قبلة الزائرين لمحافظة قنا وواجهتها التى يقصدها الكثير من المريدين والمحبين للعارف بالله عبد الرحيم القنائي، فمسجده من المعالم البارزة فى المحافظة الذى يتردد على ألسنة القاصدين للمحافظة الجنوبية "قنا"، فمحبوه من الجنوب إلى الشمال يتوافدون فى كل عام للاحتفال بالليلة التى تقام منذ سنوات ويشارك فيها أبناء المراكز المختلفة بقنا، كما يعد يوم الجمعة مقصد الكثير من أبناء قنا للصلاة داخل المسجد وزيارة الضريح المتواجد داخله والتنزه فى الحديقة الواسعة التى تتقدم المسجد.
كل ما يتواجد بمحيط سيدى عبد الرحيم القنائى يدل على أن شيئًا مميزًا يتواجد هنا، فتوزيع الكعك على المصلين بعد الجمعة والوجبات على الفقراء الذين يفترشون الأرض بجوار المسجد والذين تعلقوا بالمكان، والأطفال والكبار الذين يلتقطون الصور التذكارية لتظل خالدة فى ذاكرتهم بجوار معلم من معالم قنا الدينية وأكبر مساجدها مساحة، فمسجد العارف بالله عبدالرحيم القنائى، هو أكبر مساجد محافظة قنا، ويقع وسط المدينة على مساحة كبيرة وبحديقة فى المقدمة، ويقبل عليه المواطنون من كل محافظات مصر لزيارة الضريح، كما يقام له مولد سنوى ويعد من أشهر الأماكن التى تعرف فى قنا وعلم من أعلامها.
تبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية بما يعادل 3 أفدنة تقريبا، وولد السيد عبد الرحيم القناوى فى عام 521 هـ / 1127م بمدينة ترغاى بإقليم سبتة بالمغرب وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن فى الثامنة من عمره، وتوفى أبيه وهو فى الثالثة عشر من عمره، وصعد المنبر وخطب بالمسلمين وتعلم الفقه والحديث ببلاد المغرب وهو ابن الرابعة عشر ثم حل محل والده، وأمضى خمس سنوات معتلياً منبر الجامع، يعلم الناس ويعظهم، بأسلوبه الخاص الذى يبكى الروح والعين، قبل أن تناديه مكة فيشد الرحال إليها خلال موسم الحج العاشر.
والتقى القنائى بالشيخ مجد الدين القشيرى القادم من مدينة قوص، عاصمة صعيد مصر، ومنارتها فى هذا الوقت، منتصف القرن الثانى عشر الميلادي، فتصادقا، وحاول القشيرى أن يقنع عبد الرحيم بأن يستقر فى مصر، ووافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذى كان إماما للمسجد العمرى بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك فى عهد الخليفة العاضد لدين الله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية.
لم يرغب عبد الرحيم فى البقاء فى قوص، وفضل الانتقال لمدينة قنا، تنفيذاً لرؤى عديدة أخذت تلح عليه فى الذهاب إليها، والإقامة بها، فقوص ليست فى حاجة إليه، فبها ما يكفى من العلماء والفقهاء، ليستقر بقنا وقضى عبد الرحيم عامين معتكفا، عينه الأمير الأيوبى العزيز بالله شيخاً لمدينة قنا، فعرف منذ حينها بعبد الرحيم القنائى، وأنشئ فى عام 1136م كما قام الأمير همام ابن يوسف الهوارى أمير الصعيد بتوسعته وزيادته وأوقف عليه أوقاف زادت فى مساحته وفرشه، وتم إعادة بنائه فى عهد الملك فاروق عام 1948م الذى أمر بإزاله المبنى القديم الذى بناه ويوجد الضريح داخل المسجد.
وكان يحتفل أبناء قنا ما قبل كورونا بمولد القنائى حيث تمتلئ كافة الشوارع المحيطة بالمسجد والضريح الذى يقع وسط مدينة قنا، وتنتشر حلقات الذكر ما بين حلقات تختم القرآن الكريم وأخرى فى ذكر ومدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفمع حلول منتصف شهر شعبان من كل عام يتوافد آلاف المواطنين من أبناء قنا ومحافظات مصر المختلفة للاحتفال بمولد السيد عبد الرحيم القنائى أحد الأقطاب الصوفية الذى ذاع صيته على مستوى العالم الإسلامى، وتحول إلى مزار دينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة