فى الوقت الذى لم تتعافى فيه هايتي بعد من أزمة اغتيال رئيسها، والفوضى السياسية التي لحقت بها، يأتى زلزال مدمر جديد ليزيد من أوجاع الجزيرة الصغيرة الواقعة على البحر الكاريبى، ويودى بحياة أكثر من 300 شخص على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 1800 آخرين إلى جانب انهيار مئات المنازل.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الامريكية إن الزلزال المدمر الذى بلغت قوته 7.2 ريختر قد زاد من البؤس فى هايتي، وأدى إلى مقتل 304 شخص على الأقل. وسارع سكان الجزيرة إلى الشوارع بحثا عن الأمان والمساعدة فى إنقاذ العالقين تحت حطام المنازل والفنادق والمبانى المنهارة.
تجمع أمام أحد الفنادق المنهارة
وضرب زلزال السبت الجزء الجنوبى الغربى من النصف الأكثر فقرا للبلد، مما قضى على بعد البلدات وأدى إلى انهيارات طينية أعاقت الكثير من جهود الإنقاذ فى اثنين من المجتمعات الأكثر تضررا. وتضاف هذه الكارثة إلى محنة الهايتيين الذين يصارعون بالفعل وباء كورونا واغتيال رئيسهم الشهر الماضى والفقر الذى يزداد شدة.
وكان مركز الزلزال على بعد 125 كيلومتر غرب العاصمة بورت أوبرنس، بحسب هيئة المسح الجيولوجى الأمريكى. ويمكن أن يزداد الدمار الواسع سوءا خلال الأيام المقبلة، لاسيما بعد وقوع زلزال أخر، وتوقعات بوصول عاصفة استوائية إلى هايتي خلال الساعات المقبلة.
احد المبانى المنهارة جراء الزلزال
وشعر سكان هايتي بتوابع الزلزال على مدار اليوم وفى الليل، وأصبح الكثير من الناس الآن مشردين أو مرعوبين من احتمال انهيار منازلهم المتصدعة عليهم لذلك ظلوا فى الشوارع للنوم.
وفى مدينة لي كاييس الساحلية التي تضررت بشدة، أعرب البعض عن امتنناهم لبقائهم على قيد الحياة. وقالت مارى كلير جين بيير، التي انهار منزلها بعد لحظة من مغادرتها ونجلها المنزل بعدما شعروا بالأرض تهتز بقوة من تحتهم أنهم أحياء لأن الرب يحبهم.
دمار شامل فى بعض المناطق
وقال رئيس الوزراء أريال هنرى إنه سارع لتقديم المساعدات إلى المناطق التي تدمرت فيها البلدات وتواجه فيها المستفشيات ازدحاما بالمرضى القادمين. وقام سيناتور سابق بتخصيص طائرة خاصة لنقل مزيد من الجرحى من لي كاييس إلى بورت أور برانس للحصول على المساعدة الطبية.
وأعلن هنرى حالة الطوارئ لمدة شهر فى البلاد كلها، وقال إنه لن يطلب المساعدة الدولية حتى يعرف حجم الدمار.
وأوضح رئيس الوزراء أن الشىء الأكثر أهمية هو استعادة أكبر عدد من الناس من تحت الأنقاض ، مضيفا أنه علم أن المستشفيات المحلية لا سيما فى ليس كايس قد ازدحمت بالمصابين.
سيدة تبكى بعد استخراج جثة ابنتها
وفى جزيرة إيل أفاش الواقعة على بعد 10 كيلومتر من لي كاييس، دمر الزلزال منتجع ساحلى يتردد عليه المسئولون الهايتيون وقادة الأعمال الدبلوماسيون. وقال فيرناند ساجوس، مالك المنتجع أن تسعة من غرف الفندق الثلاثين قد انهارت لكنها كانت شاغرة فى هذا الوقت ولم يصب أحد.
وسارع الناس فى لي كاييس لسحب كل الضيوف من تحت حطام الفندق المنهار،، لكن مع شورق الشمس، استطاعوا فقط إخراج جثة فتاة عمرها سبع سنوات كان منزلها خلف الفندق.
محاولات انقاذ من تحت الحطام
وتأتى التقارير عن ازدحام المستشفيات فى الوقت الذى تعانى فيه هايتي من الوباء وغياب الموارد لتعامل معه. وفى الشهر الماضى حصلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة على أول دفعة من جرعات لقاح كورونا التي تبرعت بهعا الولايات المتحدة عبر مبادرة كوفاكس.
دمار منزل الاسقف الكاثوليكى
وجاء الزلزال بعد شهر من اغتيال الرئيس جوفنيل مويس فى قصره، مما أدجخل البلاد فى حالة من الفوضى السياسية. ونشرت أرملته التي تعرضت لإصابة خطيرة فى عههخذا الحادث صورة على تويتر بعد الزلزال تدعو الاهيتيين للوحدة وقالت: دعونا نضع أكتافنا معها لجلب التضامن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة