خيم الحزن على أهالى قرية الفرستق التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، بعد وفاة عصفورة الجنة الطفلة منار عبده النجار، البالغة من العمر 4 سنوات، على يد طبيب بيطرى يعمل ويُدير صيدلية زوجته بمدينة بسيون، بعدما أعطى المتهم الطفلة حقنتين كانت سببا فى وفاتها عقب سؤال والدة الطفلة له على خافض للحرارة، وتدهورت الحالة الصحية للطفلة وأصيبت بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف فى عضلة القلب وفشلت محاولات إسعافها فى العناية المركزة بمستشفى المنشاوى بطنطا ولفظت الطفلة أنفاسها الأخيرة.
وخرجت القرية بالمئات لتشييع جنازة الطفلة عقب وصول الجثمان فى الساعات الأولى من صباح اليوم بعد انتهاء الطب الشرعى من تشريح الجثة.
تفاصيل الواقعة بدأت عندما كانت والدة الأم متواجدة بمدينة بسيون لشراء بعض أغراض المنزل وشعرت بارتفاع درجة حرارة طفلتها، وتوجهت بها لصيدلية مشهورة بجوار الساحة الشعبية مدون عليها اسم الطبيب المتهم، رغم أنه طبيب بيطري، واشتكت له ارتفاع درجة حرارة طفلتها، فقام الطبيب بإحضار حقنتين وأعطاهم للطفلة دون إجراء اختبارات حساسية، وسرعان ما فقدت الطفلة وعيها ودخلت فى إعياء شديد، وتوقف عضلة القلب.
الأم اشتكت للطبيب ما حدث لنجلتها فأمرها المتهم بالخروج فورا من الصيدلية واستقلال توك توك والذهاب للمستشفى، وبسؤال أهليتها قرروا أن والدتها توجهت بالطفلة للصيدلية بعد ارتفاع درجة حرارتها، وأعطاها الطبيب المتواجد بالصيدلية ويعمل طبيبا بيطريا ويقف فى صيدلية زوجته، حقنتين تسببت فى فقدانها الوعى وتم تحويلها للمستشفى وتوفيت، واتهمت أهليتها الطبيب بالتسبب فى وفاتها، تحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بندب الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وحبس الطبيب 4 أيام على ذمة التحقيقات.
المتهم يدير صيدلية زوجته وصيدلية أخرى تحملان اسمه رغم عدم انتسابه للمهنة
كشف الدكتور هانى دنيا، نقيب صيادلة الغربية، تفاصيل مثيرة فى واقعة وفاة الطفلة منار عبده، حيث أكد أن مرتكب الواقعة يعمل طبيبا بيطريا، ويعمل فى الصيدلية ويديرها بدلا من زوجته الصيدلانية " ام.ا"، بالمخالفة للقانون، مؤكدا أن الواقعة لن تمر مرور الكرام، وأن المتهم تم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة.
وأشار إلى أن المتهم وضع اسمه على الصيدليتين وكتب عليها صيدلية الدكتور "خ. ن" رغم أنه غير منتسب للمهنة بأى صلة، مؤكدا أنه وجه بسرعة فتح تحقيق عاجل مع الصيدلانية صاحبة الصيدلية زوجة المتهم لسماحها لغير صيدلى بمزاولة المهنة بالمخالفة للقانون.
وأكد أن العقوبة التى تنتظر الصيدلانية وفقا للقانون إما الحبس سنة أو غرامة 200 جنيه، كاشفا أن النقابة تلقت مؤخرا عدة شكاوى بوجود إعلان للطبيب المتهم على صفحات التواصل الاجتماعى فيس بوك بعنوان صيدلية د "خ. ن" رغم أنه غير صيدلى والصيدلية ملك لزوجته، وتم تكليف لجنه من النقابة بفحص هذه الشكوى.
أسرة الطفلة: سكان الأرياف اعتادوا استشارة الصيادلة لتشخيص العلاج بدلا من الذهاب للأطباء
قال محمود على، عم الطفلة، أن الطفلة كانت مع والدتها ولاحظت الأم بأن جسم طفلتها دافئ وذهبت للطبيب فى الصيدلية والذى عرف فى تلك المنطقة بإعطاء علاج للمرضى، وأعطى لها حقنتين دخلت على إثرها فى حالة تشنج ثم أعطى لها حقنة ثالثة.
وأشار إلى أن الطبيب يشخص العلاج لجميع الحالات المرضية المترددة عليه، ويعطى وصفات طبية ووصفات تخسيس ونحافة ولديه أى صنف دواء غير موجود فى باقى الصيدليات، مضيفا أن أهالى القرى معتادون على الذهاب للصيدليات لاستشارة الصيدلى لتشخيص حالتهم المرضية، ووصف العلاج لهم.
وأضاف أن والدة الطفلة استغاثت بالمتهم لنجدة طفلتها، إلا أنه رفض وطلب منها الذهاب لمستشفى بسيون، ولم تتحسن صحتها بعد مرور 4 أيام وطلب الأطباء من الأهل الدعاء إلى أن توفيت.
وأشار، اكتشفنا أن المتهم الذى كان يتواجد فى الصيدلية طبيب بيطرى وليس صيدلى ويدير صيدلية زوجته، ويعمل فى مجال الصيدلة كتجارة لتحقيق أرباح بآلاف الجنيهات ويجرب الأدوية فى المرضى المترددين عليه، لافتًا إلى أن الأسرة حررت محضر وتم القبض على الطبيب البيطرى وأمرت النيابة بحبسة 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وكشف عم الطفلة أن المتهم تسبب فى وفاة شاب يبلغ من العمر 25عام بعدما أعطاه علاج خطأ، مطالبا بالقصاص من المتهم ومعاقبته على جريمته فى حق الطفلة وتسببه فى وفاتها.
ويضيف نصر مكرم أن الطبيب معتاد تشخيص وصرف الدواء للمرضى المترددين عليه، وعلمنا بأنه تسبب فى وفاة شاب بسبب دواء خطأ، مشيرا إلى أن الطفلة فور وصولها للمستشفى، قامت نقطة الشرطة بإخطار رئيس مباحث المركز، وتم القبض على الطبيب المتهم وإحالته للنيابة العامة وأمرت بحبسه 4أيام على ذمة التحقيق، وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة.
ويضيف جد الطفلة، أن الأسرة تعيش فى حزن تام بعد وفاة الطفلة "منار"، مشيرا إلى أن سكان القرى معتادين على الذهاب لهذا الطبيب وأى صيدلية، لشراء حقنة أو شريط دواء بـ 20جنيها، بدلا من الذهاب للطبيب والكشف بـ 500جنيه، مبينا أن والدة الطفلة شعرت بارتفاع درجة حرارتها، فدخلت بها لصيدلية المتهم، فشخص الحالة وأعطاها حقنتين تسببت فى إصابتها بتشنج وفقدان الوعي، فأعطاها حقنة ثالثة لإيقاف مفعول الحقنتين ولكن الطفلة دخلت فى حالة إعياء شديد وتشنجات شديدة، وعندما طلبت منه التدخل لإنقاذها، أمرها بالخروج من الصيدلية والذهاب للمستشفى ولم يكلف نفسه بالذهاب معها لإنقاذ الطفلة.
وأضاف أنه تم تحويل الطفلة لمستشفى المنشاوى بطنطا، وتم وضعها بالعناية المركزة، وأرسل المتهم وسطاء وعرض علينا شيك على بياض نقوم بكتابة المبلغ الذى نريده مقابل تغيير الأقوال فى المحضر، إلا أننا رفضنا ذلك، والمطالبة بالقصاص منه حتى يكون عبرة لغيرة لمن يحاول العبث بأرواح المواطنين.
وأكد أن المتهم يعمل فى الصيدلية منذ سنوات، ويعرفه أبناء مركز بسيون ويترددون عليه لشراء الأدوية، والصيدلية يوجد بها أى دواء غير موجود فى أى صيدلية أخرى.
أما محمد عبد المعطى النجار جد الطفلة، أضاف أن المتهم تسبب فى وفاة حفيدته بعدما أعطاها حقنتين أودت بحياتها بعدما ذهبت بها والدتها له بعد شعورها بارتفاع درجة حرارتها، مضيفا أن الأم نقلت الطفلة للمستشفى فى محاولة لإنقاذها وتم تحويلها لمستشفى المشناوى بطنطا، وفشلت محاولات الأطباء فى انقاذها، ولفظت أنفاسها.
وطالب بحق الطفلة من المتهم، وعدم السماح لأى شخص غير الصيدلى بالوقوف فى الصيدلية وإعطاء دواء للمواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة