سكنا السطوح بشارع محمد على .. حكايات حسن الإمام مع الشيخ أبو العينين شعيشع

الثلاثاء، 25 يناير 2022 05:00 م
سكنا السطوح بشارع محمد على .. حكايات حسن الإمام مع الشيخ أبو العينين شعيشع الشيخ أبو العينين شعيشع وحسن الإمام
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يتعجب الكثيرون من أن يكون للمخرج الراحل الكبير حسن الإمام علاقة وذكريات بالمقرئ الشهير الشيخ أبو العينين شعيشع، وأن تجمعهما العديد من الحكايات الطريفة والعشرة الطيبة، ولكن يزول هذا التعجب حين نعرف أن المخرج الكبير حسن الإمام كتب بنفسه عن هذه الذكريات والحكايات التى كان لها تأثير كبير فى بدايات حياته وأنه والشيخ شعيشع جمعتهما الجيرة على سطوح إحدى البنايات بشارع محمد على حين كان كلاهما يبدأ حياته فى مجاله.
 
وكتب المخرج حسن الإمام عن علاقته بالشيخ شعيشع فى مقال نادر مشيراً إلى أنه كان يسكن فى غرفة على سطوح فندق بشارع محمد على ، وكانت هذه الغرف إحدى 4 غرف يسكن كل منها شاب يبدأ حياته، وكان جاره فى إحداها الشيخ أبو العينين شعيشع مع أخيه الشيخ أحمد، بعدما نزح إلى القاهرة وهو يحلم بأن يكون مقرئاً شهيراً ، وفى الحجرة الثانية طالب بكلية الطب أصبح فيما بعد طبيباً مشهوراً ، وفى الثالثة رجل هندى يجيد اللغة الإنجليزية ويحترف قراءة الكف والطالع ، وإذا غضب يرطن باللغة الهندية كلاماً لا يفهمه من حوله.
 
وأوضح المخرج الكبير أن سكان السطوح الأربعة كانوا يختلفون فى كل شيئ ، فى الاتجاهات والهوايات ومواعيد الاستيقاظ والنوم ، فقد كان هو مغرماً بالقراءة ععن الفن والسينما والسعى وراء حلمه كمخرج ، بينما كان الشيخ شعيشع يقضى أغلب وقته فى غرفته جالساً على الكنبة يرتل القرآن أو يقرأ كتب التفسير والتجويد، ولا يسهر ويعود إلى البيت بعد صلاة العشاء ثم ينزل لأداء صلاة الفجر فى المسجد، وكان خروجه يحدث ضوضاء حين يتوضأ مستخدماً القبقاب فيوقظ طالب الطب ليستيقظ ويبدأ مذاكرة دروسه، أمام جمجمة مخيفة وضعها على مكتب قديم ، بينما يعود الرجل الهندى بعد منتصف الليل وقد قرأ أكف الكثير من السياح فى فنادق شبرد وسميراميس وغيرها، ويقضى أوقاته فى الغرفة وهو يقرأ كتب السحر وقراءة الطالع، فيما يعود حسن الإمام قرب الفجر وينام حتى قرب الظهر ويستيقظ فيجد جميع جيرانه قد نزلوا يسعون كل فى اتجاه.
 
وأشار حسن الإمام إلى أن شيئا واحداً كان يجمعهم ولا يختلفون فيه وهو إيجار الحجرات الموحد وهو 150 قرشاً فى الشهر، مشيراً إلى أنهم لم يكونوا يجتمع مع جيرانه إلا فى الأعياد التى يتبادولون فيها السمر والحكايات، وحين تدوى صفارات الإنذار خلال الغارات الحربية العنيفة فيتبادلون الحديث عن الحرب وضحاياها، ولا يشاركهم جارهم الهندى فى الحديث لجهله باللغة العرببية.
 
وأضاف المخرج الكبير أنه ذات مرة دوت غارة كبيرة وأطلقت صفارات الإنذار بقوة فانطلقوا جميعاً ومعهم جارهم الهندى إلى المخبأ وتكدس فيه الجميع خوفاً من تأثيرات الغارة وساد الظلام الدامس ، ومعه حالة من الرعب حيث كانت قبلها غارة كبيرة أثرت على حى الضاهر .
 
وأشار الإمام إلى أنه كان بجواره فى المخبأ رجل لم يكف عن قراءة القرآن وبين كل سورة وأخرى يصيح بقوة وهيستريا " ياحى ياقيوم احفظنا" ، بلغة عربية سليمة كأنه مدرس لغة عربية أو أستاذ فى الفقه، وكان الرجل يستند بذراعه على حسن الإمام، الذى شعر بالرجفة تسير فى جسد هذا الرجل دون أن يرى وجهه، حتى أطلقت صفارات الأمان ، وإذا بالمفاجأة الكبرى حيث وجد أن هذا الرجل هو ذاته جاره الهندى، الذى نظر إلى حسن الإمام مذهولاً وقال :" هو انت" فرد الإمام :" ايه ده انت بتتكلم عربى"، وهنا صارحه الرجل بأنه من بنى سويف وعندما ضاقت به سبل العيش جاء للقاهرة وتظاهر بأنه هندى وتعلم قراءة الكف واختار الفنادق الكبيرة لتكون مكاناً يروج فيه لنفسه يكسب منه ، وخاف من مخالطة الناس حتى لا ينكشف أمره إذا ما نسى وتحدث باللغة العربية ، واستحلف جاره حسن الإمام ألا يكشف سره.
 
وأشار المخرج الكبير إلى أنه لا يخفى هذا السر ويكتم ضحكاته عندما يرى جاره الهندى المزيف يرطن بالانجليزية أو الهندية أما باقى شركائه فى السكن ومنهم الشيخ أبو العينين شعيشع، مؤكداً أنها كانت أجمل أيام وذكريات.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة