سيناريوهات الحرب النووية على طاولة الغرب.. "جارديان" ترصد انقسام الخبراء حول جدية تهديدات بوتين.. توقعات بتفجير قنبلة فوق الماء لإرغام أوروبا على التفاوض بالأزمة الأوكرانية.. وبروكسل تتمسك بضرورة الرد من الناتو

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 08:00 م
سيناريوهات الحرب النووية على طاولة الغرب.. "جارديان" ترصد انقسام الخبراء حول جدية تهديدات بوتين.. توقعات بتفجير قنبلة فوق الماء لإرغام أوروبا على التفاوض بالأزمة الأوكرانية.. وبروكسل تتمسك بضرورة الرد من الناتو هجوم نووى
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هجمات نووية وشيكة، ومخاوف متصاعدة تشهدها الحرب الأوكرانية التى تقودها روسيا منذ 24 فبراير الماضى، وسط حالة من القلق التى تنتاب الغرب والولايات المتحدة من احتمالات إقدام موسكو على تلك الخطوة، فى ظل تباين فى أراء دوائر الأمن والاستخبارات فى دول القارة العجوز حول مدى جدية تهديدات الكرملين والمسئولين الروس. 

 

القلق الغربى ذكاه الرئيس الروسى الذى قال فى خطاب له الشهر الماضى إنه سيستخدم "جميع الوسائل المتاحة" للدفاع عن الأراضى الروسية، الأمر الذى أثار حفيظة العالم كله ومخاوف مما أسموه باحتمالية "يوم القيامة" فى ظل امتلاك 8 دول أخرى لها حق الرد بالنووى إذا تم الهجوم به، ليبدأ الجميع بالتفكير فى مخططات ما بعد الضرب النووي.

 

وبخلاف تقديرات الغرب لمدى جدية الرئيس الروسى فى تهديداته النووية، فإن معسكر الغرب بدأ فعليا رسم سيناريوهات الحرب النووية، والطرق التى يمكن من خلالها الرد على مثل هذ التصعيد حال حدوثه.

 

وقبل الهجوم على أوكرانيا، توصلت الدول الخمس المسموح لها بامتلاك أسلحة نووية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا - إلى اتفاق على أن استخدام هذه الأسلحة يمكن أن يكون ما يبرره فقط كإجراء دفاعى بحت ردًا على هجوم نووى أو تقليدى واسع النطاق، وأصدرت تلك الدول الخمس بيانًا مشتركًا تأكيدًا لمقولة رونالد ريجان التى مفادها "أنه يجب عدم خوض حرب نووية أبدًا حيث لا يمكن الانتصار فيها أبدًا".

 

وبعد شهر، انتهكت روسيا القواعد التى سادت بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لأكثر من نصف قرن، الأمر الذى دفع الخبراء للحديث عن إمكانية تنفيذ بوتين لتهديداته وما هى الإجراءات التى سيتم اتباعها فى حالة حدوث ذلك. 

 

وأوضح الرئيس بايدن أن أى استخدام للأسلحة النووية فى أوكرانيا سيكون "غير مقبول تمامًا" و"سينطوى على عواقب وخيمة"، لكن إدارته ظلت غامضة علنًا بشأن ماهية تلك العواقب

 

ويأمل بايدن فى أن يتم إجراء بعض أشكال دبلوماسية القنوات الخلفية سرًا، مع قيام شخصية محترمة على نطاق واسع مثل مدير وكالة المخابرات المركزية السابق روبرت جيتس بإخبار الروس، بصراحة، عن مدى قسوة انتقام الولايات المتحدة إذا تجاوزوا العتبة النووية.

 

من جانبه، قال جوزيف بوريل الممثل الأعلى للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، أن تعليقات الرئيس الروسى حول الاستخدام النووى غير مسؤولة إلى حد بعيد، ولا توجد دولة أخرى تتحدث عن أسلحة نووية، وقالوا "نحن لا نعتبر ذلك أزمة نووية، مرددًا التعليقات التى أدلت بها الولايات المتحدة، قائلًا: "إن أى استخدام للأسلحة النووية من شأنه أن يكسر المحرمات التى ظلت قائمة منذ عام 1945" والتى من شأنها "أن تؤدى إلى عواقب وخيمة على روسيا، وكذلك على أى شخص آخر".

 

ولا يريد الغرب أن يوضح كيف يمكن أن يرد، للحفاظ على الغموض المتعمد، أو لتجنب التصعيد السريع، فيما انشق الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن الصفوف وقال إنه لن يأمر بالانتقام إذا تعرضت أوكرانيا لضربة نووية روسية. 

 

وقال ماكرون، إن المصالح الأساسية للبلاد لن تتأثر بشكل مباشر على الإطلاق إذا، على سبيل المثال، كان هناك هجوم نووى باليستى فى أوكرانيا، فى المنطقة".

 

وبحسب تقرير نشرته الجارديان، يرى الخبراء أن الغرب لن يكون أمامه خيار سوى الرد، وأن الرد يجب أن يأتى من حلف شمال الأطلسى كمجموعة، وليس من الولايات المتحدة وحدها.

 

ووفقًا لبافيل بودفيج، مدير مشروع القوات النووية الروسية وزميل باحث سابق فى معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، ومقره الآن فى جنيف، فإن الصواريخ الباليستية طويلة المدى المنتشرة على الأرض وعلى الغواصات هى الأسلحة النووية الوحيدة المتاحة للاستخدام الفورى فى روسيا. 

 

وإذا قرر بوتين مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية "تكتيكية" أقصر مدى، فسيتعين إزالتها من موقع Object S - مثل بيلجورود 22، على بعد 25 ميلًا فقط من الحدود الأوكرانية - ونقلها إلى قواعد عسكرية. 

 

وسوف يستغرق الأمر ساعات حتى تصبح الأسلحة جاهزة للقتال، والرؤوس الحربية لتندمج مع صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية، حتى يتم تحميل القنابل الهيدروجينية على الطائرات.

 

ومن المرجح أن تراقب الولايات المتحدة حركة هذه الأسلحة فى الوقت الفعلي: عن طريق المراقبة عبر الأقمار الصناعية، والكاميرات المخبأة بجانب الطريق، والوكلاء المحليين بمنظار.

 

وإذا اكتشفت الولايات المتحدة إزالة أسلحة تكتيكية من مواقع التخزين الروسية، يعتقد أن إدارة بايدن يجب أن ترسل تحذيرًا صارمًا إلى موسكو عبر القنوات الخلفية - ثم الإعلان عن حركة تلك الأسلحة، باستخدام نفس التكتيك المتمثل فى مشاركة المعلومات الاستخباراتية علانية التى بدت وكأنها إحباط عمليات العلم الكاذب الروسية التى تنطوى على أسلحة كيميائية وبيولوجية فى أوكرانيا.

 

فيما بدأت قوات حلف شمال الأطلسى "الناتو" مناورات "الردع النووي"، باستخدام قاذفات القنابل الاستراتيجية للقوات الجوية الأمريكية.

 

وبحسب بيان للحلف، ستشارك ما يصل إلى 60 طائرة فى التدريبات المسماة بـ"الظهيرة الصامدة"، بما فى ذلك طائرات مقاتلة حديثة، وكذلك طائرات استطلاع وطائرات صهريجية وقاذفات بعيدة المدى من طراز B-52.

 

وأكد البيان أن المناورات ستكون فوق المجال الجوى لبلجيكا وبريطانيا العظمى وبحر الشمال، موضحة أن الجيش الألمانى سيشارك فى المناورات.

 

وقالت المتحدثة باسم الناتو أوانا لونجيسكو: "هذه التدريبات ستساعد فى ضمان بقاء الردع النووى للحلف آمنًا وفعالًا".

 

ومنذ بداية التحرك العسكرى الروسيى كانت التهديدات النووية الروسية تهدف إلى إثناء الولايات المتحدة وحلفائها فى الناتو عن تقديم الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، والتهديدات مدعومة بقدرات روسيا، وفى العام الماضى، خلال تدريب شارك فيه حوالى 200 ألف جندى، تدرب الجيش الروسى على شن هجوم نووى على قوات الناتو فى بولندا. 

 

ويعتقد خبراء تحدثوا لـ بى بى سى عمومًا أن بوتين منخرط فى خدعة، فى محاولة لإثارة الخوف وعدم اليقين فى الغرب، لضمان عدم دخول الولايات المتحدة أو الناتو الحرب إلى جانب أوكرانيا.

 

وبحسب التقرير، فإن الإجماع العام بين الخبراء هو أنه إذا كان بوتين سيحصل على أسلحته النووية أثناء حربه فى أوكرانيا، فلن يختار نوع الأسلحة النووية "الاستراتيجية" بعيدة المدى والتى تدمر المدينة والتى كانت بارزة جدًا. خلال الحرب الباردة، بدلًا من ذلك، من المرجح أنه سيختار واحدًا أو أكثر من الأسلحة النووية التكتيكية التى يبلغ عددها 2000 تقريبًا - أسلحة أقل تفجيرًا وأقصر مدى مخصصة للاستخدام فى ساحة المعركة.

 

وهذه الأسلحة النووية التكتيكية ليست منتشرة وجاهزة للاستخدام الفورى بالطريقة التى تستخدمها الأسلحة النووية الاستراتيجية البرية والبحرية لروسيا، حيث يعتقد الخبراء أنهم محتجزون فى ما يقدر بـ 47 منشأة تخزين على المستوى الوطنى والمستوى الأساسى فى جميع أنحاء روسيا.

 

وفى حالة صدور أمر برفع حالة الاستعداد فى روسيا، فإن المديرية الرئيسية الثانية عشرة بوزارة الدفاع، الحارس على الترسانة النووية للبلاد، ستزيل الأسلحة المختارة من المخازن وتضعها فى شاحنات متخصصة، مما سيؤدى إلى نقلها إلى نقطة محددة. حيث سيتم إخراجهم من حاويات التخزين الخاصة بهم وإقرانهم بأنظمة إيصالهم (تحميل قنبلة نووية على طائرة فى قاعدة جوية، على سبيل المثال، أو تثبيت رأس نووى على صاروخ).

 

ومن خلال أقمارها الصناعية، وقدرات المراقبة الأخرى، وأشكال مختلفة من المعلومات الاستخبارية على الأرض، من المحتمل أن تكون الحكومة الأمريكية قادرة على اكتشاف مؤشرات على الجهود الروسية لنقل الأسلحة النووية التكتيكية من منشآت التخزين.

 

وتكشف إدارة بايدن عن معلومات استخباراتية سرية - إما من خلال التسريبات إلى وسائل الإعلام أو البيانات العامة - لفضح خطط بوتين وحشد الضغط الدولى، بما فى ذلك المزيد من روسيا- الدول الصديقة المسلحة نوويًا، مثل الصين والهند، كوسيلة للردع.

 

وتمتلك روسيا واحدة من أكبر الترسانات النووية فى العالم، ويقدر أن لديها آلاف الرؤوس الحربية النووية فى مخزونها، مخصصة لكل من منصات الإطلاق الاستراتيجية بعيدة المدى والقوات النووية التكتيكية قصيرة المدى.

 

وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية والجنرال المتقاعد فى الجيش ديفيد بتريوس أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيدمرون القوات والمعدات الروسية فى أوكرانيا ويغرقون أسطولها فى البحر الأسود إذا استخدم بوتين الأسلحة النووية فى الصراع.

 

ويقول محللون أن هدف روسيا من استخدام قنبلة نووية تكتيكية فى أوكرانيا سيكون تخويفها ودفعها إلى الاستسلام أو الخضوع للمفاوضات، وتقسيم مؤيدى البلاد الغربيين.

 

وقال مارك كانسيان، الخبير العسكرى فى برنامج الأمن الدولى CSIS فى واشنطن، أن روسيا لن تستخدم على الأرجح الأسلحة النووية فى الخطوط الأمامية.

 

وبدلًا من ذلك، يمكن لموسكو إرسال رسالة قوية وتجنب وقوع إصابات كبيرة عن طريق تفجير قنبلة نووية فوق الماء، أو تفجير واحدة فوق أوكرانيا لتوليد نبضة كهرومغناطيسية من شأنها تدمير المعدات الإلكترونية، أو قد يختار بوتين قدرًا أكبر من الدمار والموت، مثل مهاجمة قاعدة عسكرية فى أوكرانيا، أو ضرب مركز حضرى مثل كييف، مما يؤدى إلى وقوع إصابات جماعية وربما قتل القيادة السياسية فى البلاد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة