اشتعلت الجامعة بالمظاهرات فى العام الدراسى «1972 - 1973» احتجاجا على «ضبابية موعد الحرب مع إسرائيل لتحرير الأرض»، فتقدمت مباحث أمن الدولة فى الأسبوع الأخير من 1972 ببلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا ضد 67 شخصا، حسبما يذكر الكاتب الصحفى صلاح عيسى فى كتابه «شاعر تكدير الأمن العام، الملفات القضائية للشاعرأحمد فؤاد نجم»، موضحا أن الـ67 شخصا، كان بينهم 50 طالبا من جامعات «القاهرة، وعين شمس، والإسكندرية»، والمعاهد العليا، و17 آخرون ما بين خريج جامعة وعامل وموظف، وطلبت الإذن بضبطهم لقيامهم بتحريض الطلبة على التظاهر، وهو ما نفذ بالفعل فى 29 ديسمبر 1972.
يذكر صلاح عيسى، أن الشاعر أحمد فؤاد نجم، كان أحد السبعة عشر الذين قبض عليهم فى الحملة الجديدة، فمع بداية العام الدراسى الجامعى تدفقت عليه، وعلى زميله «الشيخ إمام» دعوات قادة الحركة الطلابية، للمشاركة فيما كانوا ينظمونه من أنشطة سياسية، بإلقاء الشعر وإنشاد الأغانى لجذب الطلاب إليها، يضيف «عيسى»: «على عكس ما توقعت السلطات، فقد أدى القبض على هؤلاء الطلاب إلى تصعيد خطير أسفر عن خروج زملائهم فى مظاهرات عارمة، اصطدمت بقوات الأمن، ما اضطر الحكومة لإغلاق الجامعات المصرية جميعها لمدة شهر، ومع ذلك اعتصم 48 من طلاب جامعة عين شمس بمبنى إدارة الجامعة، وانضمت إليهم الكاتبة صافيناز كاظم، التى تزوجت من «نجم» خلال عام 1972، لكن سلطات الأمن نجحت فى فض الاعتصام، وقبضت عليها، وعليهم، بعد نحو عشرة أيام».
استمرت الاحتجاجات حتى فبراير 1973، واستمرت عمليات القبض، وفى يوم 4 يونيو 1973 بدأ الإعلان عن أربعة قرارات تشمل قوائم لأسماء تمت إحالتهم إلى محكمة أمن الدولة العليا، وفقا لصلاح عيسى، وشملت القرارات 120 طالبا وعددا قليلا من «المندسين»، كان بينهم أحمد فؤاد نجم وصافيناز كاظم، وفى 18 يونيو، مثل هذا اليوم، 1973 أصدرت النيابة قرارها الثانى بإحالة 56 متهما إلى محكمة أمن الدولة العليا، حسبما جاء فى «الأهرام»، يوم 19 يونيو 1973، تذكر «الأهرام»، أن المتهمين، 22 من جامعة القاهرة بينهم طالبتان، وطالب بالدراسات العليا بالحقوق، و14 من جامعة عين شمس بينهم طالبتان، و8 من جامعة الأسكندرية، وطالب من جامعة الأزهر، وطالب من زراعة الزقازيق، وطالب بالمعاهد العليا، وطالب وطالبة من الجامعة الأمريكية، وطالب ثانوى، وصحفية صافيناز كاظم، وشاعر عامية «نجم»، وعامل واحد ومساعد معمل بإحدى شركات أبوزعبل.
نشرت «الأهرام» أسماء المحالين، ومنهم، أحمد عبدالله رزة، «كلية الاقتصاد والعلوم السياسية»، «متهم أول»، سهام صبري، هندسة القاهرة «متهم ثان»، شوقى الكردى شاهين، طب بيطرى القاهرة «متهم ثالث»، عبدالله مزارع، طب بيطرى القاهرة، «متهم رابع»، محمد محمود الشبة «طالب بآداب القاهرة»، أحمد بهاء الدين شعبان «هندسة القاهرة»، خليل محمد خليل «طب عين شمس»، علاء إبراهيم شكر الله «طب عين شمس»، هانى إبراهيم شكر الله «اقتصاد وعلوم سياسية»، أروى صالح «طالبة آداب القاهرة»، ثناء محمد عبدالعزيز أحمد»طب القاهرة»، عبده طارق يوسف «هندسة إسكندرية»، عبدالحكيم تيمور الملوانى «هندسة اسكندرية»، عفاف نصر الدين مرعى «طب عين شمس»، حسام إبراهيم سعد الدين «طب القاهرة»، عصام الدين على عبدالسلام، «طب أسنان - القاهرة»، محمد دردير الحسينى «طب عين شمس»، عمر محمد كمال الإمام الجميعى «بيطرى القاهرة»، السيد أحمد على القط «آداب عين شمس»، أشرف محمد صادق «طب القاهرة»، منى السيد أحمد الهلالى «الجامعة الأمريكية»، أحمد محمد شرف «دراسات عليا حقوق القاهرة»، مراد منير ميخائيل «حقوق إسكندرية»، عبدالرحيم رياض عبدالمجيد «زراعة الزقازيق»، ليلى أحمد يوسف عونى «طب عين شمس»، محمد بيومى محمد على «اقتصاد وعلوم سياسية»، صافيناز كاظم «صحفية»، أحمد فؤاد نجم «شاعر عامية»، سمير حسن محمود «عامل مفصول من مصنع 99 الحربى»، وأحمد العرابى أحمد «مساعد معمل بشركة الصناعات المعدنية بأبى زعبل»، وآخرين.
قالت النيابة فى قرار الاتهام، إن هؤلاء فى غضون عام 1972 وحتى آخر فبراير 1973، قاموا بإذاعة أخبار وبيانات وشائعات كاذبة ومغرضة، وبث دعايات مثيرة، بأن أصدروا مجلات حائط وملصقات ونداءات ورددوا هتافات، وألقوا كلمات وأشعارا فى اجتماعات عامة تتضمن إثارة للطلاب وفئات الشعب ضد نظام الحكم القائم، وحرضوا الطلاب على الامتناع عن تلقى الدروس، وذكرت أن الطالب أحمد عبدالله رزة، كان يتزعم المؤتمرات والمناقشات والندوات ويثير الطلبة بحديثه، ويهاجم النظام القائم بدعوى أنه يقف بالمرصاد لكل حركة ديمقراطية تنشأ فى الوسط الطلابى، أما الطالبة سهام صبرى فكانت تقوم بدور فعال فى تزعم وتنظيم الاعتصام داخل قاعة ناصر بجامعة القاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة