جاء إعلان الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء بشأن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإعلان مدينة شرم الشيخ "مدينة خضراء"، استكمالا للنهج الذى تتبناه الدولة في الوقت الحالي لتبني كافة السبل الداعمة نحو توسيع مفهوم الاستدامة وخفض انبعاثات الكربون، بالتزامن مع استعدادات الدولة لاستضافة قمة المناخ المقرر أن تستضيفها مدينة مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
ويعود مفهوم المدن الخضراء إلى عام 2020، حيث تم الإعلان عن مبادرة المدن الخضراء التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة والتي تهدف إلى تحسين سبل عيش سكان المناطق الحضرية وشبه الحضرية ورفاههم في 100 مدينة على الأقل حول العالم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، في حين تتطلع إلى انضمام 1000 مدينة إليها بحلول عام 2030.
وتركّز المبادرة على تحسين البيئة الحضرية، وتعزيز الروابط القائمة بين المناطق الحضرية والريفية، وقدرة النظم والخدمات الحضرية وسكان المناطق الحضرية على الصمود أمام الصدمات الخارجية. ومن شأن ضمان الانتفاع ببيئة صحية وأنماط غذائية صحية عن طريق نظم زراعية وغذائية مستدامة، وزيادة توافر المساحات الخضراء من خلال الحراجة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، أن يساهم أيضًا في التخفيف من حدة آثار تغير المناخ والتكيف معه والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. وستتيح "شبكة المدن الخضراء" للمدن من جميع الأحجام، من المدن الضخمة إلى المتوسطة والصغيرة الحجم، تبادل التجارب وأفضل الممارسات والنجاحات والدروس المستفادة، فضلًا عن بناء فرص التعاون في ما بين المدن.
وتعتمد فكرة المدن الخضراء على تبني مجموعة من المواصفات القياسية للاستفادة من الطاقة البديلة وخفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وذلك في مواد البناء مثل الأسطح العازلة لحرارة الشمس أو برودة الجو.
وتتوافر في هذه المبانٍ مجموعة من العناصر التي تنسجم مع البيئة، وهي ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام المواد العازلة للاستفادة منها من ناحية التكييف والتدفئة، بالإضافة إلى إعادة استخدام المياه واستخدام اسلوب الحصاد المائي، فضلا عن مجموعة من العناصر الاخرى التي تحسن من حياة قاطن المسكن وبالوقت ذاته تقلل من تلوث البيئة.
وتعتبر المباني الخضراء منظومة متكاملة من الإجراءات والحلول التي تطبق على مرافق المبنى أو المشروع العقاري فتقلل من مصروفات الطاقة والفاقد، وتحولها إلى عناصر مفيدة للبيئة وللمبنى ولساكنيه، وتتضمن أهداف المدن الخضراء تحقيق كلا من الأمن الغذائي وإنتاج كامل مكونات السلة الغذائية، والأمن الاجتماعي باستثمار الطاقات البشرية الشابة والخرجين الجدد، وأمن الطاقة باستثمار مصادر الطاقة المتجددة.
وكانت مدينة فانكوفر كولومبيا البريطانية أحد أبرز الأمثلة على تبني مبادئ المدن الخضراء، حيث حققت نسبة غير مسبوقة في خفض انبعاثات الكربون وجودة الهواء، نتيجة الاهتمام بنشر الطاقة الخضراء واستخدام الطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى مدينة كوريتيبا بالبرازيل، حيث أصبحت المدينة التي تقع في جنوب البرازيل من أكثر المدن الخضراء على مؤشر سيمينز، منذ إنشاء أول أنظمة اتويبسات سريعة في الستينيات من القرن الماضي، وتطوير برنامج إعادة التدوير في الثمانينيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة