كشف تقرير جديد أن "فيسبوك" تمتلك برنامجا سريا يسمح للمشاهير والسياسيين وذوي السلطة من تخطي قواعد الشبكة الاجتماعية الخاصة. ويقول التقرير إن "فيسبوك" أعفت ملايين المستخدمين البارزين من بعض أو كل قواعد المحتوى، بما يتعارض، على ما يبدو، مع التصريحات العامة للشبكة الاجتماعية بأن قواعدها تنطبق على الجميع وفقا لما نقلته RT.
وأنشأ عملاق وادي السيليكون، برنامجا يُعرف باسم Cross Check أو XCheck، والذي يحمي الشخصيات العامة من قواعد الشركة ضد التحرش والتحريض على العنف.
ويتضمن البرنامج السري ما يسمى بـ "القائمة البيضاء" للمشاهير الذين يتمتعون بالحصانة من الإنفاذ، وفقا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن وثائق داخلية.
ووقع تصميم البرنامج في البداية لحماية الشركة من الدعاية السيئة في حالة قيامها بالإشراف على المحتوى من بعض المستخدمين البارزين.
وبدلا من ذلك، يقول النقاد إنه قام بحماية هؤلاء المستخدمين أنفسهم من القواعد التي تنطبق على عامة الناس.
وتشمل قائمة المشاهير وكبار الشخصيات المحميين، نجم كرة القدم البرازيلي نيمار، حيث يشير التقرير إلى أن "فيسبوك" سمحت له بنشر صور عارية لامرأة اتهمته بالاغتصاب، وحذف التطبيق الصور بعد يوم كامل، ما أتاح لعشرات الملايين من متابعي نيمار برؤيتها.
وبينما تدعو إجراءات "فيسبوك" إلى حذف "الصور الحميمة غير الحسية" بالإضافة إلى حذف الحساب. سُمح لصور نيمار العارية للمرأة بالبقاء ليوم كامل ولم يتم إلغاء تنشيط حسابه.
كما تضم "القائمة البيضاء" الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وابنه دونالد ترامب الابن، والسناتور إليزابيث وارن. ومؤسس "فيسبوك" والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج نفسه.
وذكرت مراجعة داخلية لممارسات "فيسبوك" منذ عام 2019 ، استشهدت بها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الشركة "لم تكن تفعل في الواقع ما نقول إننا نفعله علنا .. على عكس بقية مجتمعنا، يمكن لهؤلاء الأشخاص انتهاك معاييرنا دون أي عواقب".
ويشير التقرير إلى أم نجوم السينما ومقدموا البرامج الحوارية والأكاديميون والشخصيات الشهيرة عبر الإنترنت وأي شخص لديه عدد كبير من المتابعين محمي بواسطة "XCheck" على كل من "فيسبوك" وشركتها الفرعية "إمستغرام". واعتبارا من العام الماضي، تمت تغطية 5.8 مليون مستخدم على "فيسبوك" بواسطة "XCheck".
وإذا كان يُعتقد أن أحد كبار الشخصيات انتهك القواعد، فلن تتم إزالة منشوراته على الفور ولكن بدلا من ذلك يتم إرسالها إلى نظام منفصل يعمل به موظفون مدربون بشكل أفضل ويقومون بعد ذلك بمراجعة المحتوى مرة أخرى.
وواجهت شركة "فيسبوك" انتقادات من كل من الديمقراطيين والجمهوريين بشأن المحتوى الذي تتركه أو تحذفه. ومن المحتمل أن تثير الوثائق مخاوف مرة أخرى حول ما إذا كانت الشبكة الاجتماعية تطبق قواعدها بشكل عادل. وشكلت الشركة مجلس إشراف على المحتوى لمراجعة بعض أصعب قراراتها.
وفي العام الماضي، سمح برنامج XCheck بمشاهدة المنشورات التي انتهكت إرشادات فيسبوك 16.4 مليار مرة على الأقل قبل إزالتها أخيرا، وفقا لوثيقة حصلت عليها الصحيفة.
وقال المتحدث باسم "فيسبوك"، آندي ستون، إن الشركة بصدد التخلص التدريجي من سياسات "القائمة البيضاء" من حيث صلتها بـ "XCheck".
وأوضح أن النظام "صمّم لإنشاء خطوة إضافية حتى نتمكن من تطبيق السياسات بدقة على المحتوى الذي قد يتطلب مزيدا من الفهم".
وقال مجلس الرقابة في "فيسبوك" في تغريدة أنه أوصى بأن تكون الشركة "أكثر شفافية بشكل عام، بما في ذلك إدارة حسابات الشخصيات البارزة، مع ضمان معاملة سياساتها لجميع المستخدمين بإنصاف".
ودعا بعض منتقدي فيسبوك الأكثر صراحة إلى مزيد من الرقابة على الشبكة الاجتماعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة