معظم الأزواج تنقطع علاقاتهم إذا وقع الانفصال والطلاق بينهم أو تتحول علاقة المودة والرحمة إلى عداوة وبغضاء وكراهية، ولكن فى الفن هناك الكثير من الأزواج اللذين كسروا هذه القاعدة واستمر التعاون الفنى بينهما بعد الطلاق، بل وأحياناً استمرت علاقة المودة والصداقة بينهم وكأنهم يرفعون شعار أن الفن أبقى من الزواج.
وكان من بين أشهر هذه الحالات حكاية حب وارتباط الفنانان الكبيران فؤاد المهندس وشويكار اللذين كانا أشهر دويتو فنى وقدما للفن العديد من الأعمال الفنية الخالدة فى السينما والمسرح، وظلت علاقتهما حتى بعد الطلاق نموذجاً للرقى والأخلاق وجمعهما الود حتى وفاة كل منهما.
وظلت الفنانة الجميلة شويكار عن رفيق حياتها وحب عمرها الفنان فؤاد المهندس، بحب جارف حتى وفاته ، ولم تكن تذكر اسمه إلا وتسبقه بعبارة "الأستاذ الفاضل فؤاد المهندس".
لعبت الصدفة دورها فى بداية العلاقة الخالدة بين شويكار والمهندس ، وذلك عام 1963، عندما شاركت "البسكوتة" ، فؤاد المهندس فى مسرحية السكرتير الفنى، وكان مقررًا أن يقوم بالبطولة أمامها الفنان السيد بدير، الذى رشحها للمسرحية، ولكنه اعتذر لظروف سفر مفاجئ، فاستعان المخرج عبد المنعم مدبولى بصديقه فؤاد المهندس لأداء الدور.
ومن هنا بدأت رحلة الإبداع الفنى و بداية تكوين الثنائى الذى أمتعنا بروائع المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، وتوالت أعمالهما معا فى الأفلام التى تجاوز عددها 26 فيلمًا، منها شنبو فى المصيدة، وأنت اللى قتلت بابايا، وأرض النفاق، ومطار الحب، وفيفا زلاطا، والعديد من المسرحيات الشهيرة.
تعلق فؤاد بشويكار وتملك الحب من قلبيهما، وطلب الزواج منها على خشبة المسرح أثناء مسرحية أنا وهو وهى، وتميزت العلاقة بين شويكار وبين فؤاد المهندس بالرقى الشديد، وأصبحت أما ليس لابنتها الوحيدة منة فقط ، ولكن لأبناء فؤاد المهندس من زوجته الأولى" محمد وأحمد "، وارتبطت بهما ارتباطا شديدًا استمر حتى الآن، حتى بعد طلاق والدهما من شويكار وأيضا بعد وفاته، وحتى وفاة الفنانة الكبيرة التى صلى عليها صلاة الجنازة محمد ابن فؤاد المهندس وحزن عليها حزناً شديداً كأنها والدته.
استمر زواج شويكار والمهندس نحو 20 عامًا، قدما خلالها أنجح الأعمال السينمائية والمسرحية، وكانا أشهر وأجمل دويتو غنائى استعراضى مسرحى سينمائى، وانفصلا فى هدوء ودون مشكلات، ولم يتحدث أى منهما عن أسباب الطلاق، واستمرت علاقة الود بينهما مايقرب من 20 عاما أخرى حتى وفاته، وظل كل منهما يذكر الأخر بكل حب واحترام ورقى، كما تعاونا فى بعض الأعمال الفنية بعد طلاقهما، ومنها مسرحية روحية اتخطفت ومسرحية مراتي تقريبا، وأيضا مسلسل أحلام العنكبوت وفيلم جريمة إلّا ربع.
وكانت شويكار تعترف دائماً بأنها لم تحب سوى فؤاد المهندس، وتصفه بحب عمرها، الذى لم تبتعد عنه حتى آخر لحظات حياته ووفاته عام 2006، وكان لا يأكل إلا من يدها فترسل له دائما الطعام الذى يحبه وتقف إلى جواره فى مرضه، وظلت تعيش على ذكراه وحبه حتى لحقت به.
وفى حواره معنا تحدث محمد فؤاد المهندس عن العلاقة التى جمعت والده بالفنانة شويكار التى يطلق عليها " طنط شوشو" ، قائلا :" بعد زواج والدى من "طنط شوشو" حرصت على التقرب لنا، وبالفعل نعتبرها والدتنا، لأننا عشنا معها فترات طويلة وشاركت فى تربيتنا، وتزوج أبى شويكار وكانت ابنتها منة عمرها 5 سنوات، واتفقا على ألا ينجبا وأن نتربى أنا ومنة وأخى أحمد معا كأشقاء وأبناء لهما معا، وبالفعل حتى الآن نعتبر منة شقيقتنا الثالثة، وكان أبى يعتبرها ابنته وأخذت منه طباعا كثيرة، وكان بيننا ترابط وحب، كما أن المهندس وشويكار كان لا يفعلان شيئا بدوننا، وكنا نحن الثلاثة دائما معهم فى الخروج والسفر والبلاتوه"
وتابع :" كان والدى لا يأكل إلا من يدها، وتحرص طنط شوشو دائما على إعداد الطعام الذى يحبه، لنجتمع على الطعام بعد المسرح" ، مشيرا إلى أن كل منهما كان يغار على الأخر ويحبه حبا شديدا.
يؤكد ابن فؤاد المهندس أنه لا يعرف أسباب طلاق والده من شويكار، وأن كل منهما لم يتحدث فيها، قائلا :" ظلت علاقتهما قوية بعد الطلاق، وقويت الصداقة بينهما، فكانت تطبخ له الأكل الذى يحبه وترسله إليه، كما أنه كلما احتاج شيئا اتصل بها، وكانت تحرص على زيارته دائما فى أواخر أيامه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة