قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن النشاط البريطانى فى أزمة أوكرانيا يهز باريس وبرلين، حيث أزال أى شكوك لدى ألمانيا وفرنسا، بشأن التزام بريطانيا بالأمن الأوروبى بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت كاتبة المقال أن سيلفاين تشاسانى، والذى نشر موقع "بى بى سى عربى" أجزاء منه، أن نشاط لندن كان نعمة ونقمة فى الوقت ذاته لبرلين وباريس، فى وقت تتذبذب فيه قيادة القوتين القاريتين فى مواجهة التهديدات العسكرية من فلاديمير بوتين.
وقالت: "فى حين أن برلين وباريس كانتا حذرتين بشأن نهاية لعبة بوتين وتفضلان المزيد من الدبلوماسية السرية، فقد تبنت لندن تقييم واشنطن بشأن التهديد الوشيك بالغزو، وتقوم بإرسال أسلحة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا وسربت تفاصيل مؤامرة انقلاب مزعومة بقيادة روسية فى كييف".
وتابعت: "يُنظر إلى رغبة بريطانيا فى التعاون على مستوى الاتحاد الأوروبى على أنها إيجابية، كما تقول جانا بوجليرين، رئيسة المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية فى برلين. لكن الأزمة فى أوكرانيا قد تعيد فتح الانقسامات التى ظهرت خلال حرب العراق، بين "الغرب " المتمركز فى باريس وبرلين و"المعسكر الأنجلو أمريكي"، كما تلاحظ (بوجليرين)".
وترى تشاسانى أن باريس لا تزال تشعر بالمرارة، حيال الدور الذى لعبته لندن فى إبرام ما يسمى بصفقة أوكوس مع الولايات المتحدة وأستراليا، والتى أدت إلى إلغاء صفقة غواصات فرنسية كان من المقرر بيعها لأستراليا بقيمة 36 مليار دولار فى سبتمبر. "ووفقًا لما ذكره ميشيل دوكلوس، الدبلوماسى السابق والمستشار الخاص فى معهد مونتين، فإنه يعتقد أن النهج البريطانى الحالى قد يكون يصب الزيت على النار)"
وتنقل الكاتبة عن جانا بوجليرين قولها أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يكافح أيضا للتغلب على "انعدام الثقة الجوهري"، بعد أن بدأ تقاربًا غير منسق مع بوتين وأكد أن الناتو "ميت دماغيا" فى عام 2019.
وفيما يتعلق بألمانيا، نقلت الكاتبة عن جوزيف دى ويك، الزميل فى معهد أبحاث السياسة الخارجية قوله "فى برلين يفضل أولاف شولتز، مستشار ألمانيا الاشتراكى الديمقراطى الجديد، شراء المزيد من الوقت والاستيلاء على "كل قناة موجودة" بدلًا من مواجهة انقسامات حزبه حول كيفية الرد على الغزو الروسى لأوكرانيا. الأزمة بمثابة ضربة للقيادة الألمانية فى أوروبا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة