عكف قادة مصر والعراق والأردن على تعزيز التنسيق والتعاون في كافة المجالات في إطار "الشام الجديد" هذا المشروع الضخم الذى أشاد به رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى، وهو نواة لتعاون وتكامل عربى مشترك في كافة المجالات هدفه الرئيسى خدمة مصالح شعوب البلدان الثلاثة.
ويعد التحالف الثلاثى بين مصر والعراق والأردن أبرز التحالفات الصاعدة في ظل منطقة تموج بالصراعات المسلحة وسط انتشار جماعات متشددة ومتطرفة، وهو ما يتطلب تحالفات بين الدول التي ترفع شعار الدولة الوطنية وهى أحد أبرز السبل الناجعة لمكافحة الإرهاب والتطرف وهى الاستراتيجية التي نجحت الدولة المصرية في تنفيذها وهى مواجهة الإرهاب بالتنمية والبناء.
والتعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن يعد هدفاً مشتركاً للجميع، لتجسيد التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث ويسعى قادة الدول لتفعيل هذه الأهداف على أرض الواقع من خلال الشروع في تنفيذ حزمة المشروعات الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها، وذلك مع إدراك قادة الدول للظروف الراهنة المرتبطة بتفشي جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية وتداعيات اقتصادية.
واحتضنت بغداد القمة التاريخية الثالثة والتي تأتي استكمالاً لما تحقق خلال قمتي القاهرة وعمان، أعرب قادة الدول عن أملهم في أن تكون مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين مصر والعراق والأردن سعياً نحو الانطلاق خلال السنوات القادمة الى مرحلة التنمية المستدامة والرخاء لشعوب الدول الثلاث، فضلاً عن المساهمة في دعم العمل العربي المشترك والعمل على صيانة الأمن القومي العربي.
ولعبت الدولة المصرية دورا كبيرا في تعزيز التعاون مع العراق والأردن في إطار رغبة مصر لإرساء الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة بمد جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربي، وذلك انطلاقا من إيمان مصر بوجوب التعاون والتكاتف بين البلدان الشقيقة، ويحتاج ذلك إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لدحره، وهو الإرهاب والفكر المتطرف، وأشيد هنا بما حققه العراق الشقيق من انتصارات ضد هذا الخطر.
ويعد ملف سوريا أحد أبرز التحديات التي تسعى مصر والعراق والأردن لحلها، وأكدت الدولة المصرية في عدة مناسبات على مواقفها القاضية بعدم إمكانية حل الأزمة السورية عسكرياً، وأن هناك حاجة للتوصل لحل سياسي يُنهي العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية ويحقق المطالب المشروعة للشعب السوري مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة واستقلال الأراضي السورية، وحماية مؤسسات الدولة من الانهيار، ودعم مصر جهود التسوية السياسية للأزمة في إطار عملية جنيف ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وجهود المبعوث الأممي.
وستفتح القمة الثلاثية التي عقدت بين قادة مصر والعراق والأردن في بغداد مؤخرا آفاقاً واسعة لا في مجال الاقتصاد والسياسة فحسب، بل في جميع المجالات الأمنية والثقافية والعسكرية.
ومن المتوقع أن يحقق مشروع "المشرق الجديد" تكاملاً بين مصر والعراق والأردن لما تمتلكه من ثقل اقتصادي وبشري وسياسي يسهم في تحقيق نهضة وتنمية شاملة في المنطقة، وستشكل قمة بغداد الأخيرة محطة مهمة في علاقات التكامل الاقتصادي، فالعلاقات الدولية في القانون الدولي مبنية بالأساس على علاقات تكاملية في مجال الاقتصاد والسياسة والأمن.
واتفق قادة دول مصر والعراق والأردن خلال القمة الثلاثية المنعقدة في بغداد مؤخرا على التنسيق المستمر بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي ويحفظ أمن المنطقة وكذلك استكمال المشاريع الاستراتيجية بين هذا البلدان، أهما الربط الكهربائي والمدينة الصناعية، فضلا عن التنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات.
ويرى خبراء ومراقبون أن التحالف القوى بين مصر والعراق والأردن سيعيد صياغة التحالفات التجارية والأمنية فى الشرق الأوسط بشكل كبير، وسيساهم في عملية إرساء الأمن والاستقرار عبر بوابة التنمية والبناء والتكامل الاقتصادي والتجاري بين دول المنطقة بعيدا عن الصراعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة