أكدت منظمة نساء المحيط الهادئ، أنها ستدافع عن قضيتها المتمثلة في اقتصار الزيادة في درجة حرارة الكرة الأرضية على 1.5 درجة مئوية خلال مشاركتها في الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27 )التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل.
وذكرت صحيفة باسيفيكا إنفيرونيوز وهي منصة صحافة جزر المحيط الهادئ، أن المفاوضات في المنظمة سوف تدعو الدول المتقدمة، إلى تحويل التعهدات والالتزامات إلى إجراءات عاجلة وجريئة وملموسة، بما يتفق مع ضرورة اقتصار الزيادة في درجة حرارة الكرة الأرضية على 1.5 درجة مئوية .
ومع قيام منطقة المحيط الهادئ بالفعل بتعزيز المجالات المواضيعية ذات الأولوية قبل المؤتمر العالمي، فإن المفاوضات اللواتي حضرن الاجتماع التحضيري لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين للدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادئ (PSIDS) في أبيا في الفترة من 26 إلى 29 سبتمبر الماضي، يرغبن من بين أمور أخرى في إحراز تقدم واضح وملموس في تحويل التعهدات والالتزامات إلى إجراءات عاجلة وجريئة وملموسة، بما يتفق مع مسار 1.5 درجة.
كما يطالبن بمزيد من الضغط على البلدان المتقدمة للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس، لا سيما الحاجة إلى مراجعة انبعاثاتها لتكون أكثر طموحًا وتتماشى مع هدف 2050 صافي انبعاثات الكربون، وللمساعدة في تحقيق ذلك أوضحن أن صوت المحيط الهادئ وتمثيله في مؤتمر الأطراف أصبح أكثر أهمية حيث قالت فاياوجا لاميكو، من جزر توفالو إن عملية مفاوضات مؤتمر الأطراف لا يمكن أن تسير كالمعتاد خاصة أن نتائج الاجتماع هي حرفياً مسألة حياة أو موت لشعبها.
وأوضحت "أن التواجد في مؤتمر الأطراف يضمن أن يكون لنا رأي في نوع المستقبل الذي سنعيش فيه، نتخذ موقفًا من أجل توفالو وجميع جزر المحيط الهادئ وكذلك جميع الأماكن المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم."
وتعتبر توفالو واحدة من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، مع توقعات بأنها ستختفي تمامًا في المحيط ما لم يتضاءل الاحترار العالمي بشكل كبير، ومع ذلك أن التهديد لا يتوقف عند توفالو فقط ،حيث قالت جوين سيسو، من بابوا غينيا الجديدة ، إن العالم يتحمل مسؤولية أخلاقية للقيام بشيء لمساعدة توفالو والعديد من دول المحيط الهادئ الأصغر.
وفي سبتمبر الماضي، قبل مؤتمر كوب 27 التقى مفاوضون من 14 جزيرة من جزر المحيط الهادئ لفهم القضايا بشكل أفضل، وتعزيز مواقف المحيط الهادئ بشأن المجالات المواضيعية في المفاوضات.
وقالت إيفالين ديتينامو، من ناورو ، إن وجود صوت موحد في المحيط الهادئ سيقطع شوطًا طويلاً لتأمين نتيجة مفيدة للمنطقة، موضحة: "أن مشاركة المحيط الهادئ في كوب27 مهم للغاية ولكن فقط إذا عملنا جميعًا معًا. كدول منطقة المحيط الهادئ، نحن في الخطوط الأمامية لتأثير تغير المناخ، نحن بحاجة إلى إجراءات عاجلة لمساعدة شعبنا الآن، لذا عند الذهاب إلى مؤتمر الأطراف، علينا أن نكافح حقًا من أجل صوتنا وللتأكد من أننا نسمح بصوتنا أن يُسمع، قد نكون صغارًا ولكن هذا لا ينبغي أن يثبط عزيمتنا عن الاستمرار في الكفاح من أجل بقاء بلداننا وشعوبنا ".
وتتفق ميرياني ناتا وشويتا نايدو، من جزر فيجي، مع زميلتها إيفالين، مذكرة بالمساهمة الضئيلة لدول المحيط الهادئ في الانبعاثات العالمية، ومع ذلك فإن مجتمعات المحيط الهادئ هي الأكثر تضررًا.
وبدأ العد التنازلي لانعقاد لقمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 ، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية بداية من 6 نوفمبر المقبل، حتى ال 18 من الشهر نفسه حيث تتجه الأنظار نحو هذه القمة، التي يشارك فيها قادة العام، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، وهي قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.
ويعد المؤتمر جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ، ويلزم اتفاق باريس المبرم في 2015 الدول بالعمل على بقاء متوسط الزيادة في درجة حرارة الكوكب دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية واستهداف قصر الزيادة على 1.5 درجة مئوية، وقد قال العلماء إن تجاوز مستوى 1.5 درجة يمثل مجازفة بإطلاق تداعيات أشد قسوة في التغير المناخي على البشر والحياة البرية والنظم البيئية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة