شهدت الدولة المصرية، على مدار الـ7 سنوات الماضية طفرة ونهضة عمرانية متكاملة، ففى ظل إنشاء مدن ومجتمعات جديدة، فقد كان هناك تطوير للمناطق العشوائية والبنية التحتية ومشروعات الطرق، ضمن خطط الدولة للتنمية العمرانية ومساعيها المستمرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وحرصت الدولة على اقتحام ملف العشوائيات والمناطق الأكثر خطورة الشائك الذى عانت منه الدولة والمواطنون لعقود، وذلك بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتوفير حياة كريمة تليق بالمواطن المصرى، وتغيرت النظرة تمامًا إلى ملف العشوائيات، الذى أهملته الحكومات السابقة على مدار 30 عامًا، حيث تغيرت النظرة من الإهمال إلى الاهتمام والاتجاه نحو التطوير، وإنشاء مشروعات الإسكان الاجتماعى، وتطوير المناطق غير الآمنة، كما أصبحت منظومة تطوير العشوائيات فى مصر، قدوة لتجارب أخرى ودول كثيرة من العالم، وتعد مصر من أفضل الدول فى تطوير العشوائيات على مستوى العالم، وهناك دول عربية تستفيد من التجربة المصرية.
وتتمثل عدد المناطق غير الآمنة على مستوى الجمهورية لـ 357 منطقة، بها 221607 وحدات سكنية، وتم الانتهاء من تطوير عدد كبير منه وجار تطوير مناطق أخرى، بينما يأتى عدد الأسواق العشوائية على مستوى البلاد يبلغ 1105 أسواق، تضم 306313 وحدة سوقية، حيث تم الانتهاء من تطوير عدد من الأسواق وجارى تطوير عدد آخر.
وتم تنفيذ ما يزيد عن 165.958 ألف وحدة فى 298 منطقة تم تطويرها بتكلفة 41 مليار جنيه (26 للمشروعات + 15 مليارا قيمة الأراضي)، وجار تنفيذ 74.927 ألف وحدة أخرى، فى 59 منطقة جار تطويرها بتكلفة 22 مليار جنيه (14 مليارا للمشروعات + 4 مليارات قيمة الأراضي)، ويتم تنفيذ الوحدات على أعلى مستوى يليق بأهالينا، كما أنه يتم توفير جميع المشروعات الخدمية بجانب تنفيذ الوحدات، من أجل توفير مجتمعات سكنية حضارية متكاملة الخدمات.
وحسب تصريحات مسبقة للمدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية، خالد صديق أن حجم الإنفاق على تطوير العشوائيات من 2008 وحتى عام 2014 كان 652 مليون جنيه، ولكن خلال الـسنوات الماضية فقط، تم إنفاق معظم ما تم تخصيصه والذى يتجاوز الـ40 مليار جنيه على تطوير المناطق غير الآمنة .
ولفت المدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية، إلى أن المرحلة الثانية ستكون تطوير المناطق غير المخططة للوصول لمرحلة أرقى وأفضل للمواطن، بجانب أن تطوير عواصم المحافظات والمدن الرئيسية ستكون المرحلة الثالثة، موضحا أنه خلال شهرين سينتهى العمل فى مشروعات المساكن غير الآمنة لتصل فاتورة مشروعات غير الآمن إلى 40 مليار جنيه.
وأشار إلى ميزانية خطة 2030 لتطوير المناطق غير المخططة تصل إلى 318 مليار جنيه، وهناك تكليف رئاسى لتطوير عواصم المحافظات والمدن، متابعا "يتم حاليا إخلاء منطقة بطن البقرة بمصر القديمة ونقل الساكنين لمنازلهم الجديدة فى الأسمرات ومدينة معا".
ويصل عدد المستفيدين من برامج تطوير المناطق العشوائية لأكثر من مليون مواطن سواء بنقله إلى مكان آخر أو تأمين سكنه فى نفس مكانه، ويعد مشروع الأسمرات الذى تم تنفيذه فى عام ونصف هو خطة خمسية لإحدى الدول الراقية.
وستكون مصر خالية من المناطق غير الآمنة فى أغسطس المقبل، وسيجرى تسليم العديد من المشروعات، ومنها مشروع السلام، ومصر القديمة، وحدائق أكتوبر، وحلايب وشلاتين.
وحظيت محافظة القاهرة بمفردها بـ16 مليار جنيه، من رصيد تطوير المناطق العشوائية، وتشمل: الأسمرات1 و2 و3، وأهالينا 1و2، والمحروسة 1 و2، وروضة السيدة 1 بإجمالى عدد وحدات سكنية 26449 وحدة، كما عرض المشروعات الجارى الانتهاء من تنفيذها خلال العام 2021، وتشمل: أرض الخيالة، ومؤسسة معا مرحلة أولى ومرحلة ثانية، ومصنع 18 الحربى، والمنيل القديم، بإجمالى 13912 وحدة سكنية، وتتمثل المشروعات الجارى البدء فى تنفيذها خلال العام المالى 2021-2022، وتضم: روضة السيدة 2، وأهالينا 3، وشمال الحرفيين، وأرض المسبك، وأرض العمدة، بإجمالى 7800 وحدة سكنية.
ومن بين المناطق التى تم إخلائها خلال الفترة الماضية "منطقة عزبة الصفيح بروض الفرج، وحكر السكاكينى القديم بالشرابية، ومناطق شمال الحرفيين والدويقة والرزاز بمنشأة ناصر، ومثلث ماسبيرو ببولاق، وعرب اليسار ومحيط بحيرة عين الصيرة بالخليفة، ومساكن الطيبى وتل العقارب بالسيدة زينب، كوم غراب والسحيلة واسطبل عنتر والمدابغ وعزبة المدابغ وأكشاك ابو السعود والجيارة بمصر القديمة، أجزاء من عزبة خير الله بدار السلام، ومحجر فوزى عليوة وتسربات المياه بأحمد هاشم وسلم قلعة الكبش، والمواردى، وأبو رجيلة بالسلام والجبخانة وعزبة العرب بغرب مدينة نصر وعشوائيات بميدان السيدة عائشة بجوار مسجد المسبح، وترعة الطوارئ بالسلام وغيرها".
وهناك العديد من الصور التى ترصد مقارنة لهذه المناطق قبل وبعد التطوير الذى حدث فى إعادة تطوير مناطق عشش "قلعة الكبش، وبطن البقرة، وعزبة العرب بمنشية ناصر، والمقطم، ومثلث ماسبيرو، والدويقة، وشارع المحجر، وعين الصيرة، وأسطبل عنتر، والمدابغ، وأبو السعود بمصر القديمة، وشارع أحمد هاشم، والمعدسة، والسحيلة، والشهبة، ووادى فرعون، والرزاز، وعرب الحصن، وعشش النهضة، ومجرى العيون"، وجميعها مناطق بمحافظة القاهرة جرى هدم عششها وإعادة بناء مجمعات سكنية جديدة.
وتسلط الصور للمناطق العشوائية قبل وبعد التطوير، تحول إلى "كومباوندات للفقراء" فى قلب العاصمة، وذلك بعدما تحولت العشش والعقارات الخطرة الآيلة للسقوط، إلى منازل منسقة حضاريًا وأمنة وفق خطة الرئيس للنهوض بمستوى معيشة المواطن، كما استبدلت خطة التطوير وفق رؤية الرئيس السيسى، العشش وجبال القمامة التى كانت متناثرة فى كل مكان قبل تطوير هذه المناطق، بمساحات خضراء شاسعة، إضافة إلى الملاعب ومراكز الشباب لتوفير أماكن مخصصة لممارسة الألعاب الرياضية.
وتعمل وزارة الإسكان، وفق خطة ممنهجة لصالح دعم الفئات غير القادرة وتوفير سكن يليق بهم تحت مسمى الإسكان الاجتماعى، وفى هذا الإطار تم تنفيذ مليون و200 ألف وحدة سكنية بتكلفة 400 مليار جنيه، ووفر هذا العمل الجاد أكثر من 3 ملايين ونصف المليون فرصة عمل، وذلك منذ عام 2018 وحتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة