رمال شاطئ العريش تحتضن أمسيات إحياء التراث السيناوى.. باحثون وشعراء يعيدون استحضار فنون شعبية اندثرت.. نشاط جديد من نوعه يجذب المصطافين من جميع الفئات.. وأهم فقرات العرض "مبارزات شعرية وفن السامر السيناوى"..صور

الإثنين، 16 أغسطس 2021 03:30 م
رمال شاطئ العريش تحتضن أمسيات إحياء التراث السيناوى.. باحثون وشعراء يعيدون استحضار فنون شعبية اندثرت.. نشاط جديد من نوعه يجذب المصطافين من جميع الفئات.. وأهم فقرات العرض "مبارزات شعرية وفن السامر السيناوى"..صور
شمال سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتضنت رمال شاطئ العريش على ساحل سيناء الشمالى، أمسيات لإحياء التراث الشعبى لأهل سيناء، فى ظاهرة هى الأولى من نوعها بجهود متطوعين، جذبت إليها أعداد من المصطافين، يقضون ليلهم مستمتعين بأجواء البحر، وهم يشاهدون لوحة تراثية من الماضى، مفرداتها شعراء، يؤدون مبارزات شعرية وفقرات فن السامر البدوى السيناوى مصحوبة بنقاشات منوعة .

وساعد فى جذب أنظار الباحثين والشعراء والمهتمين بالتراث، لعقد هذه الأمسيات على شاطئ البحر، اتجاه الشباب على الشاطئ من أصحاب المشروعات الخدمية تنظيم جلسات على الرمال ليلا، على غرار المجالس والدواوين، وتوفير خدمات إضاءة ملحقة بها، سهلت عليهم مهمة تقديم استعراضاتهم الشفاهية والحركية.

وقال " مسعد ابوبدر " الباحث فى التراث وصاحب مبادرة عقد الأمسيات التراثية على الشاطئ، لـ"اليوم السابع"، إنه تم الانتهاء من تنظيم أمسيتين، وجارى الترتيب لأمسيات لاحقة، بهدف أن يكون للتراث حضور يتألق مع فصل الصيف وجمال طبيعة العريش على الشاطئ ليلا، ويكون نشاط ترفيهى وثقافى يلتقى فيه من يبحثون عن الثقافة والمعرفة خصوصا الشباب، لافتا إلى أن الجديد فى هذا الأمر انه لأول مرة يتم إحياء تراث من فنون تكاد أن تكون اندثرت، وهذا كان مبعث سعادة للشباب وهم يشاهدونه لأول مرة كما كان يقوم به أجدادهم.

وأضاف، أن الأمسيات تضمنت ندون نقاشية، ضمت باحثين ومهتمين بالشأن الثقافى والتراثى، ورموز مجتمعية حول ثقافة البادية فى عصر وسائٔل التواصل الاجتماعى الإيجابيات والسلبيات، وأمسية شعرية، ووصلات غنايئة وفقرتان للسامر البدوى لفن " الرزيع والرويحاني".

وأوضح الباحث أبو بدر، أن الهدف من الأمسيات إحياء ثقافة تراث أهل سيناء بفنونها المختلفة ثم نشرها، وإطلاع الناس عليها، فضلا عن توعية الشباب وتشجيعه على الحفاظ على الموروث، وكان اختيار الشاطئ، وهو مكان عام يجمع أكبر عدد من المصطافين لجذب المتلقين وإيصال الرسالة.

وقال إنه شارك فى الأمسيات وإحياها كبار الشعراء فى سيناء، وتم خلالها تقديم ثلاث انواع من الفنون الممزوجة بالشعر، وهى قصائد شعرية يلقيها الشعراء إلقاء مؤثرا، واستحضار لأول مرة فن "الرزيع"، وهو فن شعرى غناتى اندثر أو كاد يندثر، ويقوم على حوار شعرى متبادل بين شاعرين، وله لحن خاص فى الأداء ووزن شعرى محدد هو :مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل مثل "يا مرحبا باللى سعى يحيى تراث جدود .. خيّر ووافى وكريم الساس والمجهود".

وتابع أنه فى هذه الأمسيات تم تقديم فن "الرويحاني"، وخلاله يقوم شاعرين بإلقاء أبياتهم بلحن غنائى، بأن يرد أحدهما على الآخر بأبيات شعرية حيث يلتزم الشاعر الثانى نفس قافية الشاعر الأول.

أما الإيقاع الشعرى فهو ثابت على وزن: فاعل فاعل فاعل، وخلاله يقول الشعر الأول "اعطونا الخمس من ايداكو ..والخمس اعبار الدحية، فيرد الشاعر الثانى "اعطونا الخمس من ايداكو والمفلح يذكر نبيه.

وقال إنه فى هذا الفن يكون أمام الشاعرى صف من "ضاربى الخمس"، أى من يصفقون بكف اليد على كف اليد الأخرى، بطريقة منتظمة ويفصلون بين ردود الشاعرين بعبارة شهيرة هى "الرويحانى قول انريداه".

وقال منسق الأمسيات التراثية على شاطئ العريش الباحث مسعد ابوبدر " قدمنا هذا الفن كما هو فى موروثنا الأصلى لأهل سيناء "، مضيفا أن هذه ميزة جديدة حيث أنه الآن، بعض المؤدين أضافوا إليه موسيقى صاخبة غيرت ملامحه التراثية .

وبدوره أكد "الشاعر منصور القديرى"، أنه وزملائه الشعراء يسعدون دائما بهذا الحضور فى اى مكان، وكان بالنسبة لهم مفاجئة، أن يتم تنظيم أمسية شعرية تراثية متكاملة على شاطئ العريش وفى أجواء تراثية صرفة، وأن يكون أمامهم جمهورهم .

وتابع أنه يتمنى تكثيف هذه الأمسيات، فهى تضيف ميزة لشاطئ العريش لا توجد فى مكان أخر، وتجذب نشاط ترفيهى للمترددين على المصيف ليلا من كل الأجيال .

وبدوره قال "الشاعر عطالله الجداوى"، أن الجميل فى هذا المشهد التراثى الصيفى هو تميز مكان شاطئ العريش وتجهيزه، كما أنه كان فرصة لالتقاء أجيال من كل الأعمار.

وقال "عطا ابوكرفاش"، صاحب أحد المشروعات الخدمية على الشاطئ، انها كانت لفتة جميلة من الباحثين والشعراء فى سيناء اتجاههم للشاطئ ليكون مكان لنشاط جديد من نوعه وإحياء للموروث، ويجمع كل أهل الثقافة والفن والمحبين لهذه الفنون .

وأضاف أنهم على الشاطئ يوفرون خدمات جلسات الدواوين على الأرض حيث يحضر المصطاف ويجلس فى أجواء مفتوحة بنظام المجالس البدوية، وكان هذا دافعا للشباب المبادرين فى الحفاظ على التراث وإحيائه، ان يكون الشاطئ مكان مناسب للتنافس فيما بينهم فى اظهار المواهب وتجديد الموروث الشعبى، لافتا ان ذلك جذب إليهم كثير من المترددين على الشاطئ ليلا من أسر تقيم بالشاليهات لقضاء اجازة الصيف، واخرين يقضون الساعات الأولى من الليل على الشاطئ والكورنيش هربا من حرارة الأجواء .

يذكر ان شاطئ العريش بشمال سيناء يعد من اهم اماكن الخروج والترفيه لأهل مدينة العريش، وكافة مدن المحافظة وزائريها، ويجذب إليه الشاطئ يوميا مئات الأسر، فيما تسجل حركة الإشغالات للشاليهات على الشاطئ نسبة حجوزات شبه كاملة طوال فترة الصيف .

الامسيات-ليلا-على-الشاط
الامسيات-ليلا-على-الشاط

 

جانب-من-جمهور-الحضور
جانب-من-جمهور-الحضور

 

شباب-يلقون-الاشعار-والفنون
شباب-يلقون-الاشعار-والفنون

 

على-الشاطئ-ليل
على-الشاطئ-ليل

 

على-الشاطئ-ليلا
على-الشاطئ-ليلا

 

مسعد-ابوبدر-منسق-الامسيات
مسعد-ابوبدر-منسق-الامسيات

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة