بدون مفاجآت، جاءت نتائج الانتخابات التشريعية فى روسيا، حيث احتفظ الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" بالأغلبية فى مجلس الدوما وحصل على 324 مقعد، أقل بـ 19 مقعدا من انتخابات 2016، بينما حصل الحزب الشيوعى على 57 مقعدا والحزب الليبرالى الديمقراطى على 21 مقعد وحزبى روسيا فقط ومن أجل الحقيقة على 27 مقعدا، وحزب الشعب الجديد على 13 مقعدا، وهو حزب جديد لم يدخل المجلس من قبل، وذلك وفقا للنتائج النهائية التى تم الإعلان عنها الجمعة.
وتعتبر هذه الانتخابات أخر الاستحقاقات قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة عم 2024، والتى سيقرر فيها الرئيس فلاديمير بوتين ما إذا كان سيرغب فى البقاء فى منصب الرئيس لفترة جديدة بعد إجراء تعديلات دستورية العام الماضى تسمح له بالبقاء فى السلطة لسنوات قادمة. وحققت هذه الانتخابات بنتائجها المعلنة هدفا أساسيا لبوتين، وهو احتفاظ حزبه بالأغلبية الكبيرة فى مجلس الدوما بما يضمن تمرير سياساته دون أن تعرقلها أحزاب المعارضة.
وكعادته منذ توليه الحكم، لم يأبه الرئيس الروسى لانتقادات الولايات المتحدة وأوروبا بشأن نزاهة الانتخابات، ومحاولة التشكيك فيها، بل مضت السلطات الروسية فى حملة قوية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية التى كانت قد سمحت للمعارضة بتجربة إستراتيجية تسمى "التصويت الذكى" بهدف تقويض مرشحى الحزب الحاكم، لكن تلك الشركات تراجعت عن السماح بتطبيق التصويت الذكى فى ظل تهديدات بمزيد من الغرامات عليها فى روسيا.
ولذلك، اتهم المعارض الروسي المسجون أليكسى نافالنى، شركتي أبل وجوجل بـ"التواطؤ" مع الكرملين، وقال نافالني في رسالة عبر إنستجرام "إذا كنت قد فوجئت بأمر خلال الانتخابات، فهو ليس قيام بوتين بتزوير النتائج بل كيفية تواطؤ عمالقة التكنولوجيا معه بانصياع".
من جانبه، أشاد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بنتائج حزبه روسيا الموحدة، وخلال استقباله لقادة الأحزاب الممثلة فى البرلمان وصف أدائه بأنه انتصار مقنع، وقال إن الديمقراطية الروسية تترسخ. يأتى هذا على الرغم من أن نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب روسيا الموحدة تراجعت من 54.2% فى انتخابات 2016 إلى 49.8% فى انتخابات الأسبوع الماضى.
وخلال لقائه مع قادة "روسيا الموحدة"، أشار بوتين إلى أنها المرة الأولى التي يتمثل فيها خمسة أحزاب في الغرفة السفلى للبرلمان منذ العام 1999، معتبر ذلك مؤشرا على "نمو الديمقراطية في بلادنا". وقال الرئيس الروسى إن انتخابات الدوما أجريت علنا وفي إطار التزام صارم بالقانون.
وأشار بوتين إلى أن تشكيل الدوما حدده الشعب الروسي "الذي مارس حقه السيادي الدستوري". وقال إن حزب روسيا الموحدة أظهر قيادته خلال انتخابات مجلس الدوما. وهنأهم بوتين على هذا النجاح، مشيراً إلى أنه "نجاحهم تحقق من خلال منافسة شديدة مع خصوم أقوياء".
ووجهت بعض أحزاب المعارضة اتهامات بتزوير الانتخابات، وشارك عدد من قيادى الحزب الشيوعى فى مظاهرة كبيرة فى وسط العاصمة موسكو أمس، السبت، ضد ما قالوا أنه تزوير، لكن ليس من المتوقع أن تثير تلك الاحتجاجات المحدودة أى ردود فعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة