تحت عنوان "خطر عودة الإرهاب فى تونس.. فزاعة أم واقع؟" توقعت دارسة حديثة صادرة عن مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" أن تقبل حركة النهضة – إخوان تونس- على القيام بأعمال عنف إزاء قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد والتى أبرزها تجميد مجلس البرلمان لحين إشعار آخر.
وأشارت الدراسة إلى أنه وفى الوقت الذى يرى فيه كثير من المتابعين أن قرارات 25 يوليو الماضى وضعت حداً لتغلغل تيار الإسلام السياسى الإخوانى ممثلاً فى حركة النهضة فى مفاصل أجهزة الدولة التونسية ومؤسساتها، فإن ذلك لا يمنع، بالرغم من كل شيء، من التساؤل عن خطر تسرب أو عودة ما يُسمى بـ "الإسلام الغاضب"، كما أطلق عليه راشد الغنوشى، زعيم النهضة، عند حديثه عن تورط بعض الشبان الإسلاميين من النهضة ومن التيار المرتبط بها فى العنف والإرهاب، إلى المشهد العام، فى ظل الأزمة الراهنة، وما يمكن أن تخلفه من ثغرات تسمح بتنفيذ هجمات إرهابية على غرار ما حدث فى مناسبات سابقة خاصة عام 2015 الذى شهد ما لا يقل عن 3 هجمات دموية، أبرزها الهجوم على متحف باردو، وعلى منتجع سياحى فى سوسة وسط البلاد، وعلى حافلة للأمن الرئاسى وسط العاصمة تونس، والتى خلفت عشرات القتلى والجرحى.
وقالت الدراسة إن الوضع الناجم عن قرارات 25 يوليو الماضى، يمكن أن يتحول إلى مدخل للحركات المتطرفة للعودة إلى تونس من جديد، وهو ما يُبرِر مثلاً، حسب بعض التقارير المحلية، محاولة تسلل القيادى الداعشى أبو زيد التونسى، قبل نجاح استخبارات الحرس الوطنى فى القبض عليه يوم 29 يوليو الماضى، وقالت هذه التقارير إن أبو زيد التونسى عاد إلى تونس من الخارج، مكلفاً بمهمة تجنيد عناصر جديدة لتنفيذ عمليات إرهابية فى تونس، ما يوحى بأن جهات عدة تسعى إلى استغلال الوضع الجديد لصالحها بما يلائم أهدافها وأجندتها بالاستناد إلى المعطيات على الأرض.
كما أشارت الدراسة إلى أن مصطلح "الإسلام الغاضب" الذى أطلقه راشد الغنوشى، زعيم النهضة، عند حديثه عن تورط بعض الشبان الإسلاميين من النهضة ومن التيار المرتبط بها فى العنف والإرهاب، بمثابة إشارة أو ضوء أخضر للعناصر الإرهابية لتنفيذ عملية عنف وشغب، فى ظل الأزمة التونسية الراهنة.
وأوضحت الدراسة أنه يمكن أن يُلاحظ أن عدداً كبيراً من قيادات الحركة الإسلامية فى تونس من النهضة إلى داعش، وصولاً إلى فروع السلفية الجهادية، من أبناء هذه المنطقة التى شكلت على مر تاريخ تونس، خاصة بعد الاستقلال، معقل المعارضة من جهة، وأقل المناطق حظاً فى التنمية والرفاه، وراشد الغنوشى وأقرب مساعديه من ولاية قابس المحاذية لولاية مدنين (جنوب شرق تونس)، وعلى العريض وشقيقه عامر، القياديان البارزان فى النهضة، من ولاية مدنين، مسقط رأس القيادى المتطرف الآخر فى النهضة عبدالمجيد النجار، رئيس فرع الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بتونس، وبالنظر إلى طبيعة العلاقات الاجتماعية فى هذه المناطق الجنوبية التى تتميز بالروابط العشائرية والقبلية التى تربط أبناءها، فإن من شأن ذلك تبرير بعض الانتشار لرموز الإسلام السياسى فيها بالولاءات العشائرية أو القبلية أيضاً، ما يعنى أنه انتماء قابل للتمدد عند الأزمات والمشاكل، إلى مدى خطير أحياناً، ممثلاً فى هذه الحالة فى اللجوء إلى الإرهاب والعنف.
واختتمت الدراسة قولها: "هذه المعطيات تؤكد أن خطر الإرهاب لم ينحسر تماماً فى تونس، وبعد التطورات الأخيرة لن يكون مفاجئاً، خاصة إذا انفجرت النهضة من الداخل، وتشكلت تيارات متشددة رسمياً من صلبها تدعو إلى العنف والخروج على الدولة، وحمل السلاح. وقد يؤدى ذلك إلى استقطاب عشرات التونسيين المشردين فى الخارج، والموزعين على تنظيمات فى خارج تونس فضلاً عن مناطق صراع أخرى، ليشكلوا خطراً حقيقياً على تونس، بسبب الخبرات الهائلة التى اكتسبوها على امتداد الأعوام الماضية، تنظيماً وتسليحاً وقتالاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة