بين الرفض والترحيب، انقسم العالم حيال أزمة اللاجئين الأفغان الذين يحاولون الهروب من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها، وتدفق آلاف الأفغان الفارين إلى المطارات، حتى وصل الحال بهم إلى السقوط من السماء بعد تحليق الطائرات، ويتسبب ذلك فى أزمة عميقة بالنسبة للعالم وخاصة أوروبا التى تعانى فى الأساس من الهجرة غير الشرعية.
الولايات المتحدة الأمريكية
تدرس إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن دعوة شركات الطيران التجارية الأمريكية لتوفير طائرات وأطقم، للمساعدة فى نقل اللاجئين الأفغان بمجرد إجلائهم من بلادهم بطائرات عسكرية، وقالت قيادة النقل الأمريكية، فى بيان، إن وزارة الدفاع الأمريكية لم توافق أو تأمر بأى تفعيل لدور شركات الطيران التجارية على النحو المسموح به بموجب برنامج "الأسطول الجوى المدنى الاحتياطي"، والذى يضيف دعماً لقدرة الطائرات العسكرية خلال الأزمات التى تتعلق بالدفاع الوطنى.
ومع ذلك، قالت قيادة النقل إنها أصدرت أمراً تحذيرياً لشركات الطيران الأمريكية، بشأن التنشيط المحتمل للبرنامج.
وإذا تم طلب ذلك بموجب البرنامج التطوعى، فإن شركات الطيران التجارية ستنقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مناطق خارج أفغانستان إلى دولة أخرى أو من مطار دالاس الدولى فى فيرجينيا إلى قواعد عسكرية أمريكية.
وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن الرئيس الأمريكى جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اتفقا على استخدام قاعدتين عسكريتين جنوبى إسبانيا لاستقبال الأفغان الذين عملوا لصالح الحكومة الأمريكية.
وخلال مكالمة هاتفية استغرقت 25 دقيقة اتفق بايدن وسانشيز على أنه من الممكن استخدام قاعدة "مورون دى لا فرونتيرا" بالقرب من إشبيلية، وقاعدة "روتا" بالقرب من كاديز لاستقبال لاجئين من أفغانستان لحين ترتيب سفرهم إلى دول أخرى.
وكتب سانشيز فى تغريدة على تويتر: "لقد انتهيت للتو من محادثة هامة مع الرئيس جو بايدن ناقشنا خلالها العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الموقف فى أفغانستان والتعاون بين حكوماتنا فى إجلاء المواطنين من هذا البلد".
ووصلت طائرة تحمل 110 لاجئين أفغان وأسرهم إلى مركز تابع للاتحاد الأوروبى ومقره إسبانيا فى قاعدة عسكرية خارج مدريد ليلة السبت. ومن بين هذا العدد 36 شخصا عملوا مع الإدارة الأمريكية فى أفغانستان.
يتم استخدام القاعدة لاستضافة اللاجئين الأفغان الذين عملوا مع الاتحاد الأوروبى وعائلاتهم الذين سينتقلون بعد ذلك إلى دول الاتحاد الأوروبى الأخرى.
الاتحاد الأوروبى
حثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أمس السبت، كل الدول، وفى مقدمها الدول الأوروبية، على استقبال قسم من اللاجئين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول، مؤكدةً أن الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، والتى ستقوم بذلك، "ستتلقى دعماً مالياً" من أوروبا، وفقا لصحيفة "لابانجودريا" الإسبانية.
ودعت فون دير لايين، فى ختام زيارة لإسبانيا لتفقد مركز استقبال للموظفين الأفغان لدى الاتحاد الأوروبى فى كابول، "كل الدول التى شاركت فى مُهمات فى أفغانستان، الدول الأوروبية وغيرها، إلى منح حصص استقبال كافية لنتمكن معاً من مساعدة هؤلاء الذين يحتاجون إلى حماية".
النمسا
وفى الوقت الذى طالبت به المفوضية الأوروبية بتقسيم اللاجئين، أعربت النمسا عن رفضها استقبال المزيد من اللاجئين الأفغان، وأكد المستشار النمساوى المحافظ، سيباستيان كورتس، أنه "يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان" بعد أن استولت حركة "طالبان" على السلطة هناك، وفقا لصحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وشدد كورتس على أنه "لا بد من بقاء الفارين من أفغانستان فى المنطقة"، لافتا إلى أن "تركمانستان وأوزبكستان المجاورتين لم تستقبلا سوى 14 و13 لاجئا أفغانيا بالترتيب، وهو ما يتطابق مع بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
يجدر الذكر أن بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020 تشير إلى وجود أكثر من 40 ألف لاجئ أفغانى فى النمسا، وهذا يعد ثانى أكبر عدد منهم فى أوروبا، بعد ألمانيا التى يوجد بها 148 ألف لاجئ أفغانى، فيما يقل عدد سكان النمسا عن ألمانيا 9 مرات، كما أن النمسا أيضا دولة محايدة وليست عضوا فى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، ولم ترسل النمسا سوى عدد صغير جدا من جنودها إلى أفغانستان.
ألمانيا
أظهرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عدم ترحيبها باستقبال اللاجئين الأفغان، وترى أن الأفضل استقبال الأفغان فى الدول المجاورة لأفغانستان.
ودعت المجتمع الدولى لزيادة المساعدات لهذه الدول لمنع الفارين من السفر لأوروبا، وفق ما نقله موقع إذاعة "دويتش فيله" عن مشاركين فى اجتماع لهيئة رئاسة حزبها المسيحى الديمقراطى.
فرنسا
كما أطلق الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، مبادرة لمنع "موجات هجرة واسعة تغذى التهريب على أنواعه" من أفغانستان، ومساعدة دول الجوار على استقبال اللاجئين.
وشدد ماكرون على أن أوروبا لا تستطيع وحدها تحمل عواقب الوضع فى أفغانستان، وعليها أن تحمى نفسها من تدفقات الهجرة.
بريطانيا
قالت بريطانيا أنها تستضيف 5000 لاجئ أفغانى وتعيد توطين مجموعة من 20 ألف فى السنوات المقبلة.
اليونان
أما اليونان فإنها قامت بإنشاء جدار طويل على حدودها لمنع تدفق طالبى اللجوء، وقام وزراء فى الحكومة اليونانية بجولة فى منطقة السياج، وقالوا إن الإطاحة بالحكومة الأفغانية أعطت مزيدًا من الإلحاح لجهودهم للحد من تدفق المهاجرين عبر حدودها.
وقال وزير الهجرة نوتيس ميتاراتشى إن اليونان لن تقبل أن تكون "بوابة للتدفقات غير النظامية إلى الاتحاد الأوروبى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة