تمر، اليوم الخميس، الذكرى الأولى لميلاد الكاتب الكبير والسيناريست وحيد حامد بعد الرحيل، فهو واحد من أهم كتاب السينما والدراما ويعتبره صناع الفن فى مصر والوطن العربى، واحدا من أهم كتاب السيناريو على مدار الـ4 عقود الأخيرة.
اعتمد وحيد حامد على الغوص فى الشخصية المصرية والذى يعلم دوافعها وتناقضاتها وصفاتها بمميزاتها وسلبيتها، ليقدم وحيد والذى له نصيب كبير من اسمه، فهو الوحيد الذى شكلت أعماله علامات بارزة فى السينما والدراما التليفزيونية لا تتشابه مع أحد رغم أن ظهوره كان في عصر يعج بالكثير من كتاب السيناريو المتميزين لكنه كان يمتلك بصمة تميزه عن باقي زملائه.
وحيد حامد غاص فى نفوس البشر فاستطاع أن يخلق عالما حقيقيا مكتمل الأركان، يجسده على الشاشة، أخذ من الناس وأعطاهم فعاش في القلوب وفتح بمشرط جراح المشاكل المتغلغلة فى الوطن وكشف العديد من المؤامرات التى تحاك ضد الوطن، فهو أول من التفت لقضية الإرهاب، حيث قدم فيلم اللعب مع الكبار، بطولة عادل إمام وحسين فهمى، محمود الجندى، ومن إخراج شريف عرفة، وهو الفيلم الذي تناول "حسن بهلول"، الرجل الذى يجسد كل ما يعانيه المواطن المصرى البسيط الذى يعانى من البطالة، وتربطه علاقة صداقة قوية بأحد العاملين بمركز الاتصالات الدولى، الذى يخبره عن تفاصيل أدق الجرائم ومواعيدها، فيقوم "حسن" بإخبار أحد الضباط عما يعرفه فى كل مرة.
كما قدم فيلم طيور الظلام والذي كشف فيه الجماعات المتطرفة، وأظهر ألاعيبهم، وأثبت التاريخ وجهة نظر وحيد وكأنه كان يتنبأ بالمستقبل ويعرف ويعي جيدا مخططاتهم ومؤامراتهم على الوطن وهو الفيلم الذى دارت أحداثه حول ثلاثة محامين أصدقاء، تجمع بينهم الزمالة، لكن تفرق بينهم المصالح والأهواء، أولهم فتحى نوفل الذى يتحول من محامى ملتزم صاحب مبادئ إلى انتهازى يحكم كل القيم من أجل المال حتى يصعد اجتماعيا باستغلال ثغرات القانون ليصبح مدير مكتب الوزير رشدى، أما زميله على الزناتى فينضم إلى الجماعات المتطرفة دينيا ليحقق مكاسب مالية بالدفاع عمن يقع تحت طائلة القانون ويحاول تجنيد فتحى بالدفاع عن جماعته لكنه يفشل، أما الثالث محسن فيكتفى بالعمل كموظف بسيط فى إحدى الشركات، ورغم أنه متمرد، إلا أنه يظل بعيدا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات المتطرفة.
إضافة إلى تقديمه فيلم الإرهاب والكباب ودم الغزال بطولة يسرا، نور الشريف، منى زكى صلاح عبد الله، وعمرو واكد، ومحمود عبد المغنى، وصفوة وعمرو عبد الجليل، وإخراج محمد ياسين، وهو العمل الذي فضح المتأسلمين ورصد تفشي فكرهم وتأثر البسطاء بهم تلك الموجة التي حرمت الحياة علي الناس، حيث دار الفيلم حول "حنان" الفتاة الرقيقة البسيطة التى يتم القبض على زوجها فى ليلة زفافها، ولا تجد من الحياة غير جابر وعم عبده اللذين يقفان بجوارها منذ أن توفى والدها.
بآلق شديد قدم وحيد حامد أعماله ساحرا عقول وقلوب الجمهور فى السينما والتليفزيون بسحر كلماته وجمله الحوارية وأفكاره وتأثيرها، ذلك السحر الذي وهبه الله لوحيد وكان هو الملهم للكثير من صناع السيناريو ممن تعلموا السحر علي يديه فساروا تلاميذ في مدرسة وحيد حامد، حتي ولو بشكل غير مباشر فهو أثر في نفسوهم مثلما أثر في نفوس صناع الفن والجمهور، تلك المدرسة المتفردة التي أثمرت عن الكثير من صناع السيناريو من الأجيال الجديدة، تاركا الكثير والكثير من الأعمال التي لا تنسي منها أحكي يا شهرزاد، سوق المتعة ومعالى الوزير وأضحك الصورة تطلع حلوة والمنسى والراقصة والسياسى والبرىء وغيرها من الأعمال في مجال الدراما والمسرح والإذاعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة