يقطع عشرات الكيلومترات ذهاباً وإياباً ويذهب فارغاً ويعود ممتلئ بأطنان من قصب السكر ليدخل عصارة مصنع سكر أرمنت وتنتج السكر وغيرها من الصناعات الأخرى، ذلك المكوك هو "قطار قصب السكر" الذى أصبح الوسيلة الأهم والأكثر استخداماً فى نقل القصب من المزارع المختلفة إلى مصانع السكر حول مصر والبالغ عددها 8 مصانع فى الجنوب.
وفى هذا الصدد إنتهى عمال ورجال مصنع سكر أرمنت غرب محافظة الأقصر، من أعمال تجميل وتطوير واجهة المصنع وكذلك تجميل ودهان قطارات شحن ونقل وتفريغ قصب السكر من المزارع إلى المصنع لدخولها مرحلة العصير لتخرج منتجات متنوعة بدءاً من السكر وحتى المولاس والعسل والكحول والخميرة والعطور والزيوت والخشب ومكسبات الطعم، حيث إنه فى تلك الفترة تشهد محافظة الأقصر نشاط كبير فى حركة النقل والتحميل لقصب السكر من المزارع وإلى المصنع، وينقل المحصول بوسائل نقل متنوعة منها الجرارات والجمال والخيول وأبرزها القطارات وهى "قطار الديكوفيل".
وتعود قصة أولى القطارات القديمة فى نقل القصب من المزارع، كما يقول الروائى محمد عبد الدايم الرزيقى إبن مدينة أرمنت غرب محافظة الأقصر، أن دليل متحف السكة الحديد يذكر أن عملية النقل للقصب كانت تتم بوابور الخشب، وقد انتشرت مصانع قصب السكر فى عهد محمد على باشا، وفى عهد حفيده الخديو إسماعيل، قام ببناء 18 مصنعا فى الصعيد منهم مصنع الضبعية الذى اندثر، موضحاً أنه كانت وابورات نقل قصب السكر المصنوعة من الخشب حمولة 5 أطنان، وقد تم إستخدامها رسمياً فى مصر عام 1872م، وقد تم استقدام 223 عربة التى تمت صناعتها فى شركة الخواجة كوتشرين وشركاه بمدينة ددل بانجلترا، وتم استقدام قطارات آخرى تعمل بالفحم ومصنوعة من الصاج، وبعدها قطارات تعمل بالديزل والسولار، وهى القطارات المتواجدة بحوزة المصانع فى قنا.
ويضيف محمد عبد الدايم الرزيقى لـ"اليوم السابع"، أنه يقال أيضاً أن قصة هذا القطار تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث تم وضع خطوط الديكوفيل فى عام 1897، بأمر من الخديو إسماعيل عندما أنشأ مصنع السكر فى منطقة نجع حمادى بمحافظة قنا، حيث أن مصر فى عهد محمد على كانت تنتج الكثير من السكر، إلا أن إنتاجها كان يغطى الاستهلاك المحلى فقط، وكانت مصر تستورد باقى احتياجها من أوروبا، وأرسل إبراهيم باشا فى عام 1838 الأمين على أسراره عمر أفندى أحد الأخصائيين فى صناعة السكر إلى دولة جامايكا، التى كانت فى ذلك الوقت من أوائل المستعمرات الإنجليزية إنتاجاً للسكر على مستوى العالم، للاستفادة من تجاربها فى زراعة قصب السكر وتأسيس مصانع تعمل بالآلات البخارية فى صعيد مصر، إلى أن زادت زراعة قصب السكر فى الصعيد، حتى أنه خلال فترة حكم محمد على ذكر عالم إيطالى أن قصب السكر فى صعيد مصر يتفوق فى جودته على قصب الهند الموطن الأصلى له، لذلك شُيدت له العديد من المصانع فى محافظات الصعيد، مثل "أبوقرقاص" بالمنيا، و"سكر نجع حمادي" ومصنع "الضبعية" بالأقصر، الذى يُعد من أقدم المصانع فى الصعيد.
وفى نفس السياق شهدت مصانع سكر أرمنت غرب محافظة الأقصر، إطلاق شارة البدء لموسم العصير لعام 2021/2022، وسط فرحة كبيرة من جميع العاملين بالمصنع ببدء موسم عصير القصب بحضور المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله رئيس قطاعات مصانع أرمنت، وتحت رعاية اللواء عصام البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية، والكيميائى صلاح فتحى العضو المنتدب الفنى للشركة.
وتم إطلاق إشارة البدء لموسم عصير 2021/2022 بحضور جميع العاملين بالمصنع، والكيميائى محمد خميس نائب رئيس قطاعات المصانع ووفد من الشركة من قطاع الرقابة والهندسة والانتاج والزراعة والمراجعة وجميع مديرى العموم بالمصنع والعاملين، وشملت الإحتفالية القيام بذبح عجل إيذاناً بإنطلاق الموسم الجديد، ومن المقرر أن يستقبل مصنع سكر أرمنت فى موسم عصير قصب السكر، ما يقرب من مليون ومائة وخمسين الف طن من قصب السكر كل عام، وينتج ما يبقرب من مائة وعشره ألف طن من السكر، بواقع واحد إلى عشرة من المحصول، ومايقرب من خمسين ألف طن من المولاس.
وأكد المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله رئيس قطاعات مصانع أرمنت، أنه تم إنهاء استعداد كافة العاملين بمصنع سكر أرمنت الذين يكون لهم دور كبير سنويًا فى إنجاح الموسم هذا العام وكذلك كافة المزارعين الذين يتعاملوا مع موسم القصب ويلتزموا بالتعليمات بصورة مميزة، موضحًا أن إدارة المصنع أجرت الصيانة الدورية بالكامل لكافة المعدات والماكينات والعصارات، كما تمت توسعة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية فى الإنتاج، وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التى تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع وذلك من خلال عملية صيانة عامة.
ومن الجدير بالذكر أنه تنتج مصانع السكر فى مصر آلاف الأطنان سنوياً، وانطلقت منذ أيام فعاليات موسم حصاد قصب السكر فى مصانع محافظات الصعيد بالأقصر وأسوان وقنا وسوهاج، حيث أعلن اللواء عصام الدين البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، أنه مستهدف خلال موسم توريد قصب السكر 2022 (يبدأ فى 28 ديسمبر حتى نهاية أبريل) توريد 8.1 مليون طن قصب لإنتاج 874.851 ألف طن سكر من خلال الـ 8 مصانع التابعة للشركة، حيث تصل كمية القصب المستهدف عصرها يوميا لنحو 70.7 ألف طن خلال 753 يوما.
ومن جانبه يقول اللواء عصام الدين البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، أنه تم البدء فى التوريد بمصنع قصب سكر أرمنت لتوريد 1.100 مليون طن قصب، والذى بدء فى التوريد وذلك لإنتاج 120.340 ألف طن سكر بمعدل عصر يومى 10.300 ألف طن.
وكانت قد دخلت زراعة قصب السكر مصر فى العهد الأموي، فى ولاية "قرة ابن شريك"، بعد ان استقدم العرب فسائل القصب من الهند، وزرعوها فى الصعيد، حيث انتشرت مصانع قصب السكر فى عهد محمد على باشا، وفى عهد حفيده الخديو إسماعيل، حيث قام ببناء 18 مصنعا فى الصعيد منهم مصنع الضبعية الذى اندثر.
وقد وصف المؤرخ على باشا مبارك مصنع الضبعية، وهى قرية كانت تتبع قنا قديماً، وصارت حالياً ضمن محافظة الأقصر، بالوصف التالى - نقلاً عن نصه بالخطط التوفيقية صفحة 27 من الجزء الثالث عشر- "فى الضبعية للدائرة السنية تفتيش أطيان عشرة آلاف فدان تزرع قصبا وتسقى بالوابورات وبها فاوريقة فرنساوية ذات عصارتين وآلات كاملة لعصره وعمل السكر منه، وينقل إليها القصب بسكك حديد زراعية معمولة هناك، وشغلها دائما ليلاً ونهاراً كباقى الفاوريقات بواسطة وابور نور، تتفرق أنواره على العنابر والآلات والمخازن وجميع الأماكن اللازمة للشغل"، وأضاف على مبارك، أن المصنع "ينتج فى اليوم من السكر الأبيض المكرر فوق ثمانمائة قنطار (800 قنطار) سكر حبا ومن السكر الأحمر فوق أربعمائة قنطار أقماعا، وينقل منها العسل نمرة (3) إلى ورشة الروم بفاوريقة المطاعنة، ليستخرج منه السبرتو، وقد عملت تجربة الفدان من هذا التفتيش فوجد متحصله من السكر بأنواعه اثنين وعشرين قنطاراً، ثم إن الفاوريقة يخرج منها فرع من السكة الحديد يوصل إلى البحر (النيل) لنقل الآلات التى تأتى عن طريق النيل.
القطارات الخاصة بموسم القصب داخل المصنع
القطارات تدخل المصنع يومياً بالقصب خلال الموسم
القطارات خلال تحميل القصب لمصنع سكر أرمنت
المزارعون خلال تعبئة قطارات القصب
بدء فتح أبواب المصنع بأرمنت لقطارات القصب
تجميل واجهة مصنع سكر ارمنت
تجهيز القطارات لموسم حصاد القصب
تجهيز قطارات الديكوفيل لبدء حصاد القصب
تحميل احد قطارات القصب بالقرية
تحميل عربات قطار القصب لتحويله لمصنع سكر أرمنت
تطوير مبنى مصنع سكر أرمنت
تطوير واجهة مصنع سكر أرمنت_1
جانب من التطوير لواجهة مصنع سكر ارمنت
جرارات القطارات جاهزة للموسم الجديد
جرارات قطارات القصب بمصنع أرمنت
دهان قطارات قصب مصنع سكر أرمنت
عمليات تجميل واجهة المصنع مع بدء الموسم
قطار القصب يسير فى طريقه قبل التحميل
قطار القصب ينطلق بعد فتح أبواب المصنع أمام المحصول
قطارات القصب بمصنع سكر أرمنت
قطارات القصب تتجهز للموسم الجديد بالاقصر
قطارات القصب تجول بين القرى لجمع المحصول
قطارات القصب تخرج يومياً من المصنع
قطارات القصب تصل لمصنع سكر أرمنت
قطارات القصب خلال توافدها علي مصنع سكر أرمنت
قطارات القصب داخل مصنع سكر أرمنت
لحظة خروج اول تخصيصة عربات قصب ديكوفيل
مصنع سكر أرمنت هنا تتحول أطنان القصب إلي أجولة من السكر
مصنع سكر أرمنت يبدأ موسم عصير القصب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة