دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمدن، والذي يوافق 31 أكتوبر من كل عام، جميع الدول والحكومات لبناء عالم يحتضن الجميع ويتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود، مؤكدا أن موضوع اليوم العالمي للمدن هذا العام يسلط الضوء على كيفية "العمل المحلي للوصول إلى العالمية".
وقال "جوتيريش" في رسالته: في اليوم العالمي للمدن، نسلّم بالدور بالغ الأهمية للمناطق الحضرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يمثل العام المقبل منتصف المدة قبل الموعد النهائي لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، فاليوم، يعيش ما يزيد على نصف المواطنين في مناطق حضرية، وبحلول العام 2050، سيفعل ذلك عدد يتجاوز الثلثين.
وأشار جوتيريش إلى أن المدن تحقق ما يزيد على 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويصدر منها ما يزيد على 70 في المئة من انبعاثات الكربون، وتقود العديد من المدن بالفعل الانتقال إلى الطاقة المتجددة، حيث تضع غايات موثوقة للوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر وتنشئ بنى تحتية قادرة على الصمود أمام تغير المناخ، أشجعها على العمل مع حكوماتها والمدن الشقيقة لها في جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات والمساعدة في رفع مستوى الطموح.
وأكد جوتيريش أنه يمكن للسياسات التحويلية التي تقودها المدن اليوم أن تحفز التغيير الذي من شأنه أن ينقذ الأرواح وسبل العيش في كل مكان غدا.
وأكدت الأمم المتحدة أنه من المقرر الاحتفال بهذا اليوم العالمي لهذا العام في مدينة شنغهاي الصينية تحت شعار (اعمل محليًا للوصول إلى العالمية) ويعد العمل المحلي أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030.
وكان موئل الأمم المتحدة في طليعة توطين أهداف التنمية المستدامة منذ إقرار جدول أعمال 2030، ومنذ ذلك الحين، يعمل على تعزيز توطين أهداف التنمية المستدامة من خلال إتاحة الخبرة الفنية للشركاء في جميع أنحاء العالم، وبتصدير تطوير البحوث المتقدمة، بتمكين الحكومات المحلية والإقليمية من توطين أهداف التنمية المستدامة، وبتقوية أصوات المجتمعات المحلية والحكومات والجهات الفاعلة المحلية في المنتديات الدولية الرئيسية التي تقودها الأمم المتحدة بشأن أهداف التنمية المستدامة.
وذكرت الأمم المتحدة أن التوسع الحضري يتيح أشكالا جديدة من الإدماج الاجتماعي، بما في ذلك زيادة المساواة، والحصول على الخدمات والفرص الجديدة، والمشاركة والتعبئة التي تعكس تنوع المدن والبلدان والعالم.
وقد دُشن موئل الأمم المتحدة موقع أكتوبر الحضري في أكتوبر 2014 لتسليط الضوء على التحديات الحضرية في العالم وإشراك المجتمع الدولي في تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة ـ الذي يطمح إلى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة ـ يكمن وراء أهمية المهمة المنوطة بموئل الأمم المتحدة، وازدادت أوجه عدم المساواة في المدن منذ العام 1980، كما أن المدن الكبرى في العالم هي أيضا في معظم الأحيان الأكثر تفاوتا، ويعتمد موضوع هذا العام على تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة التي تضع موضوع المدن الشاملة باعتبارها إحدى الركائز الرئيسية من أجل التحول الحضري.
يُشار إلى أنه في أكتوبر 2016، اعتمد مؤتمر الموئل الثالث، الذي عقد في كيتو، إطارا جديدا يضع العالم على طريق التنمية الحضرية المستدامة عن طريق إعادة النظر في كيفية تخطيط المدن وإدارتها وسكنها.
وحدد جدول الأعمال الحضري الجديد كيفية التعامل مع تحديات التحضر في العقدين المقبلين، ويعد امتدادا لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي وافقت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة في سبتمبر 2015 .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة