تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أهم أيقونات الموسيقية العربية النادرة، صاحب الصوت المميز والأغاني العظيمة التى ما زال الشباب يتغنى بها إلى الآن فى جميع مناسباته، الشيخ إمام الذى قدم لنا باقة كبيرة من الأغانى، وفى حوار نادر للشيخ إمام سرد فيه بداياته منذ نشأته الأولى وكيف بدأ مشواره الموسيقية ولماذا تعلم العود.
قال الشيخ إمام فى إحدى اللقاءات أن اسمه بالكامل إمام محمد أحمد عيسى، مولود فى الثانى من يوليو لعام ١٩١٨، بقرية ريفية من قرى مصر اسمها أبو النورس تتبع محافظة الجيزة، ولد لأبوين فقيرين ووالده كان يبيع على رأسه زجاج المصابيح، وفى الأشهر الأولى من ميلاد إمام فقد نظره، والتحق بالكتّاب وهو فى عمر الخامسة وبدأ فى حفظ القرآن الكريم، وتركه وهو فى عمر الحادية عشرة وكان قد حفظ المصحف الشريف عن ظهر قلب.
فى طفولته كان يجلس مع النسوة فى قريته الذين يغنون فى المناسبات سواء أفراح أو حج أو غيرهم ووصف إمام تلك النسوة أنهم ريفيات يغنين غناء فطريا كله طرب بريء، بعد حفظه القرآن نزل للقاهرة حتى يتعلم تجويد القرآن وبالفعل تعلمه وبدأ يقرأ القرآن فى البيوت والمحلات كى يشق طريقه لجلب الرزق، وفى يوم من الأيام بينما كان يقرأ إمام القرآن فإذا بالشيخ درويش الحريرى كان أحد الحاضرين وهى عملاق من عمالقة الموسيقية الشرقية فذهب له وقام درويش بنحيته وجعله موضع رعايته.
تعلم الشيخ إمام على يد الشيخ درويش أصول المقامات الموسيقية عن طريق الموشحات الأندلسية، وجمعته الظروف بالشيخ زكريا أحمد وعلى محمود وغيرهم، وشرب منهم الكثير فكان الشيخ إمام لديه هواية التثقيف الموسيقى كما قال، وكان يريد أن يرتشف من كل نوع كى يكون هناك تنوع فى ألوان الموسيقية وكان كل الألحان التى يحفظها يغنيها فى جلسات خاصة فى أعياد الميلاد أو السبوع.
كان الشيخ إمام يظن أن تعليم آلة العود قاصر على المبصرين فقط ولأنه كفيف لا يستطيع أن يتدرب عليه حتى كان يحضر أحد الجلسات، ووجد كفيفا يعزف العود فجن جنونه وقرر أن يتعلم العود وساعده فى ذلك صديق ملحن له ولم يحتاج سوى لخمس أو ست جلسات معه حتى تعلم كيفية وضع الأصابع على أوتار العود، وبعد ذلك تدرب هو بنفسه ليلا نهار حتى احترف ذلك، وبدأ كذلك يحترف الغناء حتى أصبح الشيخ إمام الذى نعشق أغانيه وندندنها فى جميع المناسبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة