رغم صغر عمره، وبراءة ملامح وجهه، فإنه كان بمثابة الرجل، الذي أكد رجولته بالعمل للمساعدة في توفير نفقات أسرته في أطفيح، خاصة بعد أن أصيب والده في حادث تصادم، بعجز منعه عن الحركة.
كان "محمود" صاحب الـ11 عاما يخرج يوميا للتجول بالتوك توك الذي يستأجره، يبحث عن الركاب بشوارع قريته كفر قنديل في أطفيح، جنوب محافظة الجيزة، ساعيا للقمة عيشه، يأمل في تجميع عدة جنيهات تتبقى له، بعد سداد قيمة إيجار التوك توك، يعود بها لوالده.
غادر "محمود" منزله بالتوك توك كالمعتاد، وخلال بحثه عن الركاب، طلب منه 3 أشخاص توصيلهم للمنطقة الجبلية المجاورة للقرية، وعرضوا عليه مبلغا ماليا يفوق ما يتقاضاه، فرح "محمود" بالمبلغ الذي لم يتوقع الحصول عليه، ووافق على توصيلهم، رغم أنه لا يغادر القرية إلا مضطرا، وكانت تلك الرحلة بمثابة التوصيلة الأخيرة التي سيجريها، قبل أن يتم الغدر به، وإنهاء حياته على يد الأشخاص الثلاثة.
اختفى محمود ما يقرب من 6 ساعات، بحث عنه أفراد أسرته دون جدوى، سألوا عنه زملاءه وأصدقاءه لكن المجهول كان يواجههم، حتى شاءت الصدفة أن يتوجه أهالي القرية لدفن أحد المتوفيين بالمقابر في المنطقة الجبلية، ويكتشف أحد المشيعين للجنازة جثة الطفل ملقاة داخل مقبرة مفتوحة.
وصل الخبر إلى أسرة الطفل، فأسرع أفرادها إلى المقابر، وعثروا عليه مفارقا الحياة، ملفوفا حول رقبته حبل تعرض للخنق به، واختفاء التوك توك الذي يقوده، وتأكدوا من مقتله بدافع السرقة، فسادت حالة من الحزن عمت أنحاء القرية، وبدأ الأهالي في التوافد على المقابر التي تم العثور داخلها على جثة الطفل.
عقب إبلاغ مركز شرطة أطفيح بالجريمة، انتقل رجال المباحث إلى مكان الحادث، وتم فرض كردون أمني، وبدأ رجال المباحث في مناظرة الجثة ومعاينة المكان، ليبدأ فريق البحث الجنائي مهمته في التوصل لهوية الجناة.
محمد قنديل عم المجني عليه، تحدث لـ" اليوم السابع"، فقال إن "محمود" كان يساعد شقيقيه في توفير نفقات الأسرة، بعد أن أصيب والده في حادث منذ ما يقرب من 4 سنوات، وتسببت الإصابة في منعه من الحركة، حيث كان يستأجر توك توك يوميا بمبلغ 70 جنيها، ويعمل عليه بشوارع القرية.
أضاف أن ابن شقيقه رغم صغر سنه، كان يتصرف كالرجال، يتحمل مسئوليته كفرد في أسرة يعاني ربها من إصابة مزمنة، حتى وقع ضحية لعصابة هدفها السرقة، وحصد الأرواح، وقبل اختفاء "محمود" كان بصحبة صديق له، كشف كيفية استدراجه، حيث ذكر لهم أنه خلال تناوله وجبة كشري بصحبة "محمود"، حضر 3 أشخاص، طلبوا منه توصيلهم للمنطقة الجبلية المجاورة للقرية، وعرضوا عليه دفع مبلغ 200 جنيه مقابل توصيلهم، فوافق على الفور، وتوجه بصحبتهم للمنطقة الجبلية، ليختفي بعدها.
وقال أن النيابة العامة ناظرت جثة الطفل، وجاري إنهاء الإجراءات الخاصة بتشريح الجثة تمهيدا للحصول على تصريح بدفنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة