أكرم القصاص يكتب:الدواء واللقاح..كورونا فى سباق العلم والفيروس..العلماء يجاهدون للوصول لعلاج يحسم المعركة مع الفيروس كما فعلها البنسلين ضد البكتيريا..وحتى الآن تظل اللقاحات الطريق الوحيد للحد من انتشار كورونا

السبت، 24 يوليو 2021 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب:الدواء واللقاح..كورونا فى سباق العلم والفيروس..العلماء يجاهدون للوصول لعلاج يحسم المعركة مع الفيروس كما فعلها البنسلين ضد البكتيريا..وحتى الآن تظل اللقاحات الطريق الوحيد للحد من انتشار كورونا أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على أكثر من خط تتسارع جهود العلماء والباحثين للمواجهة مع فيروس كوفيد - 19، الذى يتخذ اتجاهات متعددة بعد عام ونصف العام على ظهوره، وقد غير الكثير من التصورات التى سادت فى بداية الأزمة. واليوم تواصل دول العالم تلقيح مواطنيها، مع مراقبة لما يظهر من سلالات تغير تكتيكات الفيروس وتفرض تغيير استراتيجيات المواجهة، خاصة مع توقعات بظهور موجات جديدة فى الخريف ترتفع فيها الإصابات، مع ظهور سلالات جديدة وتراجع توقعات سابقة باختفاء الفيروس مع تزايد اللقاحات، لكن الواضح أن سباق العلم مع الفيروس لا يزال مستمرًا، وسعت دول كثيرة، منها مصر، لتوطين صناعة إنتاج اللقاحات، وبدأ بالفعل إنتاج سينوفاك.
 
هناك خط اللقاحات، وخط العلاجات والأدوية القادرة على حسم المعركة، مثلما حدث مع المضادات الحيوية التى حسمت المواجهة مع أغلب الأمراض البكتيرية. كان البنسلين أهم اختراعات القرن العشرين، وأول مضاد حيوى تم اكتشافه، ومنذ إقرار استخدامه عام 1943، تغيرت خريطة تعامل الإنسان مع الأمراض التى ظلت قاتلة. البنسلين فاتحة عصر المضادات الحيوية التى تستخدم لعلاج العدوى التى تسببها الكائنات الحية الدقيقة، بما فى ذلك الفطريات والطفيليات. 
 
تطورت المضادات الحيوية وظهرت منها أجيال أحدث، بناءً على تطوير عملية استخراجها وتطويرها صناعيًا ودوائيًا، لكن بقيت الفيروسات تمثل المعضلة الأكثر تعقيدًا. البكتيريا كائنات وحيدة الخلية، تعيش فى بيئات مختلفة منها الباردة والحارة، ويمكنها العيش على أو داخل جسم الإنسان، ومعظم أنواع البكتيريا غير ضارة وأقل من 1% منها تسبب الأمراض، أما الفيروسات فهى كائنات دقيقة جدًا، أصغر من البكتيريا، تتكون من حمض نووى وغلاف بروتينى، بعكس البكتيريا لا يتكاثر الفيروس من دون وجوده فى خلايا الكائنات الحية، ومعظم أنواع الفيروسات تسبب المرض فهى كائنات طفيلية، تهاجم الخلايا وتتكاثر داخلها. 
 
وحتى الآن تظل اللقاحات هى الطريق الوحيد للحد من انتشار الفيروسات، ومنها كورونا، باعتبار اللقاحات توفر حماية وتقلل من الأعراض، وتتيح عادة فتح السفر والأنشطة الطبيعية للبشر، خاصة أن كورونا ليس فقط خطرًا مرضيًا، بقدر ما هو اقتصادى، أدى إلى إغلاق الأعمال وحركة السفر.
 
بجانب اللقاحات، هناك محاولات موازية لتسريع عمليات الإنتاج المعقدة، للتوصل إلى أدوية «كوفيد - 19». فى إبريل الماضى نشر باحثون تفاصيل تجربة عقار «المضاد للفيروسات»، الذى سبق استخدامه لعلاج فيروس إيبولا، وقال العلماء: إنه نجح فى تقصير مدة الشفاء من كورونا، لكن بقيت مشاكل الإنتاج والتطوير قائمة، وقطعت التجارب الإكلينيكية شوطًا مع مضاد آخر للفيروسات هو «مولنوبيرافير»، وهو أسهل تصنيعًا، يؤخذ عن طريق الفم، ويقول منتجوه: إنه يقصر مدة نقل العدوى بين المصابين بـ«كوفيد - 19» ممن تظهر عليهم أعراض المرض، ويقترب من الحصول على تصريح باستخدامه.
 
هناك أدوية أخرى بعضها مستخدم منذ عقود، منها عقار قديم هو «هيدروكسى كلوروكوين» المضاد للملاريا، وجرى حديث عن دوره فى علاج كوفيد - 19، لكنه ظل ضمن الموضوعات الخاضعة للجدل والتجارب، وبجانبه أدوية تجريبية أخرى، مع دراسات عن استخدم خليط من العقاقير، وبالفعل فإن عقار «ريمديسيفير»، من إنتاج شركة «جيلياد ساينسز الأمريكية» حصل على موافقة هيئة الدواء والغذاء الأمريكية للاستخدام، وشركة جيلياد هى التى طورت عقار سوفالدى الذى تطور إلى «Harvoni»، ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه يعد «ثورة طبية» تقضى على فيروس سى خلال 12 أسبوعا. 
 
ولهذا أصبحت شركة جلياد إحدى الشركات التى تستثمر فى إنتاج وتطوير أدوية مضادة للفيروسات، وهناك مساع لإنتاج دواء لعلاج كورونا نهاية العام الحالى، ومواجهة حقيقية للفيروس، خاصة مع استمرار ظهور سلالات جديدة بعضها مقاوم للقاحات، أو يحتاج إلى تعديلات مختلفة. 
 
وهناك علاجات أكثر تعقيدًا، تقوم على البروتينات أو الأجسام المضادة، بدا التفكير فيها منذ بداية ظهور الفيروس، وجرت محاولات لتقوية مقاومة المصابين ببلازما المتعافين، لكن هذه الطريقة تراجعت، مع استمرار التجارب بإنتاج الأجسام المضادة التى تقوى المناعة ضد «كوفيد - 19»، وهناك شركات تعمل فى هذا الاتجاه منها شركة جينينتك الأمريكية التى أنتجت عقار «توسيليزوماب»، ويعرف بالاسم التجارى «أكتيمرا» كان يستخدم فى علاج بعض أمراض التهابات المفاصل، ويتم تجريبه فى علاج «كوفيد - 19»، وفى حال نجاح التجارب، يمكن زيادة إنتاجه، ضمن سباق مستمر بين العلم والفيروس.
 
p.8
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة