أعلن مصرف لبنان المركزي أنه ابتداء من اليوم سيقوم ببيع الدولار الأمريكي بسعر 3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وذلك للمصارف التي تتقدم بفتح اعتمادات لاستيراد كافة أنواع الوقود بشرط الحصول على موافقة مسبقة لهذه الاعتمادات.
وأضاف مصرف لبنان المركزي في بيان اليوم، أن المصارف تسدد قيمة الاعتمادات مئة بالمائة بالليرة اللبنانية.
ويأتي هذا القرار استكمالا لسلسة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبناية بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية ومصرف لبنان المركزي في سبيل حل أزمة الوقود، حيث يشهد لبنان أزمة متفاقمة في توفير الوقود أدت إلى زحام غير مسبوق على محطات الوقود وطوابير ممتدة لمئات الآمتار، كما أدى نقص الوقود إلى نقص إمدادات محطات الكهرباء الحكومية التي تعمل بالوقود، بالإضافة إلى عجز أصحاب المولدات الكهربائية عن تعويض غياب الكهرباء نظرا لعدم توافر المازوت بسهولة، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة في مناطق متفرقة حتى في العاصمة بيروت.
ويأمل مصرف لبنان المركزي في تخفيف فاتورة دعم المشتقات البترولية التي تزايدت قيمتها بشكل غير مسبوق بعد الانهيار الكبير في قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل سعرها في السوق غير الرسمي إلى 17 ألف ليرة للدولار الواحد، في حين يتم تسعيرها رسميا في مصرف لبنان المركزي بثلاثة أسعار متفاوتة وهي السعر الثابت في المعاملات الرسمية بالدولة بقيمة 1500 ليرة للدولار الواحد و3900 ليرة للدولار الواحد لأصحاب الودائع الدولارية و12000 ليرة للدولار الواحد للتحويلات عبر المنصة الإلكترونية صيرفة.
ولجأت حكومة تصريف الأعمال الأسبوع الماضي لتغيير سعر صرف الدولار في تأمين استيراد المشتقات البترولية ليكون على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية للدولار بدلا من 1500 ليرة للدولار الواحد وذلك استجابة لشرط مصرف لبنان المركزي الذي أعلن أمس استعداده لإقراض الحكومة من الاحتياطي النقدي الإلزامي (ما تبقى من أموال المودعين) بالعملات الأجنبية.
ويترتب على قرار مصرف لبنان المركزي اليوم ترقب رفع سعر الوقود خلال الساعات المقبلة بشكل غير مسبوق، إذ يعتمد تسعير المشتقات البترولية حاليا على حساب سعر الدولار الرسمي والمقدر بـ 1500 ليرة، حيث يبلغ سعر صفيحة (الصفيحة تساوي 20 لترا) البنزين 98 أوكتان 46600 ليرة لبنانية بينما وصل سعر صفيحة بنزين 95 إلى 45200 ليرة لبنانية وسجل سعر المازوت 33300 ليرة كما تسجل سعر أنبوبة الغاز 28400 ليرة.
وفي غضون ذلك، يتخوف اللبنانيون من موجة غلاء شديدة تطال جميع السلع والخدمات، لتعمق من الأزمات المعيشية والاجتماعية التي يعيشها قطاع كبير من اللبنانيين بسبب الارتفاعات المتتالية على مدار الشهور الماضية في أسعار السلع والخدمات فضلا عن النقص الحاد في عدد من السلع الأساسية وخصوصا الأدوية وألبان الأطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة