أصحاب الكلمة والقلم والشعراء والأدباء كانوا فى مقدمة الصفوف في معارك حرب أكتوبر المجيدة 1973 ، حيث تحولت الكلمات والأشعار إلى بنادق وطلقات وصواريخ تنهال فوق رأس العدو على أرض سيناء الحبيبة.. مراسلون صحفيون كانوا نافذة الشعب لمعرفة ما يجرى فى المعركة، فحاربوا بأقلامهم ومعلوماتهم وبياناتهم لتوصيل تفاصيل البطولات والملاحم الوطنية للأبطال على طول خط القنال.. إنهم المراسلون الحربيون الشجعان.
وقد لمعت العديد من أسماء المراسلين الحربيين خلال حرب أكتوبر، حيث لعبوا دورًا بارزًا في تقوية الروح المعنوية للجنود، فضلا عن حالة الزعزعة التي تخللت صفوف العدو الإسرائيلي بفضل نجاحهم الباهر في رسم صورة حية لكل ما يجرى على أرض المعركة، وعن الخسائر الفادحة التي تكبدها العدو.
جلال عامر
ولد 25 سبتمبر 1952 بالإسكندرية، وهو كاتب وصحفى مصرى، تخرج فى الكلية الحربية وشارك فى ثلاثة حروب مصرية، وكان أحد ضباط حرب أكتوبر، قائدا لسرية فى الفرقة 18 بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى، شارك مع فرقته فى تحرير مدينة القنطرة شرق، ويعد أحد أهم الكُتاب الساخرين فى مصر والعالم العربى.
عبدالعزيز موافى
شارك الشاعر فى حرب أكتوبر 73، ووثق ذلك فى كتاب «الطريق إلى رأس العش »، وهى عبارة عن سيرة ذاتية له أثناء حرب أكتوبر، وقد ظلت حبيسة الأدراج طوال 40 عاما حتى تحول العمل إلى رواية إبداعية، تحوى بطولات حقيقية لجيشنا العظيم.
عضو مجلس الشيوخ، وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، تخرج فى المعهد العالى للتربية الرياضية بالهرم عام 1967، والتحق بالجيش المصرى عام 1968 فى القوات الخاصة سلاح المظلات، وظل بها 8 سنوات، التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، ثم فاز بجائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة المكتوبة عام 1985، وقد نجح فى تأسيس مجلة الأهرام الرياضى فى يناير 1990 وأصبح رئيس تحرير المجلة لمدة 19 عاما.
جمال الغيطانى
فى 2019 صدر عن سلسلة كتاب اليوم، كتاب «على خط النار يوميات حرب أكتوبر » بقلم الكاتب والأديب الراحل جمال الغيطانى، وتمثل جانبا من رسائله الصحفية التى أمد بها جريدة الأخبار، عندما عمل كمراسل عسكرى على الجبهة خلال حرب الاستنزاف، ثم حرب ونصر أكتوبر العظيم، خلال الفترة ما بين عامى 1969ـ 1974 التى رصد فيها الأحداث والتطورات العسكرية على الجبهة، ويعد الغيطانى أحد أبرز المراسلين الحربيين الذين وثقوا بأقلامهم وصورهم تفاصيل الملحمة الكبرى، حين كان يعمل وقتها مراسلا صحفيا حربيا لجريدة «أخبار اليوم»، وظل يحكى عن تلك الحرب طوال الـ45 عامًا الماضية، وتأثر «الغيطانى» فى بداية حياته الأدبية والصحفية بالروائى الكبير نجيب محفوظ، واستطاع فى عام 1963 أن يعمل كرسام فى المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجى، حيث استمر بالعمل داخلها لمدة عامين.
وحكى فى كتابه «الرفاعى» عن ليالى حرب أكتوبر، وكيف وقعت وسط أجواء رمضان، وتحمل وقتها الجنود والمراسلون الجوع والعطش رافضين الإفطار، وعقب النصر انتقل «الغيطانى» للعمل فى قسم التحقيقات الصحفية، وبعد 11 عامًا قام بتأسيس جريدة «أخبار الأدب» فى عام 1993، وظل رئيسًا لتحريرها إلى أن توفى عام 2015 عن عمر ناهز السبعين عامًا.
ودائما ما يروى «الغيطاني» عن الحرب والدور البارز الذى لعبه الطيارون المصريون فى 1973.
حمدى الكنيسى
كان أحد مراسلى الحرب، وشغل مناصب مشرفة فى المجال الإعلامى، كرئيس الإذاعة الأسبق، ومستشار إعلامى لمصر فى لندن ونيودلهى، وله عشرات المؤلفات عن الإعلام والإذاعة، كما أنه عضو مجلس إدارة كتاب مصر، ورئيس اللجنة الثقافية والإعلامية، وعضو المجالس القومية المتخصصة، وتحدث فى كتابه «الحرب عن طريق السلام» عن حرب أكتوبر، ونال عليه جائزة أفضل كتاب عام 1997، كما أنه قدم برامج إذاعية عديدة بعد حرب أكتوبر كان منها «صوت المعركة ويوميات مراسل حربى»، تلك البرامج التى ذاع صيتها حتى وصل إلى إسرائيل ذاتها.
ويحكى «الكنيسى» عن ذكرياته أثناء الحرب قائلًا: «كدت أفقد حياتى أثناء عبورى للقناة، لولا شجاعة أحد أبطال الصاعقة، الذى دفعنى داخل المياه ليبعدنى عن حقل ألغام»، وروى عن بطولات الجنود وكيف حققوا انتصارات قوية بإسقاط الدبابات بسلاح «النبالم» المحمول على الأكتاف وسيرًا على الأقدام.
كرمه السادات تقديرا لجهوده التى قدمها كمراسل حرب، يحارب من خلال أدواته، ومن خلال البرامج التى لعبت دورا مهما فى رفع الروح المعنوية للجنود، إضافة إلى خلق حالة من الالتفاف والتواصل بين الجبهة والشعب، مما أعطى شعورا بأن الكل يحارب.
عبده مباشر
واحدا من أبرز المراسلين العسكريين، الذين كتبوا عن نصر أكتوبر، وخلال الحرب كان رئيسًا للقسم العسكرى بجريدة الأهرام والجمعية العمومية حتى عام 1977، وكان ضمن المقربين من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
كان يلقب الرئيس السادات بـ«رجل الأقدار»، واعتبر انتصار أكتوبر هو الابن الشرعى له، وحكى عن مغامراته فى وقت الحرب بكتابه «رجال أكتوبر»، الذى أشار فيه إلى أن بداية انضمامه كمراسل حربى للجيش، كان وقت حرب الاستنزاف، حينما التحق بالجنود على الجبهة وانضم للمجموعة 39 قتال. ومن المواقف العصيبة التى رآها، الهجوم الذى وقع على مركز عمليات بثلاث دبابات إسرائيلية، وقام وقتها أحد الجنود المصريين، بدون أوامر بلف لغم على جسده ونام تحت الدبابة الإسرائيلية ليكون شهيدًا للوطن.
ويحكى موقفا آخر عصيبا مر به، وهو أنه عندما وصل لقطاع الفرقة 16 فى منطقة بين الجيش الثانى والثالث، وهى منطقة واسعة ومفروشة بالألغام، وكان وقتها يمارس عمله كمراسل حربى، فوجئ بلواء إسرائيلى يضغط على القوات، وتم حصارهم جميعا وقتها، حيث بدأت القوات الإسرائيلية هجوما مضادا من هذه المنطقة، ووقتها تخلى «مباشر» عن عمله كمراسل حربى، وأمسك بالسلاح وحارب مع القوات.
صلاح قبضايا
كان يلقب بـ«عميد المحررين الصحفيين»، وبترشيح من مصطفى أمين التحق بـ«الأخبار» كمراسل عسكرى لها فى أوائل الستينيات، وظل اسمه ملازمًا للجريدة لفترة من الزمن، حيث شارك كمراسل عسكرى فى عدد من الحروب، وأصيب فى حرب اليمن، ويعد كتابه «الساعة 1405» أول كتاب عن حرب أكتوبر 1973 وأهم المراجع عنها، الذى نوه فيه إلى أن عظمة حرب أكتوبر تتجلى فى أنها أبرزت مدى صمود المقاتل المصرى، موضحًا أن إرادة الإنسان المصرى تغلبت على كل المعوقات والصعوبات التى واجهته.
وتحدث فى كتابه عن الضابط الذى ابتكر خراطيم المياه لفتح السواتر الترابية فى خط بارليف الحصين، وفى كتاب آخر له بعنوان: «مشاهد الضربة الجوية» تحدث عن الضربة الجوية وعملية العبور، والساتر الترابى وتحصينات خط بارليف، وكيف خالف قائد القوات الجوية كل المعارضين للعمليات الهجومية.
فاروق الشاذلى
بطل من أبطال مؤسسة «أخبار اليوم»، الذين وثقوا بأقلامهم وصورهم تفاصيل الملحمة الكبرى، وقد شاهد بعين الصحفى أحداث الحرب وتحرير سيناء وامتلك ذخيرة ضخمة من الحكايات ورثها للقراء ولأجيال الصحفيين من تلاميذه، ومن المصادفة أن رحيل فاروق الشاذلى كان فى نفس شهر أكتوبر.
يحكى فاروق الشاذلى عن يوم السادس من أكتوبر: «كانت الرابعة من بعد الظهر، وكنا كل ما نحصل عليه فى صالة تحرير «الأخبار» معلومات غير مؤكدة عن تحركات قواتنا المسلحة واتصالات من القراء عن سماعهم لأصوات طائرات فى الجو، وفشلنا فى التواصل مع الجهات العسكرية لسحب بعض الخطوط لصالح التحركات، وفرض السرية عن العمليات مع تكرار بيانات عسكرية مقتضبة، وفجأة جاء البيان الذى يحلم به كل المصريين بأن الجيش عبر قناة السويس ورفع العلم خفاقا على الشاطئ الشرقى فوق رمال سيناء، وتبدل الحال فى صالة التحرير وتم إلغاء المواد المعدة للنشر، وإصدار أكثر من طبعة تحمل متابعة فورية لكل جديد.
تعود الحياة للاتصالات، ويتم اختيار فاروق الشاذلى والفنان المصور مكرم جاد الكريم للانطلاق مع قافلة إعلامية إلى السويس مع أول ضوء يوم 7 أكتوبر، وصرف «أفرول» لكل محرر عسكرى. تتعرض القافلة الإعلامية لغارة جوية معادية عندما يصلون إلى البر الغربى، ويختبئون فى أحد الدكاكين الذى يتحرك بابه فى اتجاههم حتى يوشك أن يصدمهم ثم يبتعد من أثر الانفجارات، ومع انتهاء الغارة يتحركون إلى مكان آخر يرصدون من خلاله انطلاق أبطالنا البواسل مندفعين بكل بطولة إلى البر الشرقى من أحد المعابر لدعم المجموعات، التى عبرت ومعاونتهم فى تحطيم خط بارليف، ويرفض المسؤولون عبورهم فالأولوية للقوات والمعدات المشاركة فى القتال، فينتقلون إلى مكان آخر ويتعرضون لغارة جوية أخرى وتتصدى لها وسائل دفاعنا الجوى، وتسقط طائرة فانتوم إسرائيلية يتمكن مكرم جاد الكريم من التقاط صورة لها، ويحكى الشاذلى قصة عبوره قناة السويس يوم الثامن من أكتوبر، وكيف انسابت دموعه وهو يقبل ويتوضأ برمال سيناء، وحكى كيف دخل مدينة القنطرة شرق بعد تطهيرها من دنس الاحتلال الإسرائيلى، وتجول فى مركز القيادة المتقدم للعدو بعد أن حرره أبطالنا فى معركة ضارية.
حسن طلب
شارك فى حرب أكتوبر 1973م، وقال «طلب »: «كنت من بين الذين شاركوا فى حرب الاستنزاف بعد النكسة، ثم فى معركة عبور قناة السويس إلى سيناء أكتوبر 1973، وفى الحالتين كان الشعر حاضرا إلى جوار المدفع »، ووثق فترة التجنيد فى ديوان «شموس القطب الآخر »، وهى مجموعة القصائد التى كتبها أثناء فترة التجنيد، خلال مشاركته فى حرب الاستنزاف، ثم فى العبور إلى سيناء أكتوبر 1973.
حمدى لطفى
كان مراسلا عسكريا لدار الهلال، الذى كان يوصف بأنه عميد الصحفيين المصريين المتخصصين فى الشؤون العسكرية، وتحدث عن الدور البارز الذى قامت به الدبابات المصرية فى حرب أكتوبر على المستوى التكتيكى العسكرى، وروى عن إصرار المقاتلين المصريين الذين قاتلوا لمدة 48 ساعة فى بداية الحرب، دون أن يتناولوا وجبة طعام واحدة أو شربة ماء أو فكر أحدهم فى تدخين سيجارة، بل إن أكثرهم قضى فى هذه الحرب مائة ساعة متصلة بلا نوم.
يوسف القعيد
شارك فى حرب أكتوبر، يقول إنه عندما بدأت حرب أكتوبر 1973 كان مجندا فى القوات المسلحة، حيث تم استدعاؤه، وقبل بداية الحرب بأيام، تم تسريحه من الجيش ضمن خطة التمويه حينها، حيث كان العدو يترصد أى شىء حول أن المصريين سيحاربون، وأضاف، خلال لقاء تليفزيونى، أن خطة التمويه نجحت وعاد للجيش فى يوم 7 أكتوبر، موضحا أنه وجد ذهول الناس وعدم استيعابها حول عبور قواتنا المسلحة لقناة السويس، وكان ميدان التحرير شعلة من الحماس غير العادى، استوعب الشعب بعد ذلك هذا الحدث العظيم، وذكر أنه فى يوم 7 أكتوبر عاد إلى وحدته بمستشفى غمرة العسكرى، مشيرا إلى أنه وجد خلال خدمته بمستشفى غمرة العسكرى الكاتب الكبير نجيب محفوظ يزور أحد أقاربه الجرحى فى الحرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة