كانت الساعة السادسة والنصف مساء 17 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1970 حين وقف الرئيس أنور السادات، أمام نواب مجلس الأمة ليؤدى يمين القسم رئيسا للجمهورية، خلفا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حسبما تذكر «الأهرام» فى تغطيتها للحدث، عدد 18 أكتوبر 1970.
جاءت هذه الخطوة بعد عشرين يوما على وفاة جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970، كان السادات خلالها رئيسا بالإنابة بوصفه نائبا لعبدالناصر منذ عام 1969، وتم تنظيم استفتاء يوم 15 أكتوبر 1970 على أن يكون السادات رئيسا، وفى 16 أكتوبر أعلن وزير الداخلية شعراوى جمعة، نتيجة الاستفتاء، وكانت فوز السادات بأغلبية 6 ملايين و422 ألفا و587 صوتا «90 %»، من عدد حضور بلغ 7 ملايين و122 ألفا و52 صوتا «85 %»، وذلك من أصل عدد المسجلين الذى بلغ 8 ملايين و420 ألفا و768 صوتا.
أبلغ وزير الداخلية نتيجة الاستفتاء لرئيس مجلس الأمة الدكتور لبيب شقير، فدعا المجلس للانعقاد ليؤدى الرئيس الجديد قسم اليمين أمام النواب، ووفقا للأهرام، فإن «شقير» ألقى كلمة ثم قرأ قرار وزير الداخلية بنتيجة الاستفتاء، قائلا إن الشعب منح الإجماع لأنور السادات، وأوضح أنه طبقا للمادة 104 من الدستور يؤدى الرئيس أمام مجلس الأمة اليمين.
وفى كلمته قال لبيب شقير، موجها حديثه للسادات: «لقد قلت يا سيادة الرئيس للشعب من على منبر هذا المجلس وفى أحاديثك مع وفوده إليك بعد ترشحك، قلت إنه إذا أبدت جماهير شعبنا رأيها فى الاستفتاء بنعم، فإنك سوف تعتبر ذلك أمرا بالسير على طريق جمال عبدالناصر تواصل السير فيه على أية حال، ومن أى موقع، ولقد أعطى الشعب رده بنعم، أعطاه ليؤكد بنعم مرة أخرى استمرار طريق عبدالناصر، بعد أن أكده من قبل وهو يودع زعيمه، وبعد أن أكدته أنت يا سيادة الرئيس، وبعد أن أكدته اللجنة التنفيذية العليا، واللجنة المركزية ومجلس الأمة، إنه إجماع مؤكد ومتكرر على استمرار طريق عبدالناصر».
عدد «شقير» فى كلمته الإنجازات التى قدمها عبدالناصر، مشددا على ضرورة المضى قدما فى طريق استكمالها، وبعد أن قرأ النتيجة التى أرسلها إليه وزير الداخلية، قام بدعوة السادات إلى أداء القسم الذى قال فيه أمام ممثلى الشعب: « أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أراعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
وبمجرد أن أدى السادات اليمين، غادر القاعة يرافقه الدكتور لبيب شقير، رئيس المجلس، إلى قصر الطاهرة، وتذكر الأهرام، أنه جريا على التقاليد البرلمانية صحبه شقير أيضا فى سيارة من قصر الطاهرة إلى مجلس الأمة، وقالت الأهرام، إن السادات واصل مشاوراته طوال يوم أمس، واستأنفها فى الليل بعد أداء اليمين الدستورية، ووضع أمامه فى كل مشاوراته التى أجراها ويواصلها أساسين، هما: كيف يمكن إعادة التنظيم على أساس استمرار مسيرة عبدالناصر، وكيف يمكن أن تكون عملية إعادة التنظيم موجهة بالكامل لخدمة بيان 30 مارس الذى كان آخر برنامج متكامل قدمه القائد الخالد للشعب، وحصل به على موافقة إجماعية فى استفتاء عام، ثم قدمه أنور السادات بعد ذلك باعتباره الوثيقة الأولى لبرنامجه فى تولى المسؤولية خلفا للقائد الخالد جمال عبدالناصر.
كان من اللافت فى هذا اليوم أيضا «17 أكتوبر»، أن ذكرت «الأهرام» فى عددها 18 أكتوبر خبرين، أولهما قولها، إن خمسة آلاف قارئ قرآن يمثلون كل محافظات مصر عقدوا أمس «17 أكتوبر» مجمعا قرآنيا برئاسة الشيخ محمود خليل الحصرى شيخ المقارئ العربية، وقرأوا ألف خاتمة للقرآن الكريم ترحما على الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتذكر «الأهرام» أن الشيخ الحصرى ألقى فيهم كلمة عن سيرة البطل الشهيد ورعايته للقرآن الكريم وأهله، كما أشاد بأخلاق رئيس الجمهورية الجديد أنور السادات، وسيره على طريق عبدالناصر فى حب الدين والعمل على نشر القرآن الكريم.
أما الخبر الثانى فكان له طابع أفريقى يترجم وفاء القارة السمراء لعبدالناصر الذى ساعد حركات تحررها وقدم لها الدعم على كل الأصعدة لتحقق استقلالها، كما كان أحد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، تذكر الأهرام فى خبرها يوم 18 أكتوبر، أن الرئيس أحمد سيكوتورى رئيس جمهورية غينيا، أطلق اسم جمال عبدالناصر على جامعة كونكرى وهى الجامعة الوحيدة فى غينيا «وقتئذ»، وأصبح اسمها «جامعة جمال عبدالناصر»، وما زالت الجامعة بنفس الاسم حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة