التضخم وتغير المناخ يعصفان بأمريكا اللاتينية.. ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء يؤجج الأزمة الاقتصادية بالقارة.. "المكسيك والبرازيل وكولومبيا" تعانى الغلاء.. وتضرر البطاطس فى بيرو وأزمة قهوة ببلاد البن

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 05:00 ص
التضخم وتغير المناخ يعصفان بأمريكا اللاتينية.. ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء يؤجج الأزمة الاقتصادية بالقارة.. "المكسيك والبرازيل وكولومبيا" تعانى الغلاء.. وتضرر البطاطس فى بيرو وأزمة قهوة ببلاد البن التضخم
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمتد تأثير الحرب فى أوكرانيا إلى أمريكا اللاتينية وتسبب فى ارتفاع فى أسعار المواد الغذائية وبالتالى إلى تصخم مستمر فى الصعود، وهو ما يثير القلق خاصة فى ظل تأثر بعض المحاصيل الزراعية بالتغير المناخى الذى أدى إلى نقص فى الانتاج وهو أيضا ما يؤثر سلبا على الاقتصاد فى القارة اللاتينية.


التضخم 

يستمر التضخم فى الارتفاع فى المكسيك ويصل إلى 8.5%، وبذلك يقترب من أسوأ تضخم وصل إليها البلاد خلال 21 عاما، وذلك بسبب ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء، وفى حال استمرار الارتفاع فى الأسعار فسيسجل التضخم أعلى معدل له منذ عام 2000، عندما وصل إلى نسبة 8.96%.

وأشار خبراء صندوق النقد لدول أمريكا اللاتينية إلى أن هذا التباين التاريخى فى الأسعار يحدث على الرغم من التباطؤ الاقتصادى الذى يظهره الاقتصاد المكسيكى نتيجة لاداء الشريك التجارى، الولايات المتحدة.
 
أبرز الخبراء أن الضغوط التصاعدية للتضخم ستستمر في التراجع عن الهدف المحدد للبنوك المركزية ، والذي في حالة بنك المكسيك ، هو 3 ٪ ، وأشاروا إلى أنه حالة المكسيك تشبه ما يحدث في أكبر خمسة اقتصادات في المنطقة ، وهي البرازيل وتشيلي وكولومبيا وبيرو والمكسيك.
 
وفقًا لصندوق النقد الدولي ، "في هذه البلدان الخمسة ، زاد تضخم الغذاء والطاقة ، مما أثر على سلال الاستهلاك" وبالتالي فرض اختبارًا صارمًا على نظام استهداف التضخم الذي يميزها.
 
 
وأشارت صحيفة “فريش بلازا” الإسبانية ، إلى ارتفاع أسعار دقيق الذرة في المكسيك ، واستمرار أزمة الأسمدة في العاصمة المكسيكية ، التي أثرت على حصاد الكرنب الأصفر.
 
للحد من التضخم ، وقع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور اتفاقية ثانية مع القطاع الخاص تشمل العملاقين ماسيكا ومنسا ، والتي تنص على تجميد أسعار الدقيق ، من بين أمور أخرى.
 
كما أن صغار منتجي الذرة في جنوب المكسيك معرضون أيضًا لخطر تسارع التحضر وتقليل ربحية المحاصيل.
 
وفى تشيلى ، يتوقع الخبراء معدل 12.2٪ سنويًا ، وهو ما يعادل أربعة أضعاف السعر المستهدف المحدد من قبل البنك المركزي التشيلي ، وهو 3٪.
 
ويتوقع خبراء صندوق النقد الدولي أن ينتهي الأمر بكولومبيا مع تقلبات بنسبة 11٪ في التضخم ، وهو أيضًا بعيد جدًا عن الهدف المحدد لبنك جمهورية كولومبيا ، وهو أيضًا 3٪.
 
مع هذا التباين ، الذي من الواضح أنه الأعلى في عقدين من الزمن ، فإن "المصداقية التي تم اكتسابها من خلال بذل الكثير من الجهد يتم اختبارها" ، كما أقر خبراء الاقتصاد.
 
وتبرز البرازيل وبيرو كدولتين من البلدان الثلاثة ذات معدل تضخم من رقم واحد ، إلى جانب المكسيك ، ويقدر الاقتصاديون في صندوق النقد أن البرازيل ستنهي العام بتضخم بنسبة 6٪ ، وهو أقل قليلاً من هدف البنك المركزي البرازيلي ، وهو 3.75٪.
 
وبلغ أحدث معدل تضخم سجلته البرازيل 7.96٪ في سبتمبر ، والذي يتضمن الشهر الثاني على التوالي من التراجع.
 
كما يتوقع خبراء صندوق النقد الدولي أن ينتهي التضخم في بيرو العام عند 6.8٪ سنويًا ، أي ضعف النطاق المستهدف للبنك المركزي لجمهورية بيرو ، والذي يتراوح بين 1 و 3٪.
 
وتستمر سعر البطاطس في بيرو في الارتفاع ويصل إلى أعلى قيمة له هذا الشهر، وهو ما يؤثر بشكل كبير على البيروفيين الذى يعتبرونها أهم الموارد الغذائية، وقدر رئيس مؤسسة البطاطس في بيرو فريدي جارسيا، أن ذروة ارتفاع الأسعار ستكون في أكتوبر الجارى.
 
وأشار جارسيا إلى أن البطاطس الصفراء ستصل إلى 2 دولار بعد أن كانت 0.6 دولار لكل كيلوجرام، كما ترتفع سعر البطاطس البيضاء، وبذلك تكون الأسعار ارتفعت 3 أضعاف منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وفقا لوزارة الزراعة في بيرو، متجاوزة نسبة لتضخم 6.13% .
 

دول البن تواجه أزمة 

ويواجه دول أمريكا اللاتينية أزمة فى أسعار البن والتى أدت إلى خفض استهلاك القهوة فى المتاجر والمطاعم فى ظل التضخم العالمى مع خطر ركود فى سوق القهوة.
 
وعلى الرغم من أن دول أمريكا اللاتينية خاصة البرازيل وكولومبيا من أكثر الدول فى العالم المنتجة للبن، إلا أنها تعانى من نقص فى الانتاج فى الآونة الآخيرة بسبب التغيرات المناخية، وهو ما جعل المستهلكون للبن يلجأون لتناولها فى المنزل، حسبما قالت صحيفة "الاكونوميستا" المكسيكية.
 
 
وقالت المديرة التنفيذى لمنظمة البن الدولية، فانوسيا نوجيرا أن استهلاك القهوة فى المتاجر والمطاعم سينخفض فى المنازل بسبب التضخم العالمى وخطر حدوث ركود، فى سوق به طلب أكبر من العرض وانخفاض المخزونات.
 
 
 وأوضحت نوجيرا "بدون ماء لا توجد أزهار، لا توجد فاكهة، لذلك لدينا طلب أكثر من العرض مع مخزونات منخفضة للغاية من البن حول العالم .
 
وبلغ إجمالى إنتاج القهوة لعام 167.2 مليون كيس، بانخفاض 2.1٪ من 170.83 مليون كيس فى العام السابق، وفقًا للاحصاءات ،كما ارتفع استهلاك القهوة العالمى بنسبة 3.3٪ إلى 170.3 مليون كيس وزن الكيس الواحد 60 كيلوجرامًا من البن عام 2021/22.
 
 
وتوقعت نوجيرا استقرار أسعار البن بحلول عام 2023، وأكد أن الطقس سيؤثر على المحصول، خاصة فى كبار المنتجين مثل البرازيل، وقال إنه كما حدث فى خضم عزل كورونا، اصبح المستهلكون يفضلون تناولها فى المنازل بسبب ارتفاع الاسعار .
 
 
وقالت نوجيرا بأن تغير المناخ هو التحدى الرئيسى للصناعة وأنهم يعملون حاليًا على إنشاء صندوق لمرونة القهوة بدعم من المؤسسات والبنوك لزيادة البحث وتحديد مناطق الإنتاج وتحسين أنواع أشجار البن لمقاومة التغيرات المناخية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة