أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالتوجه الذى تتخذه دولة العراق، والقائم على بناء علاقة جديدة مع الإقليم على أساس من المنفعة المتبادلة والاحترام والتعاون، موضحا أنه توجه محمود انعكس إيجابياً على مجمل العلاقات في الإقليم، وأسهم في طرق أبواب للحوار بين الأطراف، وفتح مجالات للتعاون الاقتصادي بينهم.
وأضاف أبو الغيط، أمام مؤتمر بغداد الإقليمى لدعم العراق، والذى ينعقد اليوم الأحد، أن الاجتماع يمثل خطوة على الطريق من أجل "عراق لا يكون ساحة للصراع بقدر ما يمثل جسراً للتواصل.. عراق لا يغدو حلبة للتناطح وإنما فضاء للتصالح."
وأعرب الأمين العام عن قناعته بأن دول هذا الإقليم، بما لها من رصيد حضاري وخبرات تاريخية ممتدة، ووشائج وطيدة بين شعوبها، بإمكانها إدارة علاقات مُثمرة بمنطق المنفعة للجميع وليس المعادلة الصفرية، إن تحقيق دولة ما لأمنها ومصالحها لا ينبغي أن يكون على حساب الآخرين، فالاضطراب والتوتر يخصم من الجميع، ولا يضيف لأي طرف.
واستطرد "إن أحداً لا يتوقع أن تتفق كافة الدول في هذا الإقليم على كل شيء وفي كل شيء، فلكل دولة مصالح، ومنطلقات لتحقيق هذه المصالح، غير أن المطلوب والمرغوب هو الاتفاق على الأسس والمبادئ، فالأسس السليمة هي التي تصنع جيرة جيدة، والعلاقات بين الدول إن لم تتأسس على مفاهيم مشتركة أساسية، تصير عرضة لسوء الفهم وسوء التقدير، وصولاً إلى الخلاف والنزاع."
وعن موقف الدول العربية، قال أبو الغيط إن المواقف التى تتبناها الدول العربية تقوم على أسس ثلاثة، أولها احترام السيادة والامتناع، قولاً وفعلاً، شعاراً وممارسةً، عن التدخل في الشئون الداخلية للدول، باعتبار ذلك واحداً من المبادئ المؤسسة للعلاقات الدولية الحديثة.
وأما الأساس الثانى، بحسب الأمين العام للجامعة العربية، فهو مركزية الدولة الوطنية في العلاقات الإقليمية، فالدول، العربية وغير العربية، في الشرق الأوسط تضم داخلها مكوناتٍ سكانية مختلفة، في الدين والمذهب والعرق، وطالما كان هذا التنوع الخلّاق مصدراً لثراء هذه المنطقة، غير أن هذا التنوع ذاته قد يتحول، وكما دلت التجربة، إلى مصدر للفتن وإثارة النعرات وتمزيق النسيج الوطني الجامع.
وهنا دعا أبو الغيط إلى محو كلمة الطائفية من قاموس هذا الإقليم، وأن يبقى الدين لله وحده، بينما العلاقات السياسية تديرها دولٌ وطنية، تتمتع بالسيادة الكاملة، وتتعامل مع بعضها البعض على أساس من الاحترام المتبادل والتعاون وحسن الجوار.
والأساس الثالث، يقول عنه أبو الغيط إنه مكافحة الإرهاب، بحيث لا تقتصر على الجماعات التي تُمارس الإرهاب، وإنما أيضاً عمن يقدمون الغطاء السياسي والتبرير الأخلاقي لمن يمارسون هذا الإرهاب.
واختتم الأمين العام كلمته بأن هذا الإقليم يواجه تحدياتٍ مشتركة، ويُمكن أن تُحقق دوله الكثير إن توافقت على هذه الأسس التي تُشكل -في واقع الأمر أساساً للعلاقات المستقرة بين الدول في أي منظومة إقليمية في أي مكان في العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة