انتهاكات مروعة ارتكبها الجيش الأثيوبى مدعوما من اريتريا، على مدار الـ 8 أشهر الماضية، خلال المعارك الدائرة مع قوات تحرير تيجراي فى اقليم تيجراي الواقع شمال اثيوبيا، قبل أن ينقلب الموازين لصالح الجبهة، ويتعرض الجيش الإثيوبى لهزيمة منكرة فى الإقليم، ونادى النشطاء الحقوقيين بالتحقيقات فى الجرائم.
ما هى قصة تيجراي وجرائم آبيي أحمد؟
في خريف 2020 شهد إقليم تيجراي الإثيوبي نزاعا دمويا مع الحكومة المركزية في أديس أبابا، وما تزال أزمة الإقليم مستمرة في وقت يتدفق فيه المزيد من اللاجئين إلى السودان حيث ظروف المخيمات التي يقيمون بها كارثية.
ويقع إقليم تيجراي شمال إثيوبيا وهو إقليم صغير، لكنه يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير في تاريخ إثيوبيا، ويعد أحد الأقاليم الغنية بالزراعة أحد الوجهات السياحية الهامة في البلاد. كما يضم مراكز تاريخية ودينية مصنفة على قائمة التراث العالمي وفي مقدمتها مدينة أكسوم مهد الكنيسة القبطية الإثيوبية.
وبحسب نشطاء فإنه خلال النزاع الدموى، اسخدم آبي أحمد، أسلحة محرمة دوليا (كيماوي) في قصف إقليم تيجراي بالطائرات الحربية، وجرد مواطني تيجراي من ممتلكاتهم وتم تهجيرهم من إثيوبيا إلى السودان، وفي المقابل جاؤوا بأشخاص موالين لهم ليسكنوا في هذه المنازل.
واستخدم الاغتصاب كسلاح في المناطق النائية من قبل جنود الجيش الإثيوبى بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وأبلغت سئولة كبيرة في الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي أن أكثر من 500 امرأة إثيوبية أبلغن رسميا عن تعرضهن للعنف الجنسي في تيجراى، على الرغم من أن العدد الفعلي للقتلى من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، في مدينة ميكيلي، يقول العاملون الصحيون إن حالات جديدة تظهر كل يوم.
بدوره اعتبر الاتحاد الأوروبي، أن هناك «انتهاكات» تحدث في إقليم تيجراي الإثيوبي، بسبب الصراع الدامي بين القوات الحكومية و«جبهة تحرير تيجراي» المعارضة، يمكن أن ترقى إلى مستوى «جرائم حرب».
ومنذ سقوط تيجراي فى قبضة جبهة تجرير تيجراي يونيو الماضى، تحولت إلى كابوس دامي يؤرق حكومة آبى احمد، فكانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أقوى أطراف الائتلاف الحاكم لسنوات عديدة لكن رئيس الحكومة الفيدرالية أبى أحمد كبح نفوذها بعد توليه السلطة وساءت العلاقات بين الجانبين بعد أن حل أحمد الائتلاف الحاكم الذى كان يتألف من عدة أحزاب إقليمية عرقية، وأعلن أحمد دمج الأحزاب في حزب وطني واحد أطلق عليه حزب الرفاه، لكن الجبهة الشعبية رفضت الانضمام لهذا الحزب.
من جابها حذرت وزارة الخارجية الأمريكية أثيوبيا، وقالت أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين اتصل برئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ، مؤكدا على ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف فوري وغير محدد لإطلاق النار في منطقة تيجراي الشمالية.
وأدى الصراع في تيجراي إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص ودفع مئات الآلاف إلى حافة المجاعة ، مع تزايد الضغط الدولي على الجانبين لإنهاء الأعمال العدائية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "هذا الإعلان يحتاج إلى متابعة بتغييرات ملموسة على الأرض لإنهاء الصراع ووقف الفظائع والأهم من ذلك السماح بالمساعدات الإنسانية الآمنة دون عوائق."
كما دعا بلينكين آبي إلى الالتزام بالخطوات التي حددها مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، وإقامة عملية لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي تحدث في المنطقة، حسبما قال برايس في تصريح.
دعا قائد القوات في تيجراي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عن طريق التفاوض مع الحكومة الإثيوبية وإيجاد حل سياسي للصراع، قائلا إن الحكومة لا يمكنها كسب الحرب.
وفي وقت سابق، حذر مسؤول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية من أنه ينبغى على إثيوبيا وإريتريا توقع المزيد من الإجراءات من جانب الولايات المتحدة، إذا لم يؤد الإعلان عن وقف الأعمال العدائية إلى تحسين الوضع فى منطقة تيجراي.
وقال روبرت جوديك، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لمكتب الشؤون الأفريقية فى وزارة الخارجية الأمريكية، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن واشنطن ترحب بقرار الحكومة الإثيوبية إعلان إنهاء مؤقت للأعمال العدائية، حسبما نقلت "رويترز".
لكنه حذر فى الوقت ذاته من أن الولايات المتحدة ستراقب عن كثب لتحديد ما إذا كان وقف إطلاق النار سيؤدى إلى تغييرات على الأرض، قائلا: "لن نقف مكتوفى الأيدى فى مواجهة الفظائع فى تيجراى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة