احتضنت العاصمة العراقية بغداد "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" بمشاركة كل من مصر والأردن وتركيا وإيران والسعودية والكويت وقطر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن القمة التي تعقد في بغداد اليوم تجسد رؤية العراق في إقامة أفضل العلاقات، وهي "حدث مهم ليس للعراق فقط، بل للمنطقة كلها".
للقاء الرئيس السيسي ونظيره العراقي
ومنذ صباح اليوم السبت، بدأت الوفود المشاركة في المؤتمر بالوصول العاصمة العراقية بغداد، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلا من نظيره العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع العراق الشقيق، والحرص على تعزيز دوره القومي العربي، وكذلك تقديم الدعم الكامل للشعب العراقي في كافة المجالات، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الشقيقة، دعماً لعلاقات التعاون المتبادلة ولمسيرة العمل العربي المشترك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس العراقي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى بغداد، مؤكداً تقديره العميق للرئيس السيسي على المستوى الشخصي، وحرص العراق على استمرار التنسيق والتشاور المكثف مع مصر على جميع المستويات، في ظل ما يجمع البلدين من علاقات وروابط قوية، وفي ضوء أهمية ومحورية الدور المصري بالمنطقة والداعم للعراق، بما يسهم في مواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية.
ماكرون والكاظمي
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض مجمل العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، إضافةً إلى مناقشة الموقف التنفيذي للمشروعات المتفق عليها في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن.
من جانبه أكد اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اليوم السبت، أن انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بحضور زعماء دول الجوار والدول الصديقة ومسؤولين كبار يعد رسالة اطمئنان للجميع.
وقال اللواء رسول في حديث لتلفزيون السومرية العراقي، إن "العراق حقق استقرارا أمنيا وهو بصدد تحقيق استقرار سياسي واقتصادي على إثر عقد مؤتمر بغداد"، مبينا أنه وبعد عقد القمة سيشهد العراق توافدا للعديد من الدول وجلب الاستثمارات".
ولفت رسول إلى أن "مشاركة زعماء دول الجوار وعدد من دول المنطقة سيترك أثرا كبيرا وسيوصل رسالة مهمة إلى العالم بأن الوضع في العراق مستقر.
وفد الإمارات
كما أكد رئيس الجمهورية برهم صالح والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، أهمية مؤتمر بغداد في إطار التعاون المشترك.
وقال صالح في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببغداد: "ناقشنا مع ماكرون التعاون بين البلدين وتعزيز العلاقات"، مبيناً أن "فرنسا شريك تجاري واقتصادي ومساهم في عمليات إعادة الإعمار".
وأضاف أن "اجتماع القادة في بغداد هو للتأكيد على دعم العراق"، مشيراً الى أن "هناك الكثير من سياقات التعاون بين العراق وفرنسا".
وتابع أن "العراق كان لسنوات عنواناً للتنازع والصراع، واليوم يعقد مؤتمر بغداد لتأكيد ضرورة تجاوز الأزمات ودعم العراق واستقراره"، لافتاً الى أن "هناك تحديات جسيمة تواجه المنطقة تستدعي تجاوزها".
ملك الأردن والكاظمي
فيما أكد ماكرون أن "فرنسا مستمرة بالوقوف مع العراق في مواجهة التحديات"، مشيراً الى أن "دعم فرنسا للعراق في مكافحة الإرهاب لن يتوقف".
وتابع أن "التعاون الاقتصادي مع العراق أساسي"، موضحاً أن "فرنسا ستعزز التعاون الثنائي مع العراق وندعم تنظيم الانتخابات المقبلة".
وأشار إلى أن "انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة مرحلة مهمة جداً"، لافتاً الى أن "مؤتمر بغداد سيضع إطار التعاون المشترك في المعركة ضد الإرهاب
ووصل الوفد الأردني برئاسة الملك عبد الله الثاني، الى العاصمة بغداد للمشاركة في قمة بغداد للتعاون والشراكة، واستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في مطار بغداد الدولي.
كما استقبل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الوفد التركي المشارك في مؤتمر بغداد، برئاسة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بالإضافة إلى وزير الخارجية السعودي ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
استقبال الوفد القطري
ومن المتوقع أن يبحث المؤتمر مجموعة من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ووفي وقت سابق من اليوم، وصل رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح خالد الأحمد الصباح، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف إلى العاصمة العراقية للمشاركة في قمة بغداد.
ويسعى العراق عبر المؤتمر إلى التأكيد على إعادة دوره السياسي في المنطقة، وتشير مصادر إلى أن المجتمعين سيؤكدون على دعم الحكومة العراقية ومكافحة الإرهاب.
ويرجّح أن تتمحور المحادثات حول التطورات المتسارعة في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، وبروز تنظيم داعش الذي تبنى الخميس اعتداء على مطار كابل، ما يعزّز المخاوف من تصاعد نفوذه مجددا، بعد أن تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة