كان التعامل مع أزمة وباء كورونا وإدارته بشكل جيد يختلف عما حدث فى إدارة دونالد ترامب هو الاختبار الأهم للرئيس جو بايدن عندما تم تنصيبه فى يناير من العام الماضى، لكن بعد أكثر من عام على توليه الحكم، تحولت انتصارات بايدن الأولية فى التعامل مع الوباء إلى انتكاسات عديدة.
ورصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أسباب انتكاسة بايدن فى التعامل مع أزمة كورونا، بالرغم من الإستراتيجية التى وضعها فريقه فى مواجهة الوباء.
وقالت الصحيفة أن بايدن وفريقه قد وضعوا إستراتيجية صحيحة إلى حد كبير، شملت توزيع جرعة واحدة على الأقل من اللقاح لحوالى 85% من الأمريكيين فى عمر الثانية عشر وأكبر، وتوزيع علاجات منقذة للحياة. ووضعت هذه الإنجازات الولايات المتحدة فى مكان أفضل لمكافحة الفيروس مقارنة بما كانت عليه قبل عام، حيث عادت أغلب المدارس والشركات للفتح وتراجع معدل الوفيات لأن الفعاليات تحد بشكل كبير من فرص المرض أو الوفاة حتى من متحور أوميكرون شديد العدوى.
لكن فحص العام الأول لبايدن فى محاربة الفيروس، وبناء على مقابلات مع مسئولين سابقين وحاليين وخبراء صحة عامة وحكام ولايات، أظهرت أن جهوده لمواجهة أحد أشد الخصوم الذين تعاملت معهم أمريكا على الإطلاق، كما وصف هو الأمر نفسه مؤخرا، كانت يشوبها انتكاسات فى ثلاث مجالات:
الأول أن البيت الأبيض راهن على أن الوباء سيسير على خط مستقيم، ولم يكن مستعدا للتحولات الحادة التى اتخذها، ولم تتوقع الإدارة طبيعة وخطورة المتحورات، حتى بعد الإشارات التحذيرية الواضحة من باقى العالم. وظلت تركز فقط على اللقاحات حتى بعدما اتضح أن الجرعات لا تمنع بشكل دائم انتشار المرض.
مركز لقاحات
الأمر الثانى أن الإدارة افتقرت للتركيز المستمر على الاختبارات، ولم تتحرك بزيادة إمداد اختبارات المنزل حتى فصل الخريف، بعدما مزق متحور دلتا البلاد وكان أوميكرون فى طريقه. وكان كثير من الأمريكيين يعانون لإيجاد الاختبارات التى يمكن أن تحدد بشكل سريع ما إذا كانوا مصابين.
الأمر الثالت أن بايدن لم يتعامل مع تمرد جمهورى منظم ضد الكمامات وإلزامية التطعيم وشهادات اللقاح وحتى التطعيم نفسه، فى ظل قلق من أن الدفع بأى إجراءات محددة للاحتواء يمكن أن تسفر فقط عن زيادة الانقسام السياسى والثقافى فى الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة قائلة أن بايدن تولى مهمة توزيع اللقاح من سابقه دونالد ترامب، وبكل الشهادات أعاد النظام للعملية التى كان قد أصابها الخلل والفوضى فى أشهرها الأولى.
إلا أنه ورث أيضا بيروقراطية من قبل مسئولى ترامب، والتى أدت إلى تقويض مراكز الوقاية من الأمراض وأثر على مصداقية الحكومة لدى الرأى العام وساعدت فى إثارة الغضب فى البلاد حول ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى ومحاولات أخرى لاحتواء الفيروس. ولم يكن بايدن قادرا على معالجة هذه الانقسامات.
وبعد عامين من الوباء، وحتى مع بداية انحسار أوميكرون فى أجزاء من الولايات المتحدة، فإن بايدن يواجه ضغوطا سياسية واقتصادية هائلة. فقد رفض الإغلاقات أو غلق المدارس أو غيرها من الإجراءات المشددة التى يمكن أن تساعد فى احتواء متحورات مستقبلية للفيروس إلا أن أنها أعادت البلاد إلى الركود الاقتصادى، وسيكون لقراراته ثمن مهما كان الاتجاه الذى سيسلكه.
وتابعت الصحيفة قائلة أن بايدن حارب الفيروس بينما كان يحاول أن يمضى قدما فى أولويات أخرى، مثل اتفاق البنية التحتية بين الحزبين، والتعيينات فى الوظائف الفيدرالية، وتشريع الإنفاق الاجتماعى الواسع. وفى أغسطس وسبتمبر، ومع ظهور متغير دلتا، كان البيت الأبيض مستهلكا بالخروج الفوضوى من حرب أفغانستان التى استمرت 20 عاما.
لكن الوباء طغى على كل شىئ، وأدى إلى تراجع معدلات الرضا عن أداء بايدن حيث أصبح تعامله مع كورونا مقياس الحكم على رئاسته. فمنذ أن تم تنصيبه فى 20 يناير 2021، مات 734.110 ألف شخص من الفيروس، وهو العديد الذى لا يزال يزداد بأكثر من 10 آلاف كل أسبوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة