أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى أن تعقيدات الوضع السياسى والاقتصادى والمالى فى لبنان تأخذ الحيز الأكبر من جهد وعمل الحكومة، مضيفا: "ولكن أعيننا لا تغفل عن النظر دائما إلى أطفالنا ومستقبلهم، لذلك فإن الرعاية الضرورية للصحة النفسية لأطفالنا تتطلب منا الانطلاق بسرعة لمواجهة تداعيات ما خلفته الأزمات التى عصفت ببلدنا فى السنوات الثلاث المنصرمة". وفق بيان لحكومة لبنان.
وأضاف ميقاتي: احتفل العالم هذا الأسبوع باليوم العالمى للصحة النفسية بعد مرور أكثر من عامين على جائحة كورونا التى ضربت بقاع الأرض وألزمت مئات الملايين منازلهم وعطلت الأعمال وهزت الاقتصاد العالمي، ولكن مفاعيلها غير المرئية كانت فى تأثيرها السلبى على الحالة النفسية للناس وبالأخص صغار السن منهم الذين حرموا من الذهاب إلى المدرسة وسجنوا بين جدران منازلهم.
أضاف: "ونحن فى لبنان كانت لنا الحصة الأكبر من هذا التأثير السلبى كون الجائحة ترافقت مع انهيار اقتصادى ومالى من جهة ومع تفجير مرعب لمرفأ بيروت حصد حياة العشرات بالإضافة إلى إصابة الآلاف".
وقال"قد يتساءل البعض كيف يمكن للانهيار الاقتصادى والمالى والتفجير غير المسبوق أن يؤثر على الحالة النفسية لصغار السن، والجواب يحضر ببساطة من رؤية هؤلاء الصغار لطوابير لا متناهية امام المصارف ومحطات الوقود وافران الخبز وفى كثير من الأحيان يكون أهالى هؤلاء الصغار جزءا من الطوابير أن لم يكونوا هم أنفسهم مع اهاليهم فيها.
استطرد قائلا: ن تركيزنا على الصحة النفسية لصغار السن هو امر بديهى لسببين، الأول هو أن كبار السن أكثر تحصينا فى مواجهة الازمات من الصغار والسبب الثانى أن الصغار هم مستقبل وطننا. وبالتالى فانه مع اشتداد الازمات لا بد من الانكباب ليس فقط على الحد من التأثير الاقتصادى والمالى لهذه الازمات ومعالجتها، بل وبنفس القوة يجب أن نعالج التداعيات النفسية لهذه الازمات على الأجيال الصاعدة".
أصاف ميقاتى: "لا بد لنا أن نحول الازمة إلى فرصة، وفى هذا المجال فان استفحال الازمات التى تعصف ببلدنا تدفعنا للاستفادة من هذه الازمات وتحويلها إلى فرصة لإنشاء خطة نوفر بموجبها وضعا يتيح وجود استشارى للصحة النفسية فى كل المدارس اللبنانية، لان المدرسة هى المكان الذى يتيح لنا الوصول إلى النسبة الأكبر من أطفال البلاد. وهنا فانى ادعو الجميع من مسؤولين رسميين ومن مؤسسات مجتمع مدنى ومنظمات حكومية وغير حكومية، محلية ودولية إلى العمل الجدى لتحقيق هذا الهدف بروح التعاون والتكاتف وليس المنافسة، لان مستقبل أولادنا ليس امرا نتنافس عليه لتحقيق مغانم، وأدعو أولا وزارة التربية والقيمين عليها للعمل على وضع خطة استراتيجية مخصصة للصحة النفسية حصريا فى المدارس لمدة ثلاث سنوات بالتعاون مع كل القطاعات وكل الأطراف، وان تشرك فى هذه الخطة نقاشا وتنفيذا كل الأطراف والجهات المعنية وتعمل على الاستعانة بالدول المانحة والمنظمات المحلية والدولية ومؤسسات المجتمع المدنى وكل من يرغب لإنجاح هذه الخطة".
وتابع "إن تعقيدات الوضع السياسى والاقتصادى والمالى فى لبنان تأخذ الحيز الأكبر من جهدنا وتفكيرنا وعملنا فى الحكومة ولكن اعيننا لا تغفل عن النظر دائما إلى أطفالنا ومستقبلهم، لذلك فان الرعاية الضرورية للصحة النفسية لأطفالنا تتطلب منا الانطلاق بسرعة لمواجهة تداعيات ما خلفته الازمات التى عصفت ببلدنا فى السنوات الثلاث المنصرمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة