قضت محكمة جنايات الأقصر، برئاسة المستشار عمرو عبد الحميد، بالإعدام شنقاً لمواطن متهم بقتل زوجته ودفنها وهى على قيد الحياة داخل حفرة فى منزله لخلافات زوجية بينهما، وذلك منذ أكثر من عام بقرية البغدادى التابعة لمركز ومدينة البياضية شمال محافظة الأقصر، وصدر الحكم من المحكمة بعضوية المستشارين، أحمد صهيب، وتامر أحمد رضا، وامانة سر، حسن عبدالراضى أبوالحسن، وأحمد محمد الطاهر.
وحصل "اليوم السابع" على محضر القضية رقم 1536 لسنة 2020 إداري مركز الأقصر، حيث بدأت الواقعة بورود معلومات من الأهالى يفيد بترديدهم أقاويل بينهم أن "أ.ي.ع" كان على خلاف مع زوجته "ن.م"، فقام بقتلها وإخفاء جثتها فى حفرة كان حفرها من قبل لإستخادمها كـ"بيارة صرف صحى"، وعلى الفور تم استدعاؤه وقتها لديوان قسم شرطة مركز الأقصر، وبمناقشته بمعرفة رجال المباحث بالقسم إعترف فى الحال بأنه تخلص من زوجته فعلاً وارتكب الجريمة بالشكل الذي يتحدث عنه الجيران.
وانتقل فريق رجال المباحث لمكان بيارة الصرف الصحى التى يتردد أن الزوج دفن زوجته داخلها، وبالحفر والبحث عن جثمان الزوجة المختفية تم العثور على جثمانها، وتم إخطار رجال النيابة بالواقعة، وبإنتقال فريق من النيابة العامة لموقع الحادث، تين أنها عبارة عن حفرة دائرية الشكل بقطر متر ونصف وعمق متران، والجثة لفتاة فى العقد الثالث من العمر وترتدى جلباب رمادى اللون ومغطاه بالكامل بالأتربة، ولا يوجد بها إصابات ظاهرية وموثقة باليدين والقدمين من الخلف بأغطية رأس، كما يوجد غطاء رأس ملفوف حول الرقبة.
وبمواجهة الزوج المتهم فى الواقعة وقتها، اعترف بارتكاب الواقعة، حيث أنه قرر بأنه تقابل مع المجنى عليها فى محافظة سوهاج وتعرف عليها وطلبها من أهليتها للزواج، إلا أنهم قاموا بالمغالاة فى تكاليف الزواج وطلباتهم المادية، فعدل عن قراره وعاد لبلدته بقرية البغدادى فى مدينة البياضية بمحافظة الأقصر، ولكن المجنى عليها حضرت إليه وقررت بأنها ستذهب معه للزواج منه بمحافظة الأقصر وذلك بعلم والدتها، فأمتثل لها وحال وصولهم رفض والدته ووالدته ذلك، وقاموا بالإتصال بوالدتها والتى أكدت أنها فعلاً قامت بالسماح لإبنتها بالذهاب معه وأنها قبلت الزواج، وحاولوا عقد قرانها ولكن دون جدوى لكونها قاصر وقت الزواج.
وأضاف : حضر أهل الزوجة المتوفية واتفقوا على الزواج وتم تحرير قائمة منقولات زوجية بقيمة 400 ألف جنيه، وبعد الزواج سافر للعمل فى القاهرة، وورد إليه إتصال هاتفى من والدته تطلب منه العودة للبلدة، وبسؤال شقيقته علم منها أن زوجته اتهمت والده بمعاشرتها فعاد واكتشف لدى عودته أن والده ووالدته قد انفصلا نتيجة تلك الإتهامات من زوجته، والتى لدى عودته أكدت على أن ذلك الإتهام زورا ووالده لم يفعل معها شيئاً، فقام بتطليقها وإعادتها لأهلها فى سوهاج والذين اتصلوا به فيما بعد وطلبوا حضوره، ولدى وصوله لهم فوجئ بتوجيههم اتهامات بأنه دائم التعدى على ابنتهم وأنها قامت بالشكوى لهم بأنه دائماً يقوم بتعذيبها وضربها، ولكنه أنكر كل تلك الإتهامات لأسرتها وبرر بأنها دائمة الكذب وأخبرهم بقصة والده ووالدته، وطلبت أسرة زوجته أن يعيدها لمنزله أو يقوم بتطليقها بشرط دفع قيمة قائمة المنقولات الزوجية، واستشار والدته والتى أخبرته بأنه يجب أن يعود بزوجته وهو ما حدث.
وأضاف الزوج الجانى فى محضر الشرطة وأمام النيابة، أنه قبل يوم الواقعة اكتشف إختفاء زوجته وبدأ فى البحث عنها ليكتشف أنها حاولت الهرب، وعثر عليها شخص يدعى "أ.ب" وهو الذي تعمل لديه شقيقته "ف"، واكتشف من شقيقته أن زوجته حاولت الهرب أكثر من مرة من قبل ولكنها كانت تساعدها على عدم الهرب وتعود لمنزل زوجها، وفى نفس اليوم إتصل على هاتف شقيقته شخص وطلب الحديث مع الزوجة، وعندما أبلغوه بأنها بمنزل زوجها أكد أنه يتحدث معها دوماً من هذا الهاتف وتقول أنها غير متزوجة، وفى نفس الليلة ذهب للنوم مع والدته وأشقاؤه وأجبر زوجته على النوم معهم جميعاً، وخلال النوم سمع وقع أقدام بالخارج وشخص مجهول يقوم بالطرق الخفيف على نافذه منزله الذي تنام بجواره زوجته دوماً على أمل انتظار الدخول لها، ففتح الباب ولاذ المجهول بالفرار فوراً.
وأكد الزوج المتهم أنه واجه زوجته صباحاً بما حدث فقامت بتوجيه السباب له، وقام بلى ذراعها خلف ظهرها وربط يديها خلف ظهرها باستخدام غطاء رأس كانت ترتديه، ثم أخذ غطائين رأس آخرين من المنزل واصطحبها لحفرة كان قد حفرها من قبل لعمل بيارة صرف صحى، ووضعها داخل الحفرة وواجهها بشكوكه ولكنها أنكرت تماماً، فقام بإهالة التراب عليها حتى غطى الحفرة بالكامل وقام بتغيير ملابسه وغسل جسده من آثار الأتربة، ولدى عودته للمنزل والدته ساورها الشك فاعترف لها بما فعل فقامت بالصرخ وتجمع الجيران على اثر صراخها وعلموا بالواقعة، وأرشد رجال الشرطة عن جاروف وفأس استخدمها فى إرتكاب الواقعة كما قام بعمل معاينة تصويريه مثل فيها الجريمة للنيابة بعد القبض عليه.
وتعود أحداث القضية للعام الماضى 2020، بتلقى مدير أمن الأقصر إخطاراً من رجال المباحث بمركز شرطة الأقصر، يفيد بالعثور على جثة سيدة داخل منزلها بمنطقة البغدادي، وعلى الفور إنتقل فريق المباحث لمكان الواقعة، وتمكنوا من العثور على جثة لسيدة تدعى "ن.م.ف" وتبلغ من 20 سنة، والتى تبين أنها لقيت مصرعها على يد زوجها "أ.ي.ع" والبالغ من العمر 22 سنة، حيث تبين أنهما متزوجان منذ 5 أشهر، وسرعان ما نشبت خلافات بينهما قام على إثرها الزوج المتهم بدفنها على قيد الحياة في حفرة أمام منزلهما، وتمكن رجال الشرطة من القبض عليه، وتم تحرير عن ذلك المحضر رقم 1536 إداري مركز شرطة البياضية، وتم التحفظ على جثمان الزوجة فى مشرحة المستشفى، لحين عرضها على الطب الشرعى.
وتم إخطار النيابة العامة التى أمرت بسرعة إنهاء تحريات المباحث حول الحادث للتحقيق بالواقعة، حيث تم قيد الواقعة برقم 762 جنايات الاقصر، وإحالتها لمحكمة جنايات الأقصر برقم 2868 جنايات، وخلال الجلسة تم النطق بإعدام المتهم، والتى أكدت في الحكم الصادر بأن الزوج المتهم قتل المجنى عليها مع سبق الإصرار والترصد وأنه "بيت النية وعقد العزم على قتلها بسبب شكه في سلوكها وكثرة المشاجرات بينهما"، حيث قام بتوثيق اليدين من الخلف وخنقها واقتادها لحفرة عبارة عن بير للصرف الصحى بالقرية داخل المنزل، وقام بإلقاء زوجته داخل البئر عقب توثيق القدمين ودفنها بالتراب حتى فارقت الحياة بنية القتل، وقضت المحكمة بإحالة أوراق المتهم للمفتى، وبعدها بالإعدام وذلك بعد ورود الرأى الشرعى من فضيلة المفتى في الواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة