ـ مصر أولى الدول التي أيدت إعلان الاتحاد وبادرت بإرسال بعثات المعلمين والمهندسين والأطباء إلى الإمارات.. الشيخ زايد منح السادات "وشاح آل نهيان" ودعم مصر فى حرب 1973..
ـ الشيخ زايد: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر..
ـ الإمارات: مصر السوق الأكبر في الشرق الأوسط .. الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لمصر .. 1300 شركة إماراتية في مصر و1.9 مليار دولار حجم الاستثمارات
ـ مصر والإمارات أول دولتين عربيتين تستضيفان مؤتمرات المناخ cop27 وcop28
صحف الإمارات
"مصر والإمارات..قلب واحد"..تحت هذا الشعار تنطلق، غدا الأربعاء، بالقاهرة فعاليات الاحتفالية الكبرى التي تنظمها حكومتي مصر والإمارات احتفاءً بمرور 50 عاماً على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
إن مصر و الإمارات ترتبطان بشراكة استراتيجية شاملة، فالعلاقات بين البلدين مزجت بين السياسة والاقتصاد، فكان الدعم السياسي الدائم بينهما ينعكس على معظم الشراكات الاقتصادية، وانطلاقاً من هذه الرؤية قامت العلاقات بين الدولتين على فكرة وفلسفة المساندة والدعم في كافة الأوقات بغض النظر عن الظروف والأحداث. وهو ما انعكس بصورة إيجابية على الروابط العميقة بين البلدين.
ولطالما اتسمت العلاقات المصرية الإماراتية بالقوة والمتانة منذ اليوم الأول لتأسيس اتحاد دولة الإمارات وهي علاقات تحمل آفاقاً واعدة في مختلف المجالات، حيث قامت تلك العلاقات على عدة محاور، في مقدمها رؤية الإمارات لمصر كونها ركيزةً للاستقرار السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط، وقلب الأمة العربية النابض، في حين تعتبر مصر دولة الإمارات الداعم الأول والسند التاريخي لمصر وللأمة العربية عموماً في مختلف المحافل.
الصحف الإماراتية
ومن هذا المنطلق تتضمن الاحتفالية، التى تمتد ل3 أيام، أجندة من الفعاليات المتنوعة التى تركز على استعراض العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأهم محطات وتجارب النجاح فى هذا المجال، وعرضًا لقصص نجاح القطاع الثقافى والإعلامى، وأبرز المشروعات والمحطات فى الجوانب الرياضية والفنية والثقافية وغيرها، فيما تُختتم الأيام بحفل فنى ثقافى ضخم يشارك فيه أكثر من 7000 شخصية، واستعراض مسيرة الشراكة والإنجازات التى تحققت خلال 50 عامًا فى المجال الاقتصادى، والاجتماعى، والثقافى، وغيرها من المجالات.
وسيتم خلال الاحتفالية إبراز العديد من أوجه التعاون المتبادل بين البلدين، خاصة أن العلاقات المصرية الإماراتية تعد واحدة من أنجح النماذج العربية للعلاقات الاستراتيجية المتطورة والعميقة التى بدأت منذ أوائل سبعينيات القرن الماضى، وقامت فى الأساس على الوعى والفهم المشترك لكل المتغيرات العربية والعالمية وتأثيرها على الشعوب فى المنطقة.
تؤكد تلك الاحتفالية التى يشارك بها العديد من المسئولين والشخصيات البارزة بالدولتين، ورواد الفكر والثقافة والإعلام، تعزيز الروابط المتينة الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاونًا وإنجازًا بين البلدين فى مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء فى تصريحات له: أن الحكومة حريصة من خلال هذه الاحتفالية، على تأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية مع الإمارات، وإبراز مدى التميز والخصوصية التى تجمع البلدين، مشيرا إلى إلى الامتداد الشعبى إلى جانب التعاون الحكومى، والتفاهم السياسى والتوافق فى الرؤى بين قيادتى البلدين، مؤكدا أن الحكومة المصرية تتطلع لاستقبال الأخوة الإماراتيين، المشاركين فى هذه الاحتفالية، بكل الود، كما أنها حريصة على أن تخرج الاحتفالية بمستوى رفيع يليق بعمق علاقة البلدين شعبًا وحكومة.
وعن العلاقات بين مصر والإمارات قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى: أن العلاقات بين البلدين علاقات أخوية عربية استثنائية ممتدة عبر 50 عامًا.. حفظ الله الإمارات ومصر “.
ومن جانبه أكد محمد القرقاوى، وزير شؤون مجلس الوزراء فى دولة الإمارات أن الفعالية تعكس مدى قوة العلاقات بين البلدين، وتعد خطوة نوعية فى سبيل تعزيز أواصر التعاون فى المجاالت كافة، انطلاقا من حرص قيادة البلدين على تسريع وتيرة التعاون وتوسيعه ليشمل مختلف القطاعات الحيوية.
وفى هذا السياق أيضا، احتفت الصحف الإماراتية بتلك المناسبة، من بينها البيان والاتحاد، بإصدار عدد خاص يتناول العلاقات المصرية الإماراتية بكافة زواياها، واللقاءات العديدة التى جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسى بقيادات دولة الإمارات وقى مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة.
علاقات تاريخية
قد بدأت العلاقة بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومصر، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مصر أولى الدول التى أيدت بشكل مطلق إعلان الاتحاد، ودعمته باعتباره ركيزة الاستقرار إقليميًا ودوليا، كما بادرت بإرسال بعثات المعلمين والمهندسين والأطباء، إلى الإمارات قبل ظهور النفط فى منتصف الخمسينيات، واستقبلت الراغبين فى التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم. وساهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فى إعادة إعمار مدن قناة السويس، التى دمرت بفعل الحروب.
وفى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حافظت علاقة مصر بدولة الإمارات على تميزها، وذلك بسب مواقف الشيخ زايد بن سلطان الداعمة لمصر، ومنها إعلان دعمه لمصر فى حربها من أجل استعادة أراضيها المحتلة فى أكتوبر 1973.
زيارة الشيخ زايد للقاهرة
كرّم الشيخ زايد بن سلطان الرئيس الراحل السادات ومنحه "وشاح آل نهيان"، وذلك أثناء زيارته للقاهرة، حيث كان السادات دائمًا يرى فى شخص الشيخ زايد الحليف الوفى، وحلقة الوصل المباشرة بين القادة العرب، وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان داعما لمصر فى كل المواقف، وقال عبارته الشهيرة: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية".
تعاون فى مجال البيئة والطاقة
تمتد علاقات التعاون بين مصر والإمارات إلى مجال البيئة فهناك اهتمام من جانب البلدين بالبيئة وإدراك لمدى خطورة هذا الجانب وضرورة التعاون على المستوى الثنائى والإقليمى والدولى، وفى إطار العلاقات الثنائية هناك اهتمام مشترك لتنمية قدرات الدولتين فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وزيادة الاستثمارات فى كل منهما، وتعزيز التكنولوجيات الحديثة المتصلة بمواجهة تحديات التغير المناخى، والعمل على تعزيز القدرات الذاتية فى كلا البلدين من خلال التعاون والاستثمار والمسؤولية الواقعة عليهما فى استضافة "COP27" و"COP28"، فهذه أول مرة تتولى دولتان عربيتان هذه المسؤولية.
وفى هذا الصدد، قال وزير الخاريجية سامح شكرى، فى حوار سابق مع وكالة الأنباء الإماراتية، أن علاقات الأخوة والتنسيق المستمر على كافة الأصعدة بين البلدين، موضحا أن هناك تنسيق وثيق بين الفريق المصرى والإماراتى سابقا ولاحقا لـ"COP27" باعتبار أن مصر ستتولى رئاسة الـ"COP" لمدة عام بعد انعقاد المؤتمر وتسلم الراية للأشقاء فى الإمارات لمواصلة الجهود الموفقة لإحراز تقدم آخر خلال "COP28".
وأشار إلى الاحتفالات المصرية الإماراتية بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إنها تشكل مناسبة لاستحضار الحاضر والماضى والاعتزاز بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأثره ودوره فى ترسيخ المحبة العميقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
العلاقات الاقتصادية
وعلى الصعيد الاقتصادى والاستثمارى، فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تعتمد على رؤية أن دولة الإمارات لمصر كونها السوق الأكبر فى الشرق الأوسط، وأرضا خصبة لإقامة مشروعات استثمارية نوعية فى مختلف القطاعات.
فى المقابل، ومنذ اكتشاف النفط فى الإمارات، وبدء حركة النهضة والبناء فيها، أصبحت الإمارات الوجهة البكر للعمالة المصرية، وصارت وطنا ثانيا والأقرب لقلوب ملايين المصريين، كما تسهم الإمارات بتنشيط الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مصر.
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى من بين الدول المستثمرة فى مصر، وسجلت قيمة الاستثمارات الإماراتية فى مصر ارتفاعا لتصل إلى 1.9 مليار دولار خلال العام المالى 2019-2020 مقابل 712.6 مليون دولار خلال العام المالى 2018-2019 بنسبة ارتفاع قدرها 169.1%. فى حين تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من دولة الإمارات إلى مصر خلال الفترة من 2013 وحتى 2021 بنحو 16 مليار دولار أمريكى (59 مليارات درهم).
ووصل حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الفترة من يناير – مايو 2022 إلى أكثر من 14.1 مليار درهم (ما يزيد عن 3.8 مليار دولار)، بنسبة نمو 6% مقارنة مع ذات الفترة من 2021.
وفى 2021، وصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات إلى قرابة 27.8 مليار درهم (ما يزيد عن 7.5 مليار دولار)، بنسبة نمو تصل إلى 7.6% بالمقارنة مع العام 2020 .
وفى مايو الماضى تم الإعلان عن الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة تجمع الدولتين بالإضافة إلى الأردن، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة فى 5 مجالات صناعية واعدة ومؤهلة للتكامل والتعاون، وتخصيص صندوق استثمارى بقيمة 10 مليارات دولار، للاستثمار فى المشاريع المنبثقة عنها.
إطلاق منصة استثمارية استراتيجية
وفى 2019، تم إطلاق منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين البلدين، بقيمة 20 مليار دولار لتنفيذ مشاريع حيوية فى مجالات اقتصادية واجتماعية.
وقد أعلنت الإمارات عام 2015 عن حزمة دعم بقيمة 14.7 مليار درهم (ما يزيد عن 4 مليارات دولار)، لمصر إحداهما وديعة فى المصرف المركزى المصرى والثانية لصالح مشاريع متنوعة فى عدة قطاعات.
العلاقات الاقتصادية فى أرقام
تمثل الإمارات ثانى أكبر شريك تجارى لمصر على المستوى العربى، فيما تعد مصر خامس أكبر شريك تجارى عربى لدولة الإمارات فى التجارة غير النفطية، وتستحوذ على 5.2% من إجمالى تجارتها غير النفطية مع الدول العربية.
وهناك أكثر من 1300 شركة إماراتية تعمل فى مصر فى مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالى وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي.
وعلى الصعيد الاستثمارى، تعد الإمارات أكبر مستثمر فى مصر على الصعيد العربى، برصيد استثمارات تراكمى يزيد عن 16 مليار دولار (ما يعادل 59 مليار درهم).
و تستثمر الشركات المصرية فى مختلف القطاعات فى الأسواق الإماراتية، ومن ضمن أبرز مشاريعها القطاع العقارى والمالى والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة، والتصنيع والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والنقل والتخزين.
يتصدر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستثمارات الإماراتية فى مصر بنحو 55 شركة واستثمارات تبلغ 2 مليار دولار، تليها القطاع التمويل التى تبلغ استثماراته 1.700 مليار دولار بـ 49 شركة مؤسسة. ويأتى القطاع الإنشائى فى المرتبة الثالثة باستثمارات 814 مليون دولار بعدد شركات مؤسسة 118 شركة. وحلت الاستثمارات الصناعية رابعًا بعدد شركات مؤسسة 131 شركة واستثمارات 544 مليون دولار.
و جاءت الاستثمارات فى القطاع الخدمى المرتبة الخامسة بإجمالى 343 مليون دولار و275 شركة. وحلت الاستثمارات السياحية سادسًا بعدد شركات 48 شركة باستثمارات 260 مليون دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة