يحمل الكثير منا العديد من الذكريات المرتبطة بالأعياد والمناسبات، ومنها ما يرتبط بعيد الأضحى المبارك والأضحية وخروف العيد، ومثل الجميع كان لنجوم الزمن الجميل العديد من الذكريات والمواقف المرتبطة بالأضحية وخروف العيد.
وفى عدد نادر من مجلة «الكواكب» صدر عام 1956، نشرت المجلة موضوعا تحت عنوان «من ذكريات العيد» طرحت فيه عددا من المواقف التى حدثت مع نجوم الزمن الجميل والذكريات المرتبطة بعيد الأضحى وخروف العيد.
يوسف وهبى
وكان من أبرز ما ذكرته «الكواكب» ما حدث مع الفنان الكبير يوسف وهبى عام 1929 حين كان مسرح رمسيس فى قمة نجاحه وازدهاره، ووقتها جلس يوسف وهبى مع عدد من أصدقائه يتحدثون عن عيد الأضحى الذى كان اقترب ويتبقى عليه أيام، وحينها حكى أحد الأصدقاء عن صديقه الذى طلق زوجته بسبب خروف العيد، حيث طلبت الزوجة من زوجها شراء خروف العيد، ولكن لم يكن متوفرا معه من المال ما يكفى لشراء الخروف، فنشبت بينهما مشاجرة، بعد أن حاول إقناعها بهدوء أنه لن يستطيع شراء الخروف فى هذا العام وانتهى الخلاف بالطلاق.
وتأثر يوسف وهبى بهذه القصة وقرر أن يقدمها فى مسرحية جديدة أدخل فيها بعض المشاهد عن الخلافات الزوجية التى تحدث بسبب مطالب العيد من كعك وخرفان، وقال على لسان بطل المسرحية إن هذه المطالب اخترعها الأغنياء ليغيظوا بها الفقراء.
فاطمة رشدى
وعندما عرضت المسرحية على الرقيب رفض هذه المشاهد، ورأى أن خروف العيد ليس بدعة وإنما شعيرة من شعائر الدين الحنيف، كما عرض الأمر على مشيخة الأزهر، فوافقت على رأى الرقيب، واضطر يوسف وهبى إلى تعديل هذه المشاهد، بحيث نصح الزوجات ألا يرهقن أزواجهن بطلبات العيد إذا لم تكن حالتهم المادية تسمح.
انور وجدى
أما الفنان الكبير أنور وجدى، فقد تزوج فى بداية حياته الفنية من الفنانة إلهام حسين، ولم يدم زواجه منها أكثر من 4 أشهر، وكانت الحالة المادية لأنور وجدى وقتها ضعيفة ولا يستطيع شراء خروف العيد، وخاف أن تطالبه زوجته بشراء الخروف فيعجز عن تحقيق رغبتها، وكان الفنان الكبير حسن البارودى معروفا بين زملائه فى الوسط الفنى بلقب «مفتى الأعياد»، لأنه كلما حل عيد وتعرض زميل له لأزمة وخلاف بينه وبين زوجته بسبب مطالبات العيد من كعك وملابس وخرفان وسمك، تدخل البارودى وأقنع الزوجة بأضرار هذه الأشياء وضرورة أن تتحمل ظروف زوجها وتجد بدائل أخرى لتحتفل من خلالها بالعيد، حتى يزول الخلاف، وبذلك استطاع الفنان حسن البارودى أن يحل الكثير من الخلافات الزوجية التى تعرض لها زملاؤه.
حسن البارودى
ولذلك رأى أنور وجدى أن يلجأ لمفتى الأعياد، ليحكى له قصة إفلاسه، وهنا تطوع البارودى وذهب للفنانة إلهام حسين وحاول إقناعها بعدم التشدد فى الإصرار على شراء الخروف، ولكن فاجأته إلهام قائلة: «وإيه لزوم الخروف أنا ما بحبش اللحمة»، وهنا أدرك أنور وجدى أن توقعاته بأن تطالبه زوجته بخروف العيد لا أساس لها.
نجاة علي
وذكرت «الكواكب» أن الفنانة نجاة على كانت تحتفظ بصورة طريفة لخروف العيد، وترجع هذه الصورة إلى ما قبل نشر هذه القصة بـ«الكواكب» بعشرين عاما أى عام 1936، حين سافرت نجاة على إلى باريس لتمثل دورها فى فيلم «دموع الحب»، حيث كان يتم تصوير بعض مشاهد الفيلم فى فرنسا، وحل عيد الأضحى المبارك ونجاة على بعيدة عن الأهل والأقارب، واشترت أسرتها خروف العيد، وبالطبع لم يكن باستطاعتهم أن يرسلوا لها لحما من الخروف، واكتفوا بأن يرسلوا لها صورته كتذكار حتى تحتفظ بها، وظلت نجاة على تحتفظ بهذه الصورة وتضحك كلما شاهدتها وحكت قصتها.
وفى عام 1937 كانت فاطمة رشدى تعكف على دراسة اللغة الفرنسية، استعدادا للقيام برحلة إلى أوروبا للراحة والاستجمام بعد أن فشلت مفاوضاتها مع الفرقة المصرية للانضمام لها، وكانت دراستها للغة الفرنسية موضع تندر وفكاهة من بعض المجلات الأسبوعية، وانتهزت هذه المجلات فرصة اقتراب عيد الأضحى المبارك ونشرت إحداها فى سخرية أن فاطمة رشدى أصرت على شراء خروف العيد من فرنسا، تماشيا مع تعلمها للفرنسية والتغيير الجديد الذى حدث فى حياتها، وهو ما أثار غضب فاطمة رشدى وأرسلت رسالة غاضبة للمجلة تستنكر فيها السخرية منها، وهو ما دفع المجلة إلى ترضيتها بنشر العديد من أخبارها فى الأعداد التالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة