عبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من استمرار الارتفاع المفاجئ الحالي فى حالات وفيات وإصابات فيروس كورونا فى تونس حتى يبلغ ذروته خلال الأسابيع المقبلة، فتترتب على ذلك عواقب كارثية، لاسيما مع حلول عيد الأضحى الموافق ليوم 20 يوليو والذي يتسم عادة بالتجمعات الدينية والاجتماعية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن تونس قد سجلت خلال يوليو الجارى أعلى معدل وفيات ناجمة عن كوفيد 19 فى اقليم شرق المتوسط والقارة الأفريقية، وفق ما نشر موقع إذاعة"شمس" التونسية .
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيانها حول الوضع الوبائي في إقليم المنظمة لشرق المتوسط والقارة الافريقية، إن الوضع في تونس لا يزال مقلقًا للغاية ويجري حاليًا الإبلاغ عما يتراوح بين 8000 و9500 حالة إصابة يوميًا في ظل انتشار تحور "دلتا على" نطاق واسع"، مشيرة إلى تضاعف عدد الوفيات تقريبا، في أقل من أسبوع، حيث وصل من 119 وفاة يوم 5 يوليو إلى 189 وفاة في 8 يوليو2021.
وذكرت باقرار تونس لعديد من الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة على غرار منع التنقل بين الولايات ومنع التظاهرات والتجمعات، ملاحظة في هذا الصدد، أن أثر التدابير المُتخذة على انتشار الفيروس ومعدل الإصابة اليومي يحتاج إلى مراقبة دقيقة وصارمة.
ولفتت المنظمة إلى أن أنه رغم تقدم عملية التلقيح لا سيما بين الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عامًا، إلا ان التغطية باللقاحات في تونس لا تزال منخفضة، حيث حصل 12,7 بالمائة من السكان على جرعة واحدة من اللقاح على الأقل، في حين تلقى 6 بالمائة جرعات اللقاح كاملةً.
وتابعت بالقول إنه في بعض الولايات تعاني المستشفيات من إشغال يفوق طاقتها حيث تكتظ بالمرضى ولديها عدد محدود من الأسرة المتاحة، كما أنها معرضة لخطر نقص إمدادات الأكسجين، منوهة بأن المستشفيات التونسية تعاني أيضًا من محدودية الموارد البشرية مما يؤدي إلى إنهاك الطواقم الطبية العاملة بها.
وعبرت المنظمة العالمية للصحة عن التزامها مثلها مثل سائر الشركاء الدوليين، بدعم تونس في مواجهة هذه الأزمة، من خلال توفير مزيد من أجهزة توليد الأكسجين للمستشفيات، وكذلك الإمدادات الطبية، والاختبارات، والكواشف، ومعدات الوقاية الشخصية، فضلًا عن دعم توفير لقاحات إضافية، كما تسعى المنظمة، من خلال مبادرة الفرق الطبية في حالات الطوارئ، إلى التواصل مع شركائها في الشبكة من أجل إمكانية نشر الفرق الطبية الدولية في حالات الطوارئ لتقديم الدعم الطارئ في مجالات الرعاية المركزة والرعاية الحرجة، ومكافحة العدوى، والأمراض المعدية.
وصرح مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أحمد بن سالم المنظري، قائلًا: "إننا بصدد الوصول إلى منعطف حرج في ما يتعلق بجائحة كوفيد 19 في إقليم شرق المتوسط والقارة الإفريقية. فبعد أسبوع واحد فقط من الوصول إلى المرحلة المؤلمة المتمثلة في بلوغ 11 مليون حالة إصابة، نشهد الآن تصاعدًا حادًا في عدد من البلدان".
وأضاف أن هذا الوضع يزداد تفاقما بسبب التحورات الجديدة الآخذة في الانتشار، وأكثرها إثارة للقلق هو تحور دلتا، وانخفاض مستوى توفر اللقاحات ومعدل تلقيها، وغياب الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة