استطاع FBI بالتعاون مع سلطات الأمن فى عدد من دول العالم، إسقاط المئات من المجرمين وأعضاء عصابات الجريمة المنظمة من خلال اختراق تطبيق مشفر للرسائل اعتمد عليه المجرمون فى التواصل.
وأعلنت وكالات إنفاذ القانون فى دول عديدة اعتقال المئات من المجرمين حول العالم فى عملية استمرت ثلاث سنوات باستخدام تطبيق صممه إف بى أى. وبحسب ما ذكرت "بى بى سى"، فإن استراليا ونيوزيلندا وإف بى أى استخدموا تطبيقا مشفرا يسمى ANOM، لتبع عصابات الجريمة المنظمة، وأدى هذا إلى اعتقالات فى عالم تجارة المخدرات فى 18 دولة فى آسيا والأمريكتين وأوروبا والشرق الأوسط.
ووصف رئيس الوزراء الاسترالى سكوت موريسون العملية بأنها نقطة تحول استهدفت عصابات إجرامية على مستوى العالم، وأوضح فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء، إن العملية وجهت ضربة قوية للجريمة المنظمة ليس فى بلاده فقط بل ضربة سيتردد صداها فى عصابات الجريمة المنظمة حول العالم.
وكانت الشرطة فى استراليا ونيوزيلندا من بين أول من كشفت عن العملية اليوم الثلاثاء، وقالت الشرطة الاسترالية إنها وضعت تصورا مشتركا للخطة مع FBI وستعلن الوكالة الأمريكية واليوروبول "الشرطة الأوروبية" عن نتائجهما الخاصة فى وقت لاحق اليوم.
وقالت السلطات إن تطبيق Anom كان أحد تطبيقات المراسلة الشائعة بين عصابات الجريمة المنظمة، وبعدما قام إف بى أى بتفكيك خدمتين أخرتين مشفرتين، بدأ فى تشغيل شركته الخاصة للرسائل المشفرة التى تسمى أنوم، وتم توزيع أجهزة محمل عليها تطبيق الدردشة فى العالم السرى الإجرامى، بحسب ما ذكرت الشرطة الاسترالية، واستطاع الضباط قراءة ملايين الرسائل وقت إرسالها، والتى تتناول مخططات اغتيال وخطط توريد مخدرات هائلة ومخططات أخرى.
وقال مفوض الشركة الاسترالية الفيدرالية ريس كيرشاو فى مؤتمر صحفى إن كل ما كان المجرمون يتحدثون عنه هو المخدرات وضرب بعضهم البعض والأبرياء الذين كانوا سيقتلون، وأشار إلى أن الشرطة استطاعت عرقلة عمليات مخدرات ومنع حوادث مثل إطلاق نار جماعى.
فى استراليا، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 200 شخص، من زعماء عصابات مافيا وجماعات جريمة آسيوية وجماعات جريمة منظمة أخرى، كما صادرات 3 أطنان من المخدرات وأصول تقدر قيمتها بـ 45 مليون دولار.
وقالت السلطات الأسترالية أن العملية التى أطلق عليها اسم Ironside كانت أكبر عملية للشرطة فى البلاد وشارك فيها 400 شرطى، وقالو إن 9 آلاف شرطى من مختلف أنحاء العالم قد شاركوا فيها، أما شركة نيوزيلندا، فأطلقت على العملية اسم حصن طروادة، وقبضت على 35 شخصا، وصادرات أصول تقدر قيمتها بـ 2.7 مليون دولار.
من ناحية أخرى، ووفقا لوثائق المحكمة التى كشفت عنها وزارة العدل الأمريكية يوم الاثنين، فإن عملية مكتب التحقيقات الفيدرالى تعود إلى عام 2018 بعد أن قام بتفكيك خدمة تشفير مقرها كندا تسمى "بانتوم سيكيور". وقال المسئولون إن تلكك الشركة زودت عصابات المخدرات والجماعات الإجرامية الأخرى بهواتف خلوية مشفرة.
وجند إف بى أى موزعا سابقا بشركة بانتوم سيكيور، الذى طور نظام اتصالات مشفرة جديد يسمى أنوم، ووافق المخبر على العمل مع FBI، وسمح للمكتب بالسيطرة على الشبطة مقابل تحفيف عقوبة السجن، بحسب الوثائق.
ودفع إف بى أى للمخبر 120 ألف دولار. وكانت أجهزة أنوم عبارة عن هواتف موبايل ليس بها أيا من الوظائف العادية. وتم إخفاء تطبيق الوحيد الذى يعمل بها على أنه آلة حاسبة، وبعد إدخال رمز، يمكن للمستخدمين إرسال الرسائل والصور المشفرة من طرف إلى آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة