تعد "الترسة" أو السلحفاة البحرية، أشهر أنواع الكائنات البحرية المعرضة للإنقراض ،وذلك بسبب المعتقدات الشعبية الخاطئة حولها حيث يعتقد البعض إنها تقوى القدرة الجنسية ومعالجة النحافة والقضاء عليها في أسرع وقت، بخلاف الدجالين الذين يشترون "الصدفة" الخاصة بها لاستخدامها فى أعمال السحر والشعوذة، وقد أدى ذلك الى الاقبال الكبير علي شراء لحوم ودماء وصدفة السلحفاة البحرية أدى الى ارتفاع سعرها ليتراوح من 800 إلى 1200جنيه للسلحفاة الواحدة.
وتنتشر تلك العادات والمعتقدات الشعبية بمنطقة بحري بالإسكندرية، حيث يتم صيد " الترسة" وبيعها بالأسواق بالمخالفة للقوانين البيئية التى تمنع صيدها، لأنها كائن بحرى مهدد بالانقراض، وتشن أجهزة الامن والمسطحات المائية حملات مكبرة على أسواق بيع الأسماك بالإسكندرية، لضبط بيع "الترسة" المخالف للقوانين البيئية ويتم إعادة إطلاقها الى المياه مرة أخرى.
الترسة
اليوم السابع أجرى جولة داخل متحف الأحياء المائية بالإسكندرية ، أمام أماكن عرض "الترسة البحرية" أو السلحفاة البحرية المهددة بالانقراض ، ويقول الدكتور حمدى عمر مدير متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، إن "الترسة" كائن بحرى مهدد بالانقراض بل أصبح صيدها هدفًا لدى بعض المخالفين للقانون الذين يسعون للربح السريع من جراء الحصول عليها وذبحها لبيع لحمها ودمها لهؤلاء الراغبين في تعزيز قدرتهم الجنسية، وفقا لمعتقدات شعبية خاطئة، مؤكدا أن شرب الدماء قد يسبب أضرار كبيرة لصحة الإنسان، محذرًا من استغلال بعض البائعين الصيادين لتلك المعتقدات وبيعها بأسعار باهظة.
الدكتور حمدى عمر
وأكد أهميتها فى التوازن البيئى نظرًا لأنها تتغذى على قنديل البحر وانقراضها يؤدى الى زيادة أعداده بشكل كبير، موضحا أن السلحفاة البحرية تعيش حتى عمر 15 عامًا ويصل وزنها الى نحو 300 كيلو جرام، مؤكدًا أن هناك العديد من القوانين وتعليمات وزارة البيئة التى تجرم صيدها أو بيعها فى الأسواق.
السحفاة البحرية
وقال أن السلحفاة البحرية تتغذى على قنديل البحر، ولكن الصيد الجائر بسبب المعتقدات الشعبية الخاطئة والتلوث البيئ بالأكياس البلاستيكية أدى الى تعرضها للانقراض و تكاثر قنديل البحر بأعداد كبيرة بالبيئة البحرية، بما يتسبب فى خلل بيئى.
تعيش لعمر 15 عاما
وأكد على أن المعهد القومى لعلوم البحار، قد نظم عدد من الحملات وورش العمل للتوعية بأهمية عدم الصيد الجائر لجميعات الصيادين، للتوعية بأهمية الحفاظ عليها من الانقراض ولكن هناك قلة ممن بفقتدون لهذا الوعي يقومون باصطيادها وبيعها بالأسواق مخالفة للقوانين البيئة.
مهدة بالانقراض
وشهدت محافظة الإسكندرية خلال السنوات الماضية شن عدة حملات بالتنسيق بين إدارة شرطة المسطحات المائية، بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة لتنظيم حملات دورية على الأسواق لضبط الاتجار فى جميع أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، تنفيذًا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 المادة 28، إذ تصل العقوبة للحبس 3 سنوات وغرامة من 5 آلاف إلى 50 ألف جنيه، ومصادرة الحيوانات ثم إطلاقها إلى بيئتها الطبيعية.
يصل حجمها الى 300 كيلو
بذكر أن متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، المتواجد بمنطقة "الأنفوشى – بحرى"، وبجوار قلعة قايتباى أحد أهم المزارات السياحية بالإسكندرية، والذى يستقبل أعداد كبيرة من السائحين الوافدين إلى محافظة الإسكندرية.
وهو المتحف الوحيد الذي يحتوي على أحياء مائية حية فى المحافظة، وهو متحف صغير يضم عدة أنواع من أسماك وحيوانات البحرين المتوسط والأحمر، كما يضم أنواعا أخرى تعيش في المياه العذبة كالنيل ونهر الأمازون، ما يجعله معرض ترفيهي وتثقيفى وعلمى فى نفس الوقت.
وأنشئ المتحف عام 1930، وهو يقع بالقرب من قلعة قايتباى بالأنفوشى، وبجوار معهد الأبحاث للأحياء المائية والمعهد القومى لعلوم البحار بساحة قلعة قايتباى.
ويضم عدة معامل ومكتبة وأحواض أسماك ونباتات البحار المالحة والعذبة، ويعتبر جزء من معهد علوم البحار لما يحتويه على مجموعة نادرة من الأسماك والأحياء المائية، حيث يقوم بدراسة جميع الأحياء المائية بالبحيرات المصرية من أسماك ونباتات واسفنج وصدف، مما يؤدى للحفاظ على الثروة السمكية.
والمتحف يستقبل الآلاف من السائحين سنويا من مختلف أنحاء العالم، كما يستقبل مئات الأطفال أسبوعيا للتعرف على أنواع الكائنات البحرية المختلفة ويعد من أهم معالم الإسكندرية السياحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة