أعادت ثقافة شمال سيناء، المجد لحرف تراثية قديمة اندثرت من خلال تعليم جيل جديد على امتهانها، وتحويلها لمشروع ناجح بتدريبات مكثفة فى قصر ثقافة العريش، استفاد منها 40 من الشباب من الجنسين، تفعيلا لمبادرة "صنايعية مصر" والتى خلالها قدم لهم مدربين فى مجال الحرف التقليدية التراثية، وتشكيل لوحات فنية ومشغولات يدوية بالجلد، خبراتهم وتعليمهم كل أسرار صناعتها.
أشرف المشرحانى، مدير عام فرع ثقافة شمال سيناء، قال إن ورش العمل لا تتوقف فى مقر قصر ثقافة العريش، على مدى 20 يوما متواصلة بما فيها أيام العطلات الرسمية، تنفيذا لمبادرة صنايعية مصر التى أطلقتها وزارة الثقافة، استجابة لمبادرة رئيس الجمهورية، بتشجيع وخلق جيل جديد من الحرفيين.
وأضاف أنه فى شمال سيناء، تم الاستفادة من المبادرة وتفعيلها بشكل ناجح فى قصر ثقافة العريش، من خلال إحياء تراث حرف تقليدية قديمة تمتاز بها المحافظة، وتطويعها لتناسب العصر الحديث، وأهمها تشكيلات وصناعة الجلود والنسيج وتشكيلاته المنوعة.
وأشار مدير عام ثقافة شمال سيناء، إلى أنه فى نهاية الدورة، سيتم توزيع مبلغ مالى على 3 من المتدربين المتميزين، تشجيعا لهم للانطلاق فى مشروعات خاصة فردية اعتمادا على ما اكتسبوه من خبرات خلال هذه الدورة.
وقالت إيناس سمير، رئيس قسم الفنون التشكيلية والحرف البيئية بفرع ثقافة شمال سيناء، إن المبادرة أطلقها رئيس الجمهورية تنفذها وزارة الثقافة، وتنفذ فى شمال سيناء ضمن 27 محافظة، ويجرى تدريب السيدات والفتيات على أعمال صناعة مشغولات، من خلال تدريبات 3 ورش خاصة بالنسيج والكليم وصناعة الجلود.
وأضافت أن الهدف من المبادرة، خلق جيل واعى على قدر المسئولية، يحافظ على التراث الحرفى، ويشارك فيها 40 من الشباب من 14 حتى 40 سنة، ومقرر أن تتواصل حتى 19 من الشهر الجارى يتخللها محاضرات نظرية موضحة أن ورش العمل مجانا، وتم توفير المكان والخامات والمدربين الذين تم اختيارهم على أساس الكفاءة.
وقالت المدربة زكية عبد الله، إنها تقوم بالتدريب على أعمال النسيج، وتنفذ أعمال منوعة من النسيج بشكل يمثل طبيعة المكان، وبألوان مختلفة، مضيفة أن الخامات تم توفيرها مجانا بمعرفة الثقافة، ودورهن يقومون بالتصنيع فى ورشة عمل تستمر لنحو 20 يوما.
وتابعت الحديث المتدربة صفاء محمود، بقولها أنها تدربت على كل أنواع النسيج وعاشت فرحة إحياء حرفة جدتها القديمة من أعمال النسيج اليدوى، واستطاعت أن تصنع عددا من المنتجات تزين بها بيتها، فضلا عن الاتجاه لتصنيعها كمشروع تجارى خاص بها.
وقالت المتدربة شيماء سليم، إنها استفادت من تصنيع الخامات فى تعلم مهارات جديدة، بعد أن وصلت للمكان للتدريب فيه عن طريق إعلانات شاهدتها ودعوات وصلت إليهن فى جمعية الأسر المنتجة بالعريش تشجعهم على التدريب واكتساب مهارة، وتحقق لها ما كانت تبحث عنه.
وقال شعبان جمعة السيد مدرب على أعمال تصنيع الجلود، إنهم يقومون بتصنيع لوحات فنية بالجلد، وأنه تم توفير خامات الجلود بكل أنواعها وألوانها عن طريق وزارة الثقافة، وأنه يقوم يوميا فى ورشة العمل بتدريب المشاركين على كيفية تشكيل الجلد، وتكوين لوحات فنية إضافة لمهارة تصنيع مشغولات عادية جلدية وتطعيمها بكتابات وأشكال زخرفية.
وأضاف أن العمل فى الحرفة يحتاج لمهارات يتم تعليمها للمتدربين وتعليمهم لحين الانتهاء من التعلم الكامل وكل متدرب خاض تجربة التعليم استطاع أن يصبح ملما بكل أسرار الصنعة، وقادرا أن يقوم بتنفيذها منفردا فى بيته أو محله، مشيرا إلى أنه تم تصنيع نماذج متعددة من لوحات فنية أنتجها المتدربين وستعرض فى معرض فنى تابع لوزارة الثقافة فى القاهرة لتبين مدى براعة الحرفيين الجديد بعد خوضهم مراحل التعليم فى هذه الورشة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة