كان نجوم الزمن الجميل يعيشون حياة بسيطة مرحة تخلو من التعقيدات، بعيدا عن ضجيج السوشيال ميديا والتريندات والجرى ورائها، ورغم ذلك جمعتهم علاقات قوية بجمهورهم وبوسائل الإعلام والصحافة فى زمانهم.
كان من السهل أن ترتب موعداً مع هؤلاء النجوم العمالقة وأن يستقبلونك فى بيوتهم وأن تراهم مثل أى بيت مصرى يتعاملون بحفاوة وبساطة ويشبهون سائر المواطنين ولا يعيشون فى بروج عالية أو فى حصار من الحراسات والبودى جاردات.
ويظهر ذلك فى العديد من الزيارات التى رتبتها الصحف والمجلات القديمة للنجوم سواء أثناء عملهم فى الاستديوهات أو فى بيوتهم ، وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1952 أرادت المجلة أن يعيش معها القراء فى زيارتها لبيوت عدد من النجوم، وأن تصف لهم كيف يستقبل كل نجم ضيوفه وما هى طقوسه وعاداته فى بيته، فقامت المجلة بزيارة لعدد من هؤلاء النجوم ووصفت للقراء كيف يتعاملون فى بيوتهم.
ووصفت الكواكب معالم وملامح زيارة بيت الفنانة الكبيرة زوزو ماضى، مؤكدة أنه حين تدخل بيتها تستقبلك خادمتها العجوز السمراء بترحاب شديد تعلمته من سيدة البيت، فتشعر بالألفة و كأنك من أهل البيت أو أنك صديق قديم.
وأكدت الكواكب أن زوزو ماضى لم تكن تنكر وجودها بالبيت على أى زائر ولكن يجب أن تعرف مواعيد خروجها وعودتها للبيت، حتى تلقاها، حيث كانت منضبطة جداً فى هذه المواعيد.
وكانت زوزو ماضى حين تشعر بالراحة مع ضيفها أو تريد أن تشعره بمزيد من الود والحفاوة تطلب من ابنتها الوحيدة إيفون ماضى، - والتى أصبحت إحدى كبار مصممى الأزياء فيما بعد- أن تعد لهذا الضيف فنجان قهوة بنفسها، تعبيراً عن أهمية الضيف وحفاوتها به.
وكانت الفنانة الكبييرة تصطحب ضيفها إلى غرفة الصالون لتقدمه إلى باقى ضيوفها من أبناء الطبقة الراقية الذين كانوا يجتمعون بمنزلها كل مساء ليتحدثون فى كل شيئ ، فيخرج الضيف وقد عرف أخر صيحات الموضة وأخر الأخبار وأخر نكتة وبحصيلة متنوعة من المعلومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة