت الكاتبة في السطر الأول من كتابها: "حاول والدي قتل والدتي ذات يوم أحد في شهر يونيو، في وقت مبكر من بعد الظهر"، وتضيف: "لقد أردت دائمًا كتابة نوع الكتاب الذي أجد أنه من المستحيل التحدث عنه بعد ذلك، نوع الكتاب الذي يجعل من المستحيل بالنسبة لي أن أتحمل نظرة الآخرين.. ما يجعل التجربة لا تطاق هو العار المتجذر في الظروف المعيشية المهينة".
وقال القائمون على جائزة نوبل للسلام عن الكاتبة الفرنسية: إن كتابات آني إرنو تخضع طوال الوقت لعملية الزمن، وفي أي مكان آخر تلعب قوة الاتفاقيات الاجتماعية على حياتنا دورًا مهمًا كما هو الحال في كتاب "السنوات" الصادر عام 2008، والذى يعد مشروعها الأكثر طموحًا، والذي أكسبها شهرة دولية ومجموعة كبيرة من المتابعين والتلاميذ الأدبيين، وقد أُطلق علي هذا الكتاب "أول سيرة ذاتية جماعية"، وأشاد بها الشاعر الألماني دورس جرونباين باعتبارها "ملحمة اجتماعية" رائدة في العالم الغربي المعاصر.
وترى جائزة نوبل للآداب أن آني إرنو تؤمن بوضوح بالقوة المحررة للكتابة، وأن عملها لا هوادة فيه ومكتوب بلغة واضحة ونظيفة، وعندما تكشف بشجاعة كبيرة وذكاء إكلينيكي عن معاناة تجربة الطبقة، واصفة الخزي أو الإذلال أو الغيرة أو عدم القدرة على رؤية من أنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة