القطن المصرى.. الذهب الأبيض يضىء غيطان الشرقية من جديد.. استمرار موسم الحصاد على أنغام "يا قطن يا حرير".. زراعة الشرقية: جنى 38 ألف فدان بنسبة تفتح 60%.. و4300 جنيه أعلى سعر للقنطار..صور

السبت، 15 أكتوبر 2022 11:00 ص

القطن المصرى

الشرقية- فتحية الديب

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعودة زراعة القطن المصرى من جديد بمحافظة الشرقية، تحولت الحقول إلى لوحة جميلة بيضاء تزين بمحصول الذهب الأبيض، وعادت مع زراعته ذكرى أغنية يا قطن يا حرير يا حزام أبو إسماعيل" التى تتغنى بها عاملات اليومية أثناء موسم الجنى، فمع بزوغ فجر يوم جديد تستيقظ عاملات اليومية لخروجهن من بيوتهن إلى الحقول الزراعية للعمل فى جنى محصول القطن، فى مشهد يومى اعتدنا عليه طوال موسم حصاد الذهب الأبيض خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام، سعيا وراء لقمة العيش بالحلال.

وفى حقل العم "محمد غنيم" مزارع من أبناء قرية ميت ربيعة البيضاء بمحافظة الشرقية، سادت أجواء الفرحة من جديد بحقله بعودة زراعته لمحصول القطن بعد توقف أكثر من 20 عاما، وفى حديثه لـ"اليوم السابع"، قال سمعت العام الماضى عن زيادة سعر القطن ومنظومة القطن الجدية فى التسويق، بدأت زراعته من جديد بمساحة 14 قيراطا، بمتابعة من الجمعية الزراعية بالقرية ببذور منتقاة جيزة 94.

التقط العم "أبو شويمي" أطراف الحديث قائلا بوجه يعلوه الفرحه: "زمان كنا نجمع القطن نجوز الأبناء" هذا ما توارثه من أجداده فى موسم زراعة القطن أنه ارتبط معهم بالأفراح والزواج والمناسبات السعيدة.

وعلى أنغام يا قطن يا حرايرى ياحزام أبو إسماعيل" تغنت عاملات اليومية بالحقول فرحة بجنى القطن، الموسم الذى يجلب لهن الخير كل عام بالعمل فى الحقول بأجر يومى، ينتظرن موسم القطن كل عام، يتواجدن بالغيطان من السابعة صباحا حتى أذان العصر، سعيا على الرزق الحلال.

وقال عدد من كبار المزارعين بمحافظة الشرقية، فى حديثهم ل" اليوم السابع"، إن السعر هذا العام أقل من العام الماضى، وذلك بسبب تأثير الحروب الروسية الاكروانية، لكن منظومة التسويق يحسب لها القضاء على دور الوسيط من السماسرة، وأصبح الربح كامل يدخل فى جيوبهم، بعد أن كان السمسار يحصل على جزء كبير من حصيلة البيع.

قال المهندس "أشرف نصير" مدير عام الزراعة بالشرقية، إن حقول محافظة الشرقية، هذا العام إقبالا غير مسبوق على زراعة الذهب الأبيض؛ وذلك بعد نجاح منظومة تسويق القطن الجديدة، التى حققت طفرة هائلة وغير مسبوقة فى أسعار القطن العام الماضى، مضيفا أنه تم جنى 33 ألف فدان بالجنية الأولى و 5000 فدان بالجنية الثانية بنسبة تفتح 60 %، وذلك من إجمالى المساحات المنزرعة بالقطن هذا العام تخطت ال 56 ألف فدان الزراعة، بزيادة قدرها 20 ألف فدان عن العام الماضى ببذور منتقاة من صنف جيزة 94 الذى يتميز بالنمو الثمرى عن الخضرى وغزارة ثماره وملائمته للظروف الجوية ومقاومته للأمراض بالإضافة إلى نضجه مبكرا عن الأصناف الأخري،هذا علاوة على تحقيقه إنتاجية مرتفعة تتراوح ما بين ٩ إلى ١١ قنطارا / فدان كما أن هذا الصنف مطلوب فى الأسواق العالمية.

وأشار: أن عدد الحلقات التسويقية لاستقبال محصول القطن من المزارعين هذا العام 29 حلقة، موزعة على كافة المراكز منها "صان الحجر- صان البحرية- رمسيس- كفر المسلمية- الصوفية وتل راك- ومنشأة أبوعمر- والناصرية- البكارشة-و قصاصين الازهار- وديرب نجم- وكفر صقر- والزقازيق - وبلبيس ومشتول السوق-الحسينية- منيا القمح" تستعد لاستقبال المحصول من المزارعين.

وأكد مدير عام الزراعة، أنه طبقا لأخر حلقة تسويقية، أجريت يوم الأربعاء الماضى، فى ثانى مزاد علنى للتداول على محصول القطن بمحلج أبو الأخضر بمحافظة الشرقية،وذلك بحضور أعضاء لجنة متابعة تنفيذ منظومة تداول القطن، وبمشاركة 14 شركة من العاملين فى مجال تجارة الأقطان،بدا المزاد بسعر ٣٧٨٢ للقطار، على ٢٤ حلقة باجمالى 9851 قنطارا، وذلك بحضور أعضاء لجنة متابعة تنفيذ منظومة تداول القطن، وبمشاركة " 11" شركة من العاملين فى مجال تجارة الأقطان،وترواح سعر قنطار القطن فى فعاليات أول مزاد علنى للتداول على محصول القطن بمحافظة الشرقية، ما بين4200 إلى 4300 جنيه.

جدير بالذكر، أن منظومة تداول القطن الجديدة يجرى تطبيقها للعام الرابع على التوالى، حيث تعتمد على بيع الأقطان من خلال نظام المزاد فى مراكز للتجميع بكل مركز إدارى فى المحافظات حسب المساحات المنزرعة، وتوفر هذه المراكز أكياس الجوت والدوبارة القطنية للمزارعين لتعبئة الأقطان بها وتسليمها للمراكز مرة أخرى للمزايدة عليها بين شركات التجارة،وتهدف المنظومة إلى تنظيم وتحسين عملية تداول الأقطان والحفاظ على نظافتها وجودتها، وبالتالى زيادة تنافسيتها عالميا، مع تحقيق أعلى عائد للمزارع مقابل أقطانه من خلال المزايدة.

بدوره، أشار الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، إلى أن المحافظة بكامل أجهزتها التنفيذية تسعى لتذليل كافة العقبات التى تواجه المزارعين من خلال توفير التقاوى والبذور الجيدة ذات الإنتاجية العالية وتوفير الأسمدة بالإضافة إلى تنظيم الندوات الإرشادية واستخدام طرق الزراعة الحديثة لترشيد إستخدام المياه بما يسهم فى زيادة إنتاجية الفدان وتحقيق الاكتفاء الذاتى وتقليل الاستيراد وزيادة الدخل القومي.