عندما تشتد حرارة الصيف يلجأ الناس للكثير من الأساليب لتخفيف وطأة الحر عنهم واستخدام العديد من الوسائل للهرب من هذه الحرارة أو لترطيب وتلطيف الجو من حولهم، فقد يسافر البعض إلى السواحل والشواطئ، ومن لم يستطع يلجأ إلى وسائل التبريد المختلفة كاستخدام المكيفات ومبردات الجو، وتناول أطعمة ومشروبات تتناسب مع ارتفاع درجات الحرارة.
وكان نجوم الزمن الجميل خاصة عباقرة التلحين وكبار الموسقيين يلجأون للعديد من الوسائل ويتبعون بعض العادات وهم يبدعون أجمل الألحان، وكثيرًا ما كانوا يعملون ويبدعون أثناء ارتفاع حرارة الجو فى الصيف، وفى زمن كانت فيه وسائل التبريد والتكييف ليست بالتقدم الذى وصلت إليه الآن، وخرجت أجمل الأعمال والألحان فى عز حرارة الصيف، وكان العديد منهم يتبعون بعض العادات البسيطة فى محاولة لتلطيف الجو حولهم وتخفيف حدة حرارة الصيف، حتى يشعرون بالانتعاش ويبدعون أجمل الألحان.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى صيف عام 1952 نشرت المجلة موضوعًا تحت عنوان: "عندما يؤلفون ألحان الصيف" تحدثت فيه عن عادات كبار الملحنين وهم يعملون فى الصيف وفى الأوقات لتى ترتفع فيها درجات الحرارة، ويشتد فيها لهيب الصيف، وكيف يسيح النغم فى رؤسهم وهم يداعبون الأوتار.
وكان من بين هؤلاء العالقة شيخ الملحنين الموسيقار الكبير زكريا أحمد الذى اعتاد أن يداعب أوتار عوده فى جوف الليل، ليصور أجمل معانى الأغانى التى يلحنها بالموسيقى، وكان من عادات زكريا أحمد أن يجلس فى الصيف ليبدع أجمل الألحان مرتديًا جلبابه الأبيض الناصع الفضفاض وأمامه لفافة من التبغ، وشفشق عرقسوس مثلج يحاول من خلاله إنعاش رأسه وترطيب ألحانه.
أما موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فكان يعتكف فى الحر سواء فى الليل أو النهار، ويهتم أن يكون اللحن واقعيًا وسريعًا ومعبرًا، واعتاد فى الصيف أن يضع إلى جواره إناء من الخشاف البارد وبق من الفراولة المثلجة وهو يضع ألحانه أثناء ارتفاع درجات الحرارة.
فيما كان الموسيقار الكبير محمد القصبجى يسير فى أوقات اشتداد الحرارة على النيل فى الهواء الطلق ويدندن ما فى رأسه من ألحان ويغير ويبدل فيها حتى يصل إلى اللحن الذيى يرضى عنه، وعندما يخلو إلى نفسه يمسك بالعود ويسجل اللحن كاملاً ويكتبه على النوتة ، وطوال هذه الوقت لا يتناول أى مشروب حتى ولو كوبب ماء، ولكنه يضع فى جيبه حفنة من الحمص يأكل منها بين حين وآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة