عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، الخميس، مؤتمرا صحفيا بمقر مجلس الوزراء؛ لإعلان القرارات الخاصة بأداء امتحانات شهادة الثانوية العامة لهذا العام، وذلك بحضور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
استهل رئيس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أن هذا المؤتمر تم عقده للإعلان عن القرارات المتعلقة بأداء ومنهجية سير امتحانات شهادة الثانوية العامة هذا العام، في ضوء ما أسفر عنه الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بهذا الخصوص.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن الدولة عكفت خلال السنوات الماضية على وضع آليات جديدة لإحداث تطوير جذري للتعليم في مصر من خلال منظومة حديثة؛ سعيا لمواكبة كافة المستجدات التي يشهدها العالم، مضيفا أن الدولة لديها ثقة في نجاح هذه المنظومة في إحداث التطوير المطلوب، وتزداد ثقتها عاما بعد عام في المنظومة والمنهجية المتبعة، كما يتلقاها أولياء الأمور بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أن الدولة اتخذت مسارين متوازيين في هذا الشأن، أولهما تطوير وتغيير المناهج لكافة المراحل التعليمية بدءا من المرحلة ما قبل الابتدائية.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن المسار الثاني يتمثل في مرحلة الثانوية العامة، والتي كانت تمثل هاجسا بل وكابوسا أمام مختلف الأسر المصرية، وتمثل التحدي الأكبر، ولذا فعندما بدأنا منذ عامين لإحداث التطوير المطلوب لهذه المرحلة للطلاب الذين أصبحوا حاليا في شهادة إتمام الثانوية العامة، بدأت الدولة في تطبيق منظومة جديدة، والتي تم اختزالها من قبل الكثيرين بأنها "منظومة التابلت"، لكن الأمر تخطى ذلك إلى تطوير أشمل وأعمق، يتضمن إجراء امتحانات لقياس مدى استيعابهم وفهمهم للمناهج الدراسية بدلا من عملية الحفظ والتلقين التي كان لها نتائج سلبية على قدرات وفهم الطلاب لما تم تدريسه، ولاسيما عند التحاقهم بالمرحلة الجامعية.
وقال رئيس الوزراء: عند بدء تطوير منظومة الامتحانات لمرحلة الثانوية العامة بدءا من الصف الأول الثانوي، وربطها بمنظومة رقمية وبنية أساسية تكنولوجية في المدارس، كنا نتوقع أن يحدث جدل كبير حول هذه المنظومة، مشيرا إلى أنه تم التوصل فيما يتعلق بأداء امتحانات الثانوية لهذا العام بالمنهجية الجديدة التي تعتمد على الفهم والاستيعاب، وبأسلوب وطريقة مختلفة تماما عما كان معتادا عليه سابقا، مضيفا أننا راعينا أن نطمئن أولادنا الطلاب إلى أداء الامتحانات بالأسلوب والمنهجية الجديدة، ولذا فقد قررت الحكومة إجراء عدد من الامتحانات التجريبية، والتي بدأت في شهر إبريل الماضي، وكذلك في شهر مايو، وسنقوم بإجراء مجموعة أخرى من هذه الامتحانات التجريبية خلال الشهر الحالي قبل بدء الامتحانات الأساسية في شهر يوليو المقبل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن جميع أجهزة الدولة المعنية تابعت قوة واستقرار وكفاءة البنية الأساسية الرقمية، وما تتضمنه من شبكات وخوادم وغير ذلك من الأمور الفنية، والتي استثمرت الدولة بها مليارات الجنيهات خلال الفترة الماضية، إلى جانب الاطمئنان على ربط وجاهزية جميع المدارس التي سيعقد بها امتحانات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، مشيراً كذلك إلى أن جهود الدولة تضمنت توفير أجهزة "التابلت" للطلاب، كما صاحب هذه الجهود العمل على إحداث تطوير نوعي وحقيقي في طبيعة الامتحانات، وهو ما تقوم به وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الشاغل الأول للحكومة هو استقرار أداء الامتحانات، وأن يتمكن جميع الطلاب من أداء تلك الامتحانات بصورة مستقرة وهادئة، منوهاً إلى أن ما تم من تجارب ومتابعة على مدار الشهرين الماضيين يدعو للاطمئنان على كفاءة الشبكة والبنية الأساسية الرقمية، كما نوه رئيس الوزراء إلى أن الاجتماع الذي عقده الرئيس اليوم حرص خلاله على الاطمئنان على أن المنهجية الجديدة في أداء الامتحانات وطبيعة تلك الامتحانات تضمن عدم حدوث أي عائق لأي طالب خلال أدائه للامتحانات، مضيفاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بأن تكون الامتحانات هذا العام عبارة عن مزيج بين المنظومة الرقمية والورقية، وذلك لتدارك أي مشكلة تقنية في أداء الامتحانات، وذلك بما يبعث على زيادة الاطمئنان لدى الطلاب.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، أنه قام اليوم بالعرض على رئيس الجمهورية تفاصيل الشبكة المقامة لربط أكثر من 2500 مدرسة، والتي تعتمد بشكل كامل على كابلات الألياف الضوئية، واصفا إياها بأنها تعد أحدث وسيلة للربط والأكثر أمانًا، حيث لا تعتمد هذه الشبكة بأي شكل من الأشكال على شبكة الإنترنت العادية، ومن ثمّ فإن كل الشبكة الرقمية هي شبكة مُغلقة مخصصة لأغراض التعليم بين المدارس ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وأضاف الوزير: شرُفت بالعرض على الرئيس، اليوم، ما تم اتخاذه من إجراءات في هذه الشبكة من قبل وزارتيْ التربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تستهدف تحقيق ازدواج في عناصر الشبكة المختلفة التي تم تصميمها على نسق يحقق أعلى معايير الاستمرارية والكفاءة والسرعة لهذه الشبكة.
كما أوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال المؤتمر، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه باستخدام أعلى التقنيات وأحدثها لضمان الاستمرارية والجودة، مشيرا إلى استمرار التعاون مع وزارة التربية والتعليم تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء، حتى يتم تطبيق المنظومة بالكامل بنجاح وتتم الامتحانات على النحو الذي نرجوه جميعا.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن النظام الجديد للتقييم وصل إلى آخر محطة، وهي الثانوية العامة، وهي محطة مهمة للغاية، لافتاً إلى أن جوهر التطوير كما شرح رئيس الوزراء يتمثل في تغيير طبيعة الأسئلة، التي تقيس فهم نواتج التعلم، بدلا من استرجاع المعلومات التي تم حفظها، مؤكداً أن هذا التغيير عميق للغاية، وقد تدرب عليه الطلاب لمدة عامين، كما سيكون هناك امتحان تجريبي آخر في شهر يونيو سيتم إعلان جدوله الأسبوع المقبل، وتقام في صورة امتحانات كاملة بمدد زمنية تماثل ما سيكون عليه الحال في نهاية العام؛ لكي يتأكد الطلاب أنهم يسيرون على الطريق الصحيح.
وأضاف وزير التعليم أن محطة الثانوية العامة هذا العام سيكون بها تصحيح إلكتروني يضمن عدم وجود عنصر بشري تحقيقاً للعدالة، لافتاً إلى ما ذكره وزير الاتصالات من أن الشبكات كلها في وضع جيد جداً، كما أن المدارس مجهزة بصورة مطمئنة.
وفي الوقت نفسه، أكد الدكتور طارق شوقي أن ما تم إعلانه اليوم هو رسالة طمأنة من رئيس الجمهورية لأول دفعة تخوض امتحانات الثانوية العامة هذا العام وتواجه لأول مرة هذه التغييرات، مؤكداً أن الشكل الجديد سيسهم في التيسير على الجميع من خلال وجود البنية التحتية التي تحدث عنها وزير الاتصالات، بالإضافة إلى بديل ورقي، كي نمزج بين الحلول الرقمية والورقية؛ كي نتغلب على جميع المخاوف المتعلقة بالشبكات والتقنيات.
وأوضح الوزير أن كل المطلوب من الطالب سيكون التحضير جيداً للامتحان، لافتا إلى أن هذا المزج بين التكنولوجيا والورقي سيضمن حق كل طالب في أن يكون لديه وثيقة في يده بها الأسئلة والإجابة نستطيع الرجوع إليها في أي وقت حال وجود أي مشكلة، مجدداً التأكيد على أن التطوير يسير في طريقه، وأنه سيعقد مؤتمرا صحفيا آخر في يونيو لإعلان تفاصيل الامتحان التجريبي الأخير قبل امتحانات الثانوية العامة، وكذا تفاصيل اجراء امتحانات الثانوية العامة نفسها.
وفي ختام المؤتمر، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هذا المؤتمر الصحفي استهدف التأكيد على استقرار العملية التعليمية، وإزالة أي نوع من القلق النفسي لدى الطلاب وأولياء الأمور من وسيلة أداء امتحانات الثانوية العامة، مجددا التأكيد على أن الجوهر الحقيقي الذي نبتغيه هو تطوير المنهجية التي تجرى على أساسها امتحانات الثانوية العامة، لكي يستفيد أولادنا من المنظومة التعليمية، مشيراً كذلك إلى أن وزير التربية والتعليم سيعلن في الأسبوع المقبل التفاصيل الكاملة للأسلوب الذي سيتم إجراء الامتحانات به، وطريقة التصحيح وسيجيب الوزير عن جميع التساؤلات التي تدور فى أذهان أولياء الأمور بشأن الثانوية العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة