فكر الطفل يتغير وهناك مرحلة من مراحل الأطفال تريد اللعب ومرحلة تريد القراءة والجلوس على الإنترنت
الانفتاح على العالم الخارجى كارثة على أطفالنا إذا لم نستخدمه بشكل صحيح.
هي أحد أبرز من قدمن برامج للأطفال في الألفية الجديدة، تقديمها لهذه النوعية من البرامج ليس فقط بتكليف من قيادات التليفزيون المصرى، بل لعشقها للأطفال والتعامل معهم، لذلك نجحت تلك البرامج التي قدمتها لسنوات عديدة على رأسها "خلى بالك"، و"كتاب كل أسبوع"، إنها الإعلامية الكبيرة داليا ناصر، والتي تحدثت معنا عن دور الإعلام في التأثير على الطفل وتشكيل شخصيته.
خلال حوارنا مع الإعلامية داليا ناصر، تحدثت معنا عن برامج الأطفال التي قدمتها وسر عشقها لتقديم هذه النوعية من البرامج، وأسباب اختلاف الأطفال في العصر الراهن عن أطفال الماضى وانجذاب الحاليين نحو أفلام الكرتون المدبلجة، كما تجيب عن هل برامج الأطفال التي تم تقديمها في السابق قادرة على جذب انتباه الأطفال الآن، وهل أننا بحاجة لقناة أطفال متخصصة لسحب البساط من القنوات الكرتون الأجنبية أو التي لا تتفق مع ثقافتنا العربية والمصرية، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى.
في البداية.. لماذا فضلت تقديم برامج الأطفال بالتليفزيون المصرى؟
أنا بالفعل أحب للغاية تقديم برامج للأطفال، فأغلب المذيعات يبتعدون عن برامج الأطفال لأنهم يرونها أنه ليست صاحبة مشاهدات مرتفعة، ولكن أنا بحب برامج الأطفال والتعامل مع الأطفال بشكل كبير.
ما هي أبرز برامج الأطفال التي قدمتيها في التليفزيون المصرى؟
بدأت ببرنامج "خلى بالك"، وكان برنامج كله لعب، ثم قدمت برنامج "كتاب كل أسبوع" استمريت في تقديمه لسنوات عديدة، ثم قدمت عدة برامج أخرى.
هل ترين أن برامج الأطفال التي تم تقديمها في السابق تصلح للأطفال في هذا العصر؟
فكر الطفل يتغير، فهناك مرحلة من مراحل الأطفال تريد اللعب، ومرحلة تريد القراءة والجلوس على الإنترنت ، وبرامج الأطفال التي قدمناها في الماضى كانت إمكانيات التليفزيون لم تتيح لنا أن نستطيع تقديم مضمون يخاطب الأطفال الذين يعاصرون الآن التطور التكنولوجى، وبالتالي برامج الأطفال القديمة كانت تناسب الأطفال في الأزمان الماضية وليس الآن، فالأطفال في الماضى اختلفوا عن الأطفال في هذا الزمان، فوسائل الترفيه أصبحت مختلفة والاهتمامات مختلفة والاستمتاع بوقت فراغ أصبح مختلف، فنحن في الماضى كنا نشاهد برامج الأطفال في المساء ثم ننام ولكن الأطفال الآن لا يفتحون التليفزيون بل يجلسون على الموبايل في أغلب أوقات الفراغ، فالطفل لم يعد يجلس لقراءة كتاب لأن الكتب أصبحت PDF، فالوضع اختلف ولابد أن نحترم عقل الطفل.
وهل ترين أن هذا الاختلاف للأفضل أم الأسوأ؟
أرى أن الاختلاف للأفضل إذا وجهنا اهتمامات الطفل واستخدامه للتكنولوجيا بشكل أفضل كى يستفيد منها.
كيف ترين اهتمام الدولة الآن بتقديم مضمون إعلامى موجه للأطفال؟
هذه الأيام، تشهد اهتمام كبير من جانب الدولة بمخاطبة الأطفال وإنتاج برامج تخاطبهم وتخصيص جائزة الإبداع للطفل، وهذا أمر في غاية الأهمية.
برأيك ما هو شكل برامج الأطفال القادرة على جذب انتبه الأطفال الآن؟
نحن نحتاج لتغيير في برامج الأطفال المقدمة، وأنا هنا أتحدث من وجهة نظر أولادى فأنا لا استطيع أن أقول لهم شاهدوا مسلسل الأطفال بوجى وطمطم وتوم أند جيرى، فلم يعد الأطفال ينجذبون لها في الوقت الرهن، لأنهم عاصروا تكنولوجيا مختلفة.
هل ترين أن السوشيال ميديا أصرت على الأطفال بالسلب أم بالإيجاب؟
تجربة السوشيال ميديا بها أشياء سلبية وبها أيضا إيجابيات، ولكن من سلبياتها أنها نشرت ثقافات غريبة علينا في عقول أولادنا، فيمكن للأطفال أن يقضون أوقاتهم على السوشيال ميديا في أوقات فراغهم بما يفيدهم ويثقل مواهبهم ويبتعدون عن الثقافات الخارجية التي لا تتناسب معنا، وهذا يتم من خلال تقديم برامج أطفال تناسبهم وتخاطبهم، فنحن نواجه أزمة نشر ثقافات غريبة علينا من خلال الأفلام برامج الأطفال الأجنبية التي تنتجها شركات عالمية مثل "ديزنى" والتي سعت خلال الفترة الماضية لنشر الثقافة المثلية، وهذا يشكل خطورة كبيرة على أطفالنا، وهذا يتطلب منا شغل كبير لجذب الطفل لبرامج أطفال مصرية، لا تعتمد على تلقين الطفل لمفاهيم معينة مثل "أغسل يدك، وأغسل أسنانك" بل تقدم له محتوى ترفيهى هادف ومسلى ومشوق، وفى نفس الوقت تحارب المعتقدات الغريبة عن مجتمعاتنا ومواجهة الأفكار الخاطئة، وتوصيل المعلومة المفيدة للأطفال، فالانفتاح على العالم الخارجى كارثة على أطفالنا إذا لم نستخدمه بشكل صحيح .
برأيك كيف يمكن نسيطر على أطفالنا ونبعدهم عن الأفكار السلبية ؟
أولا لابد من الابتعاد عن أسلوب المنع مع الأطفال لأن كل الممنوع مرغوب، والاهتمام ببرامج تجمع الطفل والأسرة معا، فالأسرة هي الأساس والعمود الفقرى للطفل وليس المدرسة، فالمدرسة لا تعلم ولكن هي عامل مكمل ، ولابد من وقت تجتمع فيه الأسرة وتشاهد مضمون إعلامى مفيد ومسلى يستفيد الجميه منه، وكذلك لابد من الحوار فهو أسهل وأبسط طريق للإقناع، فلا يجب أن نتعامل مع الطفل على أن نعطى له تعليمات فقط أو رفض كل ما يفعله ولكن نستخدم أسلوب الحوار والتربية على مبادئ معينة وإقناع الطفل بها.
هل ترين أن هناك ضرورة لوجود قنوات مخصصة للأطفال؟
بالطبع..لابد من قنوات مخصصة للأطفال يتابعونها، وهذه القنوات لابد أن يكون لديها دراية بالمضامين التي سيتم بثها لكل فئة عمرية من الأطفال وما يناسب الأطفال وكيفية تقديم المضمون الموجه للطفل ومن سيقدم هذا المضمون، فمثلما أن للقنوات الإخبارية أهمية كبيرة فأيضا لقنوات الأطفال أهمية أيضا حتى نستطيع أن نجتذب الأطفال من قنوات الأطفال الأجنبية والأفلام المدبلجة التي يتابعونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة